اسطنبول – قال وزير العدل التركي، اليوم الأربعاء، إن الشخصين اللذين احتجزا ممثلاً للادعاء رهينة في اسطنبول "صوبا سلاحا إلى الأمة"، وتعهد بملاحقة "قوى الظلام" المسؤولة عن الحادث بعد مقتل الثلاثة في محاولة إنقاذ نفذتها الشرطة.
وكان عضوان بجبهة التحرر الشعبي الثوري اليسارية المحظورة قد احتجزا ممثل الادعاء محمد سليم كيراز (46 عاما) رهينة في مكتبه باسطنبول أمس الثلاثاء.
وكان كيراز يقود التحقيقات في وفاة الفتى بركين علوان (15 عاما) في مارس/ آذار من العام الماضي، بعدما ظل في غيبوبة لمدة تسعة أشهر في أعقاب إصابته في الرأس بعبوة غاز في احتجاجات مناهضة للحكومة في 2024.
وقالت جبهة التحرر الشعبي الثوري اليسارية على موقعها الإلكتروني إن عملية احتجاز الرهينة جاءت انتقاما لمقتل علوان.
وقال وزير العدل كنعان ايبك للمشيعين في جنازة كيراز التي حضرها مئات المحامين والقضاة "لا نرى هذا هجوماً على ممثل الادعاء الراحل بل على منظومة العدالة بأسرها. أنه سلاح صوب إلى الأمة".
وبينما وضع نعش كيراز ملفوفا بالعلم التركي في بهو مبنى إحدى المحاكم قال الوزير "دولتنا قوية بما يكفي لملاحقة أولئك الذين يقفون خلف هؤلاء المجرمين.. لا يجب أن تجعل حقيقة مقتل هؤلاء القتلة القوى الشائنة والظلامية تشعر بالارتياح".
واحتجزت الشرطة مسلحين اليوم الأربعاء بعدما اقتحما مقرا لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أحد أحياء اسطنبول وعلقا علما تركيا عليه شعار السيف في نافذة الطابق الأخير.
وقال الرئيس رجب طيب إردوغان اليوم الأربعاء إن الهجوم على مقر لحزب العدالة والتنمية في اسطنبول محاولة لتقويض عملية السلام التي تقوم بها أنقرة مع الأكراد.
احتجاجات
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن متعاطفين مع جبهة التحرر الشعبي الثوري اليسارية اشتبكوا مع الشرطة خلال الليل في اثنين من أحياء مدينة اسطنبول.
من ناحية أخرى قال موقع اتحاد يساري على الإنترنت إن شرطة مكافحة الشغب احتجزت 36 طالبا في جامعة اسطنبول بعد تعليق لافتات تحمل صورة أحد محتجزي ممثل الادعاء في كلية الحقوق.
وحذر رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في وقت متأخر أمس الثلاثاء من خطر تصاعد أعمال العنف قبل إجراء الانتخابات العامة في يونيو حزيران وحث كل الأحزاب على "تشكيل جبهة موحدة في مواجهة الإرهاب".
وفي تغريدة على موقع تويتر قال نائب رئيس الوزراء أمر الله إيسلر إن محتجزي الرهينة على صلة بجماعات حرضت على العنف أثناء اضطرابات 2024 التي أصيب فيها علوان.
وكان أردوغان قد وصف علوان في السابق بأنه "بيدق الإرهابيين".
وتشكلت جبهة التحرر الشعبي الثوري اليسارية في نهاية السبعينيات وكانت وراء سلسلة اغتيالات وتفجيرات انتحارية منها هجمات قاتلة على السفارة الأمريكية. وتستهدف أيضا الشرطة التركية بشكل متكرر.
وتدرج الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا الجبهة على قائمة المنظمات الإرهابية.