تخطى إلى المحتوى

السينما الإيرانية رائعة ولكن!

السينما الإيرانية رائعة.. ولكن!
خليجية لا يختلف اثنان على تميز السينما الإيرانية وتفوقها، وعلو كعبها على المستوى العالمي، وليس الإقليمي فقط، ويؤيد هذا تحقيقها للعديد من الجوائز في المهرجانات الدولية المختلفة، خاصة في أوروبا، وتميز الأسماء الإيرانية في مجال الإخراج والتمثيل والموسيقى، وغيرها من الفنون المتصلة بالفيلم السينمائي.

وفي الأسبوع الإيراني الذي أقيم مؤخرا في الكويت، زاد هذا اليقين لدى المهتمين في مجال السينما وتطورها، واعتمد نجاحها على الخصوصية التي تحملها الأفلام الإيرانية، التي تقدم المجتمع الإيراني بكل ما فيه من خصوصية وملامح ومعالم، وابتعادها عن تقليد السينما الأميركية في الإخراج والمواضيع، فقدمت نفسها للعالم بهويتها الخاصة، وهو ما يبحث عنه عشاق الفن السابع في كل مكان، أن تقدم هويتك ونفسك عبر السينما، ولكن.

معاناة اجتماعية

طوال أسبوع كامل من العروض المتميزة في السينما الإيرانية في الكويت، لم نشاهد سوى نمط واحد من المواضيع السينمائية، وهو المعاناة الاجتماعية بقصص درامية تراجيدية، وكأنها سينما متخصصة بالبكاء والدموع، أربعة أفلام كانت جميعها اجتماعية، وتعالج مواضيع إنسانية مختلفة قدمت بطريقة عالية الجودة، ولكن هذه الأعمال لم تقدم لنا إلا جانباً واحداً من الإيرانيين، هناك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها من قبل السينمائيين، لكي لا تكون السينما الايرانية متخصصة بالبكاء والدموع.

أسبوع كامل من العروض السينمائية الإيرانية، تعرفنا خلالها على الحياة الاجتماعية البسيطة في إيران ومعاناة البسطاء والمحتاجين، ولكننا لم نعرف من خلالها حياة المترفين هناك، أو مشاكل الشباب والحب أو الاقتصاد والعمل والسياسة، وغيرها من المواضيع التي تطرحها السينما عادة في أفلامها، كنوع من تسليط الضوء على ثقافة مجتمع ما، والمجتمع الإيراني كبقية المجتمعات له معاناته وتطلعاته وطموحاته ومشاكله، ولكننا لم نشاهد في الأسبوع سوى مجال واحد فقط هو حياة الناس متوسطي الدخل.

حبيسة المهرجانات

كشف الأسبوع الإيراني أن السينما الإيرانية تمتلك طاقات فنية سينمائية جيدة في كل مجال، ولكنها لم تستفد منهم إلا في موضوع واحد، وهي تسير بوضوح في طريق السينما الفرنسية، ولا ريب في ذلك فهي وليدتها.

ولذلك ظلت حبيسة المهرجانات كما هي السينما الفرنسية، فجميع العروض التي قدمت خلال الأسبوع، وإن كانت ممتلئة ولا يوجد مكان واحد فيها، فإنها لا تصنف ضمن السينما الجماهيرية، بل هي سينما نوعية، تمتلك كل مقومات النجاح، ولكن سيرها في طريق واحد ونمط محدد سيخصصها في المهرجانات فقط ويبعدها عن الجماهير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.