في كتابهما الجديد «ساركوزي قتل نفسه»، أكد الصحافيان الفرنسيان جيرار دافيه وفابريس لوم اللذان يعملان في صحيفة لوموند، ان رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون هو من طلب من الامين العام لقصر الاليزيه جان بيير جوييه التدخل لتسريع وتيرة متابعة نيكولا ساركوزي قضائيا في قضايا فساد يشتبه في تورطه فيها، بهدف اقصائه من الانتخابات الرئاسية في 2024، التي يعتزم كل من ساركوزي وفيون خوضها.
وفق فابريس لوم وجيرار دافيه، فإن رئيس الوزراء السابق تحرك من أجل طرد غريمه من سباق الرئاسيات الذي يعتزم خوضه في عام 2024، فخلال جلسة غداء جمعت الامين العام لقصر الاليزيه جون بيير جوييه في الرابع والعشرين من يونيو الماضي وفرانسوا فيون، شجب الطرفان اقدام حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية على دفع التعويضات المالية التي فرضت على ساركوزي بسبب تجاوزه الحد الاعلى المسموح به فيما يخص مصاريف الحملة الانتخابية لرئاسيات 2024.
واعتبر جان بيير بأن ما حصل تعسف في استغلال الحزب وخطأ شخصي، وان حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية، ما كان عليه ان يدفع غرامة ساركوزي في حديث مع فيون، الذي طلب منه الضغط من اجل الاسراع في النظر في القضايا التي تخص نيكولا ساركوزي والحّ عليه في قوله «عليك ان تضغط سريعا، أنت تعي بأنك ان لم تضغط سريعا، ستسمح له بالعودة الى الساحة السياسية، لذا عليك ان تتفاعل مع الموضوع».
ردود فعل واسعة
هذا جزء من التفاصيل المثيرة للجدل التي تضمنها كتاب «ساركوزي قُتل»، الذي اثار ردود فعل واسعة في باريس، من بينها تكذيب كل من فرانسوا فيون وجان بيير جوييه لما جاء على لسانهما من تصريحات، لكن الصحافيين اثارا المزيد من الجدل بعد ان اكدا انهما يحوزان تسجيلا صوتيا يتحدث فيه جان بيير جوييه عن الطلب الذي تلقاه من رئيس الوزراء السابق.
قضية غاييه وهولاند
ووفق الكتاب أيضا، فان نيكولا ساركوزي كان على علم بالعلاقة التي كانت تجمع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالممثلة جولييه غاييه قبل ان تكشف تفاصيلها مجلة كلوزر.
ووفق الصحافيين فان ساركوزي كان على اطلاع بمشاوير هولاند، واستندا في ذلك الى مقابلة جمعتهما بالرئيس السابق في مكتبه في 18 نوفمبر 2024، وخلال ذلك اللقاء، اشتكى لهما من الصحافة ومن تعاطفها مع هولاند قائلا «هل تذكرون الاشاعات التي ترددت عن وجود علاقة بين زوجتي كارلا وبن جامين بيولاي او شانتال جوانو وانا، وكل ما كتب عنا وهو هولاند، الذي يخرج ثلاث مرات اسبوعيا من الاليزيه على متن دراجة نارية ليلتقي صديقته.. ماذا يفعل الصحافيون؟ لا شيء بالطبع».
وتساءل الصحافيان عما اذا كان لنيكولا ساركوزي علاقة بتسريب تفاصيل ما وصف بفضيحة غاييه غيت، خاصة ان عددا من المقربين من الرئيس هولاند اتهموا الشبكات المحيطة بساركوزي بالوقوف وراء القضية، بعد ان نشرتها بالتفصيل مجلة كلوزر وكان الرئيس يتستر ويخفي بشكل كبير علاقته السرية بالممثلة.
وراء «الخط»
كيف تمكن محققو الشرطة من اكتشاف الخط الهاتفي السري، الذي كان يستخدمه نيكولا ساركوزي تحت اسم مستعار هو بول بيسموث؟
يقول الصحافيان بأن ذلك تم بعد مكالمة هاتفية اجراها الرئيس السابق مع زوجته السابقة سيسيليا، وأضاف الصحافيان «إنه عدم حذر ساركوزي، الذي كان يستخدم الخط الهاتفي ليس فقط للاتصال بالمحامي ولكن في اجراء مكالمات خاصة».