استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
جزاكم الله خيرًا على مجهودكم، وعلى هذا الموقع الجميل.
أعاني من الوسواس في الصلاة، أعيد تكبيرة الأحرام كثيرًا، والآن لا أستطيع التكبير فعلاً، ولا أقدر أن أصلي منفردًا إلا بعد صعوبة، ووقت طويل، وليس بشكل طبيعي، فأنا أشعر بتردد شديد في البدء في الصلاة.
وكذلك في الوضوء، فأنا أشعر بتردد في بداية الوضوء وأقطعه وأعيده مرات، أو أمكث فترة حتى أتغلب على ترددي وأبدأ بصعوبة أيضًا، حتى الأذكار أتردد في بدئها، وأشعر بثقل في قراءة القرآن الكريم، الأمر صعب لدرجة أنني لا أقدر أن أتجاهل الوسواس، وأحقره كما ذكرتم في استفسارات سابقة.
أريد أن أسأل عن أدوية الوسواس القهري وآثارها الجانبية، فأنا أدرس في كلية الطب، وأحتاج للوقت، وقد سمعت وسألت عن هذه الأدوية وقيل لي بأنها تجعل الشخص ينام فترات طويلة، ربما يومًا أو يومين، ولا أستطيع أن أنام وقتًا طويلاً، ولا أن أفقد التركيز والحفظ، ولا الشعور بالخمول، ولا حتى زيادة الوزن المحتمل من الدواء بسبب انشغالي بالمذاكرة، وحتى لا ينتبه أهلي لمرضي، فماذا أفعل؟
فهل دواء الفافرين أو البروزاك مناسبان؟ ولا يجلبان هذه الآثار؟
وشكرًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا النوع من الوساوس القهرية الذي تعاني منه معروف وسط الكثير من الناس، ويا أخي الكريم: ما كنت أريدك أبدًا أن تُقرر أن التجاهل لهذه الوساوس وتحقيرها لم يُفيدك، لا، هو يفيد ويفيد كثيرًا، التجاهل مع القيام ببعض التدريبات السلوكية الأخرى، مثلاً تجلس وتضع المسجل أمامك، أو التليفون لتُسجِّل التكبيرة، تكبيرة الإحرام، تصور نفسك أنك في الصلاة – وأنت لست في الصلاة – كبِّر، حتى يكون هنالك خيال ذهني عميق أنك في الصلاة، وتُكبِّر ثم تُسلِّم، ثم تُكبِّر ثم تُسلِّم، وهكذا، وبعد ذلك تسمع لما قمت بتسجيله، هذا يُعطي نفسك نوعًا من الترويض والطمأنينة الداخلية التي تُسهِّل عليك كثيرًا.
ويا أخي الكريم: غمض العينين أيضًا مع تكبيرة الإحرام يُساعد كثيرًا في إخراج التكبيرة بكل سلاسة، غمض العينين من النوع الخفيف، وهذا لا يخلُّ بالصلاة أبدًا.
الأمر الثاني هو: الإكثار من تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جدًّا، قيمتها السلوكية عالية جدًّا، فاحرص عليها.
وبالنسبة للعلاج الدوائي: أعتقد أنه سوف يُسهل لك كثيرًا وييسِّر لك كثيرًا التطبيقات السلوكية؛ لأنه في نهاية المطاف العلاج ليس عن طريق الدواء، إنما عن طريق التطبيقات السلوكية التي تقوم بتحقير الفعل الوسواسي، والتخلص منه من خلال هذه الآلية.
عقار يعرف تجاريًا باسم (يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine) سيكون الأمثل بالنسبة لك؛ لأنه دواء لا يُسبب أي نعاس، لا يُسبب أي كسل، على العكس تمامًا هو إشعاري، ويحسِّنُ التركيز بصورة كبيرة جدًّا.
جرعة البروزاك التي أنصح بها في حالتك هي كبسولة واحدة، وفي مصر يوجد منتج ممتاز، وهو (فلوزاك)، تتناول كبسولة واحدة يوميًا لمدة عشرين يومًا، تناولها بعد الأكل، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، وهذه هي الجرعة العلاجية التي يجب أن تستمر عليها بكل التزام لمدة ستة أشهر، ثم تجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم بعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن تناول هذا الدواء.
أيها الفاضل الكريم: أود أن أضيف أن التردد في الوضوء وإسراف الماء، هذا يتم حسمه من خلال ألا تتوضأ من ماء الصنبور، ضع كمية من الماء في إبريق أو قارورة، ينبغي أن تكون كمية الماء قليلة، وتذكر أن الإسراف مذموم، وتذكر أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – أرشدنا وعلمنا ألا نُسرف حتى وإن كان أحدنا على نهرٍ جارٍ غمرٍ، وأنه (كان يتوضأ بالمُدِّ ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد)، توضأ من الماء الذي وضعته في الإبريق، وأكد على نفسك أي غَسْلَة تقوم بها، أكدها لنفسك، بعد أن تنوي قل (بسم الله الرحمن الرحيم) اغسل يديك، قل لنفسك: (الآن غسلتُ يدي)، ثم المضمضة، قل لنفسك (أنا قمت بالمضمضة) ثم الاستنشاق، الاستنثار، وأكِّد على نفسك، وهكذا، الأمر في غاية البساطة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
منقووووووووووول