هذا العذر الوهمي .. من أسهل الأعذار للتقاعس عن العمل ، أو التكاسل عن الأداء ، أو الانسحاب من المواجهة .
تأملت فيه وفي دواخله وفي بعض قائليه .. فوجدت أنه لاشيء – غالبا – .
ثم تأملت في الاتهام الموجه لليد الواحدة .. وأنها لا تستطيع العمل بدون أختها .. فوجدت أنها تستطيع ، ويمكن لها أن تقدم شيئا ، وقد تغير الشيء الكثير ؛ والكثير جدا .. فلماذا نقيدها ، ونلزمها بأن لاتعمل إلا بجوار أختها ؟!.
– اليد الواحدة تستطيع أن تمسك مصحفا تقرأه .. فينفعك الله به يوم القيامة .
– اليد الواحدة تستطيع أن تحمل بها كتابا .. فترفع به الجهل عن نفسك .
– اليد الواحدة تستطيع أن تحذر بها غافلا .. فينقذك الله بسببه .
– اليد الواحدة تمسك بها يد ضرير .. فتعينه في طريقه .
– اليد الواحدة تضرب بها صغيرا .. فتعلمه العلم والأدب .
– اليد الواحدة تساند بها أحد إخوانك .. فتفرج بها همه .
– اليد الواحدة تستطيع أن تكتب بها نصيحة .. فتغير منكرا .
– اليد الواحدة تستطيع أن تكتب بها تذكيرا .. فتغير قرارا .
– اليد الواحدة تستطيع أن تكتب بها توجيها .. فتغير توجها .
– اليد الواحدة تستطيع أن تكتب بها تنبيها .. فتنقذ غافلا .
– اليد الواحدة تستطيع أن تكتب بها موعظة .. فتذكر ساهيا .
– اليد الواحدة تستطيع أن تكتب بها كتابا .. فتعلم جاهلا .
– اليد الواحدة تستطيع أن تكتب بها مقالا .. فتؤثر على قارئيه .
– اليد الواحدة تستطيع أن تحرث بها وتزرع وتسقي وتحصد .. فتغني بها نفسك وأبنائك .
اليد الواحدة تعمل بها ، وتكتب ، وتطبع ، وترسل ، وتهاتف ،
وتُشير ، وتنبه .. فلا يكن عدمُ أختها .. مؤثرا عليها .
الشاهد :
أعلم أن هذه الإشارات لاتخفى عليكم .. لكن لو أزلنا قول
( اليد الواحدة ما تصفق ) من قواميس ألفاظنا ، ومن كلمات دواخلنا ..
لوجدنا في ذلك وأثناءه وبعده .. خيرا كثيرا .
علينا العمل ، والبذل ، والكتابة ، والتوجيه ، والنصح ..
ولا نسأل عن غيرنا ؛ ولماذا لا يعملون .. علينا أنفسنا .. ولنقدم لآخرتنا ما نسأل الله أن يسرنا به يوم القيامة .