اهتمت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية بقرار وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودية تثبيت كاميرات في المساجد لمتابعة المؤذنين والأئمة في أداء مهمتهم، والوقوف على ما يجري داخل كل مسجد، وهو القرار الذي تنوي الوزارة تطبيقه قريبًا. ووصفت المجلة البريطانية النظام الجديد بـ"الـبسيط"، وأنه يأتي ضمن سلسلة من التدابير التي دأبت المملكة على انتهاجها لتنظيم المساجد والخطاب الديني، علاوة على ضمان الأمان وعدم السرقة وتنظيم استهلاك الطاقة. وأكد مسؤولون في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودية، أن نظام "التحكم الآلي" الذي تعتزم الوزارة تطبيقه في المساجد قريبًا، سيتيح للمراقبين إمكانية متابعة المؤذنين والأئمة في أداء مهمتهم في المساجد من خلال كاميرات تليفزيونية سيتم تركيبها، كما يتيح إمكانية رصد المخالفات في الخطب التي سيتم تسجيلها بشكل آلي وبثها بشكل مباشر متى ما دعت الحاجة إلى ذلك. وأوضحت المجلة أن الجهود السعودية ليست استثناءً أو تقييدًا، إذ سبقتها في هذا الإجراء كل من أوزباكستان وكازاخستان وطاجيكستان، حيث تثبت تلك الدول كاميرات في مساجدها كافة، كما دأبت الكويت على تثبيت مسجلات صوتية في المساجد، للوقوف على الخطب التي يتم إلقاؤها يوم الجمعة من كل أسبوع، وذلك لحماية الشباب والنشء من الأفكار الهدامة. كما استعانت المجلة بالتجربة التركية- أيضًا- في هذا السياق، وذكرت أن أنقرة لطالما فرضت نظامًا من الاحتكار على الخطاب الإسلامي من خلال بيروقراطية دينية، متمثلة في مديرية الشؤون الدينية "ديانيت"، السلطة الدينية الأعلى بتركيا، والتي وظفّت نحو 121 ألف شخص وبميزانية قدرها 2.3 مليار دولار أمريكي، للهيمنة على الخطاب الديني في جميع المساجد التركية. كان عبد الله الهويمل، وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والفنية، قال في تصريحات سابقة إنه بعد تركيب نظام التحكم الآلي في المساجد، سيُدار المسجد بهذا التحكم من جميع نواحيه في الإمكانات والتشغيل، وسيتيح ذلك تسجيل وتصوير خطب الجمعة، وبثها بشكل مباشر في أي مكان، وسيمنح مراقبو المساجد متابعة قائمة وكاملة للمساجد. وبيّن الهويمل أن دراسة المشروع جاهزة، وسيكون التطبيق على مراحل عدة،متوقعًا أن تكون بداية المرحلة الأولى بعد اعتماد وزارة المالية للمشروع وتكاليفه وذلك في السنة المالية المقبلة، على أن يعتمد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف بعد ذلك بداية المرحلة الأولى للمشروع، والتي ستشمل الجوامع الكبيرة، تليها مرحلة تشمل المساجد الصغيرة، وذلك في جميع المناطق والمحافظات، كل حسب الأولوية.
"الإيكونوميست" تشيد بقرار المملكة تنظيم الخطاب الديني في المساجد