تخطى إلى المحتوى

تعرضت للاعتداء الجنسي في صغري وبسببه كرهت الرجال جميعا

تعرضت للاعتداء الجنسي في صغري وبسببه كرهت الرجال جميعا
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاماً، تعرضت للتحرش وأنا في صغري ودام ذلك إلى أن بلغت 13 عاما، هذه أول مرة أتحدث فيها عن الموقف وأخاف كثيرا أن أخبر أحدا به، تعرضت له من قبل أخي، في بادئ الأمر لم أكن أعلم عن حرمة ما يفعله بي إلى أن عرفت عن طريق أستاذة مادة الفقه في المتوسط، وكان يشغلني باللعب في أجهزته الالكترونية ويمارس ما يريده، وكان يمارسه من جهة الدبر، وعندما واجهته بالأمر ارتبك وكذب الأمر وأخبرني أن أستاذتي تبالغ.

أصبحت أتجنب الاحتكاك به وبعد فترة ابتعث للخارج وتناسيت الأمر واهتممت بدراستي، أصبحت حساسة من موضوع الزواج، تقدم لي شباب ولكن رفضت بسبب دراستي، وهو عذر لي لكي لا أرتبط بأي أحد، بين فترة وأخرى تصيبني حالات بكاء وخوف وألم شديد بسبب تذكري الأمر، وتحدث عند رؤيتي له، جميع أهلي يحبونه ويعتبر ناجحا بحياته، ولكن لا أحب أن أسمع عنه شيئا، يصيبني ذلك بالغضب، وعندما أتجنب رؤيته يأتي لي ويسألني هل هناك شيء يضايقني؟ ولكن لا أستطيع التحدث له وأتهرب، هو الآن متزوج ورزق بمولودة، ويسكن بمنطقتنا ويزورنا بين أسبوع وآخر، وأكره ذلك جدا جدا.

أرجو إفادتي بما أفعل فحالتي النفسية جدا سيئة.

شاكرة لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بيان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا.

مما لا شك فيه أنك أنت وكثير من تصرفاتك إنما هي نتيجة "طبيعية" للتجربة التي مررت بها في طفولتك، سواء مثلا من باب الحرمان العاطفي من والديك، أو الإثارة الجنسية التي تعرضت لها بسبب التحرش الجنسي، وخاصة أنك كنت في سن الطفولة، واستمر الأمر لمرحلة المراهقة 13 سنة، وأن المتحرش هو أخوك، وهذا الأمر يصنف في باب سفاح المحارم، عندما يتعرض فرد من الأسرة بالتحرش الجنسي لفتاة من ذات الأسرة، ولا شك أن هذا الأمر محزن، أن الأخ والذي هو في الأصل أن يكون مصدر حمايتك وتأمين سلامتك، أن يتعرض هو لك بالأذى والاعتداء الجنسي!

وتظهر عند من يتعرض للاعتداء الجنسي، وهو على أنواع، وخاصة منه الاعتداء المباشر بالممارسة الجنسية، فالعادة أن تظهر عند الفتاة التي تعرضت لهذه التجربة الجنسية في سنّ مبكرة، العديد من الأعراض، ومن أهمها حالة التشوش التي أنت فيها، وربما بعض الاضطراب العاطفي وتقلب المزاج، وحالة من صراع الرغبات بين الرغبة في الجنس والممارسة والرغبة بالزواج، وبين الابتعاد عن كل هذا، والذي قد يصل لحد كره الرجال، وربما رفض موضوع الزواج، وقد يؤثر أيضا على إيمان الفتاة والتزامها الأخلاقي من باب أن من فعل هذا الاعتداء يظهر في الأسرة والمجتمع على أنه "خلوق" وناجح وربّ أسرة، وربما محافظ على صلاته!

إن الكثير من الأعراض النفسية التي تعانين منها، ومنها تقلب المزاج والبكاء بين الحين والآخر، وربما والرغبة بالصمت، وكثير غيره، سواء ذكرته لنا أو لم تذكريه، إنما هو نتيجة طبيعية لهذه الحالة من التشوش بسبب هذا التحرش.

أريدك أولا أن تتذكري أمرا ولا شك أنك تعرفيه تماما، وإنما أذكره من باب استكمال الأمر، أن ما حصل خطأ وجريمة يعاقب عليها الشرع والقانون، وأنه ليس من كسبك بأي حال من الأحوال، مهما حاول هذا الأخ أن يوهمك بأنك مساهمة معه في هذا العمل الإجرامي، فأنت بريئة كل البراءة، فكيف لطفلة أن تعرف في هذه السن المبكرة الخطأ من الصح، والحلال من الحرام؟

كيف تتكيّف الفتاة عادة مع مضاعفات وآثار التحرش الجنسي؟

في كثير من بلادنا مع الأسف قد لا تتوفر المساعدة النفسية المناسبة، وبالسرية الكاملة، وربما تحاول الفتاة التكيّف من نفسها على صعوبة هذا الأمر، وخاصة أنه في كثير من الحالات الاعتداء والتحرش لا يدري أحد أبدا بها إلا هي والمتحرش بعد الله تعالى, وإن مما يعين الفتاة على التكيف هو أن تفضفض عما في نفسها مع أحد تثق به وترتاح إليه.

وإذا صعب عليك مثل هذا التكيف فيمكنك اللجوء إلى الحل والعلاج المناسب، وهو الأصعب وربما الأطول، والذي فيه نتائج أفضل، وهو بمراجعة أخصائية نفسية، وليس بالضرورة طبيبة نفسية، خبيرة في التعامل مع مثل هذه الحالات، وممن يمكنك الحديث المفصل معها، وهي بالتالي ستأخذ كامل القصة وبالتفاصيل، ومن ثم تضع معك الخطة العلاجية، وستقابلك من خلالها عدد من الجلسات العلاجية النفسية، التي ستعينك على ما تريدين تحقيقه من أن تعودي لما كنتِ عليه ولطبيعتك الطيبة والبريئة، وأنت لا شك ستشعرين بالراحة من الفضفضة مع هذه الأخصائية النفسية، إنك في حاجة لاستعادة ثقتك في نفسك، وفي الإنسان عامة والرجال خاصة، ففي الجنسين من الصالح والطالح.

حفظك الله من كل سوء، وسدد طريقك للراحة والاطمئنان.

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور مأمون مبيض، استشاري الطب النفسي.
وتليها إجابة الدكتور أحمد الفرجابي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

مرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد وطاعة رب العباد.

ما حصل خطأ، ولكنه كان عن جهل وفى الصغر ويستبعد وجود أثر، فلا تحملي نفسك فوق طاقتها، واجتهدي في طي هذه الصفحة، وحاولي التواصل معنا وإخراج ما في نفسك، مع ضرورة إخبارنا بما ذكرته مدرسة الفقه، وهي بلا شك لم تكن تقصد حالتك ولا تعرف عنها، ولكل حالة وضعها وتحليلها.

وأرجو أن تدركي أنه لا ذنب لك ولا للرجال فيما حصل من شقيقك، ونتمنى أن لا تظهري العداء لأخيك، فإنه بلا شك كان يجهل أبعاد ما يفعل، وإذا تماديت فإن الأمر قد يفتضح، وليس في ذلك مصلحة لك ولا له، ومثل هذه الأمور التي تحدث في الطفولة الباكرة يطويها الناس ولا يقفون عندها، وأنت لا ذنب لك في كل ذلك لا في الدنيا ولا في الآخرة، ففيما الهم ولماذا القلق؟ كما أن الأضرار الأخرى مستبعدة جدا.

نسعد بتواصلك مع الموقع، ونؤكد أن هذه الاستشارة خطوة مهمة في الطريق الصحيح.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.