د.حمزة بن فايع الفتحي
بسم الله الرحمن الرحمن
وفي الكهفِ أسرارٌ لنا وسرورُ.. وقرةُ عينٍ قد زهت وزهورُ!
حكايةُ فتيانٍ تَعاظمَ دُرّها.. فكانت بدوراً إثرَهن بدورُ!
فرحلةُ ايمانٍ وصبرٌ وقوةٌ.. فللهِ هذا الحزمُ كيف يسيرُ؟!
وقاموا الى المولى الكريم يَحُثهم.. عظائمُ اياتٍ اورقت وسطورُ
تجلّى منارُ العقلِ فيهم فردّدوا.. أَثمةَ سلطانٍ لهم ونصير؟!
فما نرى مِنْ علمٍ ورشدٍ وانما.. حجارةُ قومٍ ما لهنّ بصيرُ!
توارثتِ الآنامُ شركاً وإنه.. جهالةُ آباءٍ وحمقٌ وتدميرُ
ففروا الى الحق الحفيظِ فصانَهم.. وحُفّوا بآيات ما لهنّ نظيرُ!
فناموا قروناً هانئاتٍ وحاطَهم.. عنايةُ رب والإله خبيرُ!
فكهفُهمُ المهجورُ نورٌ ورحمةٌ.. تباهى عليهم مِرفقٌ ونميرُ
تَزاوَرُ عنهم شمسُهم ولهيبُها.. وفي فجوةٍ كانوا والمخوف يسيرُ!
لو اطلع الآتي عليهم لناله..فرارٌ شديدٌ خانق وكبيرُ
وصاراوا أعاجيبَ الزمانِ وقد ترى.. بذا الكون اياتٍ شبهَها وتُثيرُ
اما لك عقلٌ يبصرُ الدهرَ إنه.. براهينُ توحيدٍ أحرجت وتمورُ؟!
وفيها مثالُ الجنتينِ لكافرٍ.. وصاحبُ اسلامٍ ما دهاه غرورُ!
تحاورتُما في الله المجيدِ ونعمةٍ .. فأنكر معتوهٌ وآبَ شكورُ!
ولم يشكرِ اللهَ الجحودُ فناله.. عقوبةُ حُسبانٍ احرقت وشرورُ
وقصةُ (موسى) إذ يسيرُ كطالبٍ..الى (الخضِر )المرموق عبرةٌ واثيرُ
تواضعُ ميمونٍ وفقهٌ ورحمةٌ.. فهلا فقهتَ الدرسَ وانكشف النورُ؟!
وصاحبُ (قرنين) تمكّن وارتَقى.. وطافَ بلاداً لا علوَ ولا جَورُ
هو الملكُ المحمودُ فعلاً وسيرةً.. وبانٍ لسد لم تنله مغاويرُ
و(يأجوجُ ماجوجٌ) تقاصرَ كيدُهم.. وظلوا بعزلٍ لا ردىً وظُهورُ
وفيها مواعيظٌ ودرسٌ وحكمةٌ..تَحنُ اليها جمعةً وتطيرُ
فخذها بتدبيرٍ ووعي وخشيةٍ.. لتثمرَ إيماناً قد علته تباشيرُ
وما أحوجَ المرءَ الأسيفَ لواعظٍ.. يُفيض ثباتا ما مضى ويسيرُ
وفي كل اسبوعٍ تعيش حدائقاً.. وتُخصبُ ايقانا ويشتعلُ الخيرُ
وفي مفتَح الكهفِ العجيب عواصمٌ .. لفتنة (دجال) كم طغى ويضيرُ!
فأوِثقْ فؤاداً بالقران فإنه.. سلامتُك العظمى ما صدَح الطيرُ
ولا عزَّ الا بالكتاب فإنه .. شرارةُ إيمان شعشَعت وتنيرُ
فأَدِر اليه رشدَكم وجَنانكم.. فمجدك قرانٌ وسعدك تذكيرُ!