استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في رمضان الماضي، حدث لي شيء غريب لأول مرة في صلاة الفجر: ضيق شديد في التنفس، تسارع دقات القلب، عدم قدرة على الكلام، لا تستطيع ساقي أن تحملني، أحسست أني ستأتيني نوبة صرع جديدة، فهي لم تأتِني منذ ما يقارب السنة، علمًا أني كنت أعاني من صرع منذ ثلاث سنوات أو أربع، وأتاني تقريباً خمس مرات فقط.
بعد التشخيص أخبرني الطبيب أن لديّ شحنات كهربائية زائدة بالمخ، المهمّ بعدما حدث لي هذا الشعور، ذهبت سريعاً إلى المستشفى؛ خوفاً أن تأتيني نوبة الصرع، لكنها لم تأتِني، فقط أخذت إبرة ومغذية، وعاد كل شيء إلى طبيعته.
بعد 15 يومًا تقريباً أتتني الحالة مرة أخرى، وكنت في سفر مع أصدقائي، ظننت أني سأصرع بينهم، وأنا لا أريد ذلك؛ فهم لا يعلمون أني مريض بالصرع، وأخجل أن يعلموا بذلك، فقلت لهم: إني سأنام، وجعلت أحدهم يقود بدلاً مني، واسترخيت في الخلف، ولم تأتِني نوبة الصرع! ولكني ظللت متعباً ومتوتراً، ولكن شعرت بأمان وهدوء، لكن كلما أمسكت مقود السيارة لأقود بهم، أحسست أني سأُصرع، وأتخيل ذلك، وأتسبب بحادث مروري -لا قدر الله-، فتأتيني الحالة بعد ذلك مباشرة.
بعد أسبوع تقريباً، مع بداية العام الدراسي، في اليوم الثاني أو الثالث أتاني ذلك الشعور مرة أخرى، وأحسست أني سأسقط بين زملائي في القاعة وأُصرع، ولا أريد ذلك؛ لأنه يسبب لي إحراجاً، أتاني ضيق شديد في صدري، ودقات قلبي سريعة جداً، ورعشة في جسمي، وأشعر بِشَدّ في عضلاتي، وخلو الريق في فمي، فقمت مسرعاً، وذهبت إلى السيارة، فذهب ذلك الشعور عني.
الآن كلما ذهبت للدوام مع أصحابي وفي القاعة ومع الطلاب أتاني ذلك الشعور، خاصةً عندما تأتيني وساوس وأفكار وتخيلات بأني سأصرع، وأقع بين من حولي، ويحملونني إلى المستشفى،… وغير ذلك من التخيُّلات، وكأنها حقيقة.
أنا أخاف أن أُصرع أمامهم، علماً أني كلما كنت لوحدي، لا تأتيني هذه النوبة غالباً.
بداية الصرع المعروفة عندي كانت رعشة كأنها لذعة كهرباء أو ما شابه ذلك، تكون مستمرة 50 ثانية تقريباً، ثم أفقد الوعي.
أستخدم علاجَ (تجريتول)، 200 جرام، حبة في الصباح وحبة في المساء.
لديّ مرض ربو مزمن، وكذلك أعاني من العصبية والزعل، والحساسية الزائدة من أصحابي خاصة، وأكتم ذلك في صدري، ولا أخبرهم، وأكتفي بالبكاء، ثم بعد يوم أنسى كل شيء.
أرجو إرشادي لما فيه خير لي، فإنّ ما أخبرتكم به من حالتي أصبح ملازماً لي في كل يومي، وذلك يقلقني جدا، ولا أدري هل فعلاً ستأتيني نوبة صرع أم ماذا؟
الحمد لله على كل حال، أنا راضٍ بما ابتلاني الله به وقدّره عليّ، فما أصابني لم يكن ليخطئني، وما أخطأني لم يكن ليصيبني.
رزقني الله وإياكم وكل مسلم الأجر والثواب، والصحة والعافية، والصبر والرضا.
جزاكم الله عني وعن كل مسلم خير الجزاء، وكم أنا سعيد بهذا الموقع.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأمر الأول: من الواضح أن مرض الصرع الذي تعاني منه، هو من النوع الخفيف جدًّا؛ لأن استجابتك العلاجية ممتازة لعقار (تجراتول)، بمعدل أربعمائة مليجرام في اليوم، وهذه تعتبر جرعة صغيرة جدًّا، وهذه نقطة أساسية أريدك أن تطمئن من خلالها.
الأمر الثاني: يُعرَف أن معظم مرضى الصرع لديهم قلق توقعي، لديهم قلق استباقي، يعني أنهم يخافون أن تأتيهم هذه الحالات، والذي حدث لك حين كنت في صلاة الفجر، هي نوبة هلع أو فزع بسيطة، ولا علاقة لها بمرض الصرع، لكنّك قطعًا -نسبةً لشدتها- أصبحت متحسسًا حول مرض الصرع، والوصمة الاجتماعية المرتبطة به.
حالتك -أخي الكريم- خفيفة، حالتك بسيطة، التزم بتناول علاجك، وأنا أفضّل أيضًا أن تراجع الطبيب، حتى تصبح أكثر أمانًا واطمئنانًا، لماذا لا ترفع الجرعة إلى ستمائة مليجرام مثلاً؟ تتناول مائتي مليجرام في الصباح، وأربعمائة مليجرام مساء، أيّ: من (التجراتول) الذي يعرف باسم (cr)، هذا -إن شاء الله تعالى- يعطيك ضمانًا كافيًا بأن هذه النوبات لن تأتيك أبدًا.
أعتقد أن هذا هو الاتجاه الصحيح، وربما يعطيك الطبيب أيضًا دواءً بسيطًا جدًّا، مثل: (السبرالكس) بجرعة خمسة مليجرام، هذا يزيل العصبية والتوتر، وحتى المخاوف التي تعاني منها.
أقِدمْ وقابل طبيبك، وناقش معه المقترحات التي ذكرتها لك، أضف إلى ذلك -أخِي الكريم-: إني أريدك أن تعيش حياة طبيعية، لا توجد وصمة اجتماعية، أنت -الحمد لله- بخير، مرضك مشخَّص، وعلاجه متاح، واستجابتك رائعة جدًّا لجرعة بسيطة من الدواء.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
منقووووووووووول