الوكيل – دعا وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة الى تعزيز التعاون والتنسيق والتشاور لتوفير الدعم اللازم للعراق لمواجهة التحديات التي تعصف به خاصة انتشار الفكر المتطرف وانتشار تنظيمات ارهابية، وسيطرة تنظيم إرهابي هو (داعش) على مساحات من اراضي العراق وسوريا.
وقال خلال مشاركته بالاجتماع الذي عقد في باريس اليوم الاثنين بمباردة من الرئيس فرانسوا هولاند لمناقشة الوضع في العراق ‘ان اللبنة الاولى لأي جهد في هذا الاطار تكمن في تغيير الظروف الموضوعية التي مهدت لهذا التدهور’، مشيرا الى ان تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي خطوة اساسية باتجاه استعادة قوة ووحدة الصف العراقي، وايجاد البيئة السياسية لتعزيز الوحدة الوطنية بين كافة مكونات الشعب العراقي ما يساهم الى حد كبير في مقاومة وكبح جماح الإرهاب ومن يمثله.
واكد اهمية المباشرة بالإصلاحات اللازمة لتعزيز دور الدولة العراقية الجامعة، ‘من خلال عملية سياسية شاملة تعزز سيادة القانون، وترمم النسيج المجتمعي العراقي، بتعدديته الثرية من ترسبات الماضي، تشكل العمود الفقري لأي جهد باتجاه دحر هذا التنظيم الارهابي وتطهير ارض العراق منه’، وقال ‘نحن نساند الحكومة العراقية وندعم جهودها في هذا المجال’.
وحذر جودة من ان ‘الخطر المحدق بالعراق اليوم، عابر للحدود، ويهدد امن واستقرار المنطقة ككل، ما يستدعي تضافر الجهود، وأخذ زمام المبادرة لتدارك الأوضاع فورا من خلال جهد يحشد الطاقات، ويقتلع جذور هذا التنظيم اينما وجدت والتصدي للإرهاب البغيض أينما وجد’.
وقال ان قدرة تنظيم (داعش) على استغلال الفراغ في بعض المناطق في شرق سوريا كقاعدة انطلاق لأهداف خارج سوريا متجاوزا الحدود، وفر له منطقة آمنة تمكنه من بناء قدراته العسكرية والاقتصادية، وعليه فإن شمولية المقاربة تستدعي جهدا متكاملا يستهدف موارده، وبناه التحتية، في كل مكان.
واشار الى ان جلالة الملك عبدالله الثاني أكد في قمة الناتو قبل ايام، ‘ان اي جهد فاعل يستدعي توفر ثلاثة عوامل هي عامل الوقت، وضرورة المبادرة فورا لاستئصال هذه الآفة وتدارك الخطر قبل استفحاله وعامل الحدود، حيث ان التواجد العابر للحدود لهذا التنظيم، يستدعي مقاربة عابرة للحدود كذلك وعامل الالتزام الكامل من الشركاء في هذا الجهد الجماعي، ونحن في الأردن ملتزمون، قولا وفعلا، وندعو كافة الدول المعنية للمساهمة الفاعلة في هذا الجهد’.
وقال ان الجرائم والمآسي الانسانية التي اقترفها هذا التنظيم ضد مكونات عضوية وأساسية من نسيج منطقتنا وتاريخها، تشكل جزءا لا يتجزأ من مجتمعاتنا، نعتز بها وبمساهماتها لحضارتنا وتراثنا، ‘هي تهديد خطير لأمننا القومي العربي ومستقبل مجتمعاتنا، وتشويه خطير لقيم ديننا الاسلامي الحنيف السمحة وثقافتنا العربية الغنية التي تزخر بأسمى المثل الانسانية العليا والاطر الاخلاقية الفضلى’.-(بترا)