لعل التصريحات الأخيرة التي تناقلتها وسائل إعلام تركية وعالمية أبرزها صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية والي تفيد بالتوصل لاتفاق ضمني بين الحكومتين التركية والأمريكية وبموجبه ستقام منطقة عازلة شمال سورية تشمل المناطق الواقعة بين مدينتي مارع وجرابلس، جددت الآمال لدى السوريين الذين يبحثون عن مناطق محايدة بعيدة عن الصراع العسكري أكثر أمناً وأماناً.
الخريطة التي ملئت وسائل الإعلام المرئية والمقروءة تتحدث عن منطقة أمنة لا يمكن لطيران الأسد اختراقها أو قصفها، كما سيتم إخراج تنظيم داعش منها ليتثنى للآلاف من السوريين العالقين في بلاد الاغتراب بالتحديد تركيا العودة إلى سورية والإقامة فيها.
يذكر بأن أكثر من مليونين ونصف سوري يعيشون الآن في تركيا، نصفهم على الأقل في المخيمات التركية المقامة لإيواء النازحين بالقرب من الحدود الجنوبية لتركيا المقابلة لشمال سورية.
فيما لو طبق القرار بإقامة منطقة عازلة فإن مرحلة جديدة قد تبدأ في الثورة السورية، وربما تتمكن الهيئات والمؤسسات الثورية مزاولة عملها بشكل جدي ضمن الأراضي السورية المحررة وبهذا ترجع معظم العائدات المالية القادمة على شكل دعم دولي إلى الداخل السوري بدل هدرها في الخارج ونهبها من قبل بعض المسؤولين الفاسدين في الحكومة المؤقتة والائتلاف الوطني.
مؤشرات كثيرة تشير إلى جدية الحكومة التركية هذه المرة في إقامة المنطقة العازلة شمال سورية، فهي اليوم أحوج ما تكون إلى هذا الإجراء الذي بدوره سيخفف الكثير من الأعباء التي تحملتها الحكومة التركية خلال السنوات الأربع الماضية، حيث استقبلت اللاجئين السوريين بأعداد كبيرة زادت من التحديات الأمنية والاقتصادية.
لسان حال السوريين اليوم يقول دعونا ننتظر، هل ستتحول التصريحات التركية إلى أفعال تطبق على الأرض أم أنها كما الكثير من التصريحات التي ذهبت أدراج الرياح والتي تحدثت عن الكثير من الخطوط الحمراء والصفراء التي تجاوزها الجميع.