استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
باختصار: عمري 28 سنة، مشكلتي هي تأخر الزواج، وهذا يحبطني، فقد دعوت الله كثيراً، وذهبت إلى مراكز التحفيظ، لكن لا فائدة، وأنا خجولة، لا أختلط بمن حولي حتى أهلي ووالدّي، وهناك بنات يحسدنني على أي شيء أفعله، ولا يرغبن بأن أكون مذكورة عند الناس، دائما هكذا بنات عمي تربين على الغيرة، وهن جريئات، فعندما ذهبت لمركز التحفيظ قامت إحدى قريباتي بالذهاب لنفس المركز، لتبين للناس خجلي وحيائي، مع العلم أنها متزوجة، ومتوسطة بالعمر، ولها بنت متزوجة عمرها 17سنة، فلماذا تحسدني، ولا تتمنى الخير لي.
فأنا وحيدة في عائلتي لي أخوة صغار، أصبحت عصبية ومليئة بالغضب، فأعتقد أن أهلي هم السبب فيما أنا فيه، إضافة إلى غيرة قريباتي، مع العلم أنه قد خطبني رجل غني عندما كنت صغيرة، ولكن لم تتم الخطبة، بسبب رفض والدي، وتمنيت الموت، كما أنني أعاني من الرهاب الاجتماعي، فأنا دائماً وحيدة، لا صديقات ولا قريبات، وكذلك حساسة من أية كلمة أو نظرة توجه لي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ا.س حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونعتقد أن مَنْ كتبتْ هذه الأسطر جديرة بتجاوز الأزمات إذا استعانت برب الأرض والسماوات، فتوكلي على الله، واطلبي منه المعونة والتأييد، واعلمي أن الحسد لا يأتي إلا لإنسانة متميزة، فحسد القريبات دليل على تميزك، فلا تسجني نفسك بهذه الأوهام، وتواصلي مع الآخرين.
واعلمي أن الناس سيكوّنون الانطباع عنك منك أنت، لا بما يسمعونه من كلام الناس، وكلام الآخرين والمغرضين والمغرضات قد يؤثر ولكن إلى وقت معين، ولكن تتجلى الحقائق وتنكشف بتواصلك مع الأخريات، وبذهابك إلى مراكز التحفيظ وحضور المحاضرات.
لا تحزني على الوضع الذي أنت فيه، فلكل أجل كتاب، وتذكري أن نعم الله مقسَّمة، فكل امرأة أُعطيتْ نعمة تتميز بها على الأخريات، وهذه تُعطى جمالاً وأدبًا، وهذه تُعطى جمالاً ووظيفة، وهذه تُعطى زوجًا وتُحرم المال والولد، فنعم الله مقسَّمة، والسعيدة هي التي تتعرف على نعم الله عليها، ثم تؤدي شكرها، فتنال بشكرها لربها المزيد، لأن الله هو القائل: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}.
فتعرفي على النعم التي تتقلبين فيها، وكلنا صاحب نعمة، ثم اشكري العظيم على نعمه لتنالي بالشكر المزيد. والمؤمن ينبغي أن ينظر إلى من هم دونه، إلى من هم أقل منه في كل أمور الدنيا، حتى لا يزدري ولا يحتقر نعم الله عليه.
واعلمي أن الحياء فيه خير، بل كله خير، وأن الوقاحة مرفوضة، وأن المرأة التي ترفع صوتها خرَّاجة ولَّاجَة تتكلم، لا تظني أنها مرغوبة وأنها ناجحة، فالحياء يُظلل المرأة ويزيدها جمالاً، ويزيدها إشراقًا، والحياء خُلق الإسلام، وهو جميل في الرجل لكنه في المرأة أجمل، لكننا عندما نقول الحياء لا نقصد الخجل الذي يترتب عليه ضياع الحقوق والعجز عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو العجز على الدفاع عن النفس.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونؤكد لك أنك متميزة، وسيأتيك ما قدَّره لك القدير في الوقت الذي أراده الله، فاتقي الله واصبري، واشغلي نفسك بالطاعات، وتوجهي إلى رب الأرض والسماوات، الذي بيده الخيرات، ونسأل الله أن يقدِّر لك الخير حيث كان ثم يُرضيك به.
وبالله التوفيق.
منقووووووووووول