قال محللون يمنيون إن عاصفة الحزم، طوت فيما يبدو صفحة انفصال جنوب اليمن، الذي لم يعد مطروحا في ظل التطورات الجارية حاليا والتي تعيد ترتيب كثير من الأوراق في الساحة اليمنية، وأشاروا إلى أن المناخ السياسي والتنموي الذي قد ينتج عن العملية قد يؤسس لعملية سياسية داخلية لا يكون انفصال الجنوب من بين عناصرها.
وذكر أولئك المحللون أن من بين ثمار العملية العسكرية التي تقودها السعودية وتشارك بها عشر دول عربية واسلامية أيضا، انكفاء القبائل عن لعب دور الحاضنة لتنظيم القاعدة في اليمن، مشيرين إلى حالة البيات النسبي في نشاط هذا التنظيم مع إنطلاق العمليات ضد التمرد الحوثي .
وقال أولئك المحللون إن من المبكر الحديث عن حوار سياسي في المرحلة الراهنة، وأن أي حديث من هذا النوع يرتبط بتطور العمليات الميدانية وما تفرزه هذه العمليات من نتائج سياسية .
ويبدو أن كثيرا من القوى السياسية اليمنية تراجع حساباتها الآن ، وتعيد تقييم مواقفها بما في ذلك بعض القوى المحسوبة على التمرد الحوثي .
وتشير التقارير الإعلامية المحلية إلى أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح سعى مع بدء عاصفة الحزم إلى إبراز مسافة المصالح التي تفصله عن الحوثيين ، على أمل لعب دور في أي حل سياسي أو حوار منتظر لمعالجة الأزمة .
وقالت مصادر يمنية إن محاولة صالح هذه جاءت استباقا لقرار إقليمي أو دولي محتمل لمنعه من القيام بأي نشاط سياسي.
وقالت مصادر خليجية إن أي حوار أو حل للأزمة اليمنية ، سيكون حلا توافقيا لا يستثني أحدا حتى الحوثيين أنفسهم وأشارت في هذا الصدد أن الحركة الحوثية تفقد الزخم الذي تحركت به في البداية، وأن كثيرا من القوى القبلية والسياسية التي التحقت بها تنفض حاليا من حولها .
وتضيف هذه المصادر أن الرموز السياسية لبعض القوى السياسية اليمنية موجودة بالفعل في السعودية ومن بينها رئيس حزب الإصلاح عبد الوهاب الآنسي .حسب هذه المصادر فإن حزب الإصلاح يقوم بمراجعة تسمح له بالانخراط مجددا كلاعب رئيسي في الحياة السياسية اليمنية ، وذلك من خلال تقليص إرتباطاب الحزب بأجندات جماعة الأخوان المسلمين في الخارج . وقالت المصادر إن الحزب يحاول غستساخ النموذج التونسي أو المغربي بحيث تكون أولويته يمنية وألا يتخذ مواقف سياسية تتعارض مع المصالح الوطنية لليمن .
وإلى جانب حزب الإصلاح تتواجد العديد من القيادات اليمنية الجنوبية في السعودية بعد أن نقلت اللقاءات التي كانت قد بدأتها في أبوظبي الأسبوع الماضي وذلك لاستكمال ما بدأته في أبوظبي من نقاشات وللتواصل مع قيادات يمنية شمالية بهدف التوصل إلى صيغة توافق وطني تلبي الطموحات السياسية لمختلف المكونات اليمنية.
وفيما تنظر مصادر خليجية إلى عملية عاصفة الحزم، كعصا ترفع في وجه من يعرقل العملية السياسية في اليمن وتهيئة المجال لإيران للتدخل هناك ، فإن أي توافق سياسي يلي تلك العملية سيتضمن إطلاق مشروع تنموي واسع لتنقية الساحة اليمنية من كل العوامل التي سمحت بتنامي قوى التطرف الداخلية أو سمحت بالتدخلات الخارجية.
وأكدت المصادر أن دول التعاون لن تسمح لأي دولة من خارج المنظومة الخليجية للتأثير على مسار معالجة الأزمة اليمنية، في إشارة إلى إيران ، وأشارت إلى أن اليمن يجب أن يظل بعيدا عن التجاذبات السياسية في المنطقة وأن يتم الاعتراف بأن استقرار وأمن اليمن هو جزء أصيل من أمن واستقرار دول مجلس التعاون.