"استوصوا بالنساء خيرًا ، فإنّهن عوان عندكم ، أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله" بكلمات النبي صلى الله عليه وسلم، تسعى المملكة إلى مسايرة ركب الحياة بإشراك المرأة في ميدان العمل وبما يتناسب مع ظروف المملكة وتعاليم الإسلام دون أن يعطل وظيفتها كأم. وفي تصريحات لـ"عاجل" أكد عدد من العاملات بوظائف مميزة في المملكة أبرز الأمور التي تعيق نجاحهن في عملهن. المواصلات تأكل الراتب في البداية، قالت منال عثمان (مذيعة أخبار في القناة السعودية) إن عمل المرأة انعكاس لوضعها في المجتمع السعودي ككل، والذي يتميز بالسيطرة الذكورية، بمعنى أن العمل يدخل في سياق الوضع الاجتماعي للمرأة فبيئة العمل هي امتداد لبيئة المجتمع ككل وليست منفصلة عن ثقافة المجتمع. ولفتت إلى أن من أكبر المعوقات التي تواجه المرأة في المملكة هي المواصلات فهي تستهلك من ربع إلى نصف متوسط راتب المرأة، ما يؤثر سلبًا على عطائها وانضباطها في العمل. وشددت على أن بيئة العمل قبل مجيء المرأة كانت في قبضة الرجل، فالمناصب القيادية والتنفيذية ومواقع صنع القرار كانت حكرا على الرجل وبالتالي سيتحكم الرجل في ترقية وتطور المرأة الجديدة على بيئة العمل. وطالبت وزارة العمل بإصدار تعميم إلزامي يفرض وجود مكان مخصص للحضانة في أغلب المنشآت إن لم يكن كلها لأن ذلك يعيقها عن أداء عملها. ندرة الاستشارات النفسية صباح الناصر (أستاذة الإدارة والاقتصاد بتعليم القصيم) تمسكت بأنه لم يكن أحد يتوقع أن تشارك المواطنات في أعمال كانت حصرًا على الرجل "غير السعودي"، موضحة أن قيودًا تم كسرها وجليدا من التقاليد انصهر مع تزايد المسئولية الأسرية والشخصية التي شكلت عبئا على الرجل، وبشكل إيجابي دخلت المرأة عالم العمل في المملكة. وذكرت أن أبرز الأمور التي تصعب من العمل افتقاد كثير من الأعمال للخصوصية التي تحفظ كرامة المرأة بعيدًا عن مخالطة الرجال، فضلا عن ندرة وجود مكاتب للاستشارات الاجتماعية والنفسية التي لها دور فعال في إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات الأسرية التي تعترض المرأة العاملة لسبب ابتعادها عن مهنتها الأساسية كمربية أسرة. عصر انفتاح فيما اعتبرت شمايل العبدالله (موظفة بوزارة الصحة) أنه لا يمكن إنكار إبداع المرأة السعودية في مواقع عملها بعد إتاحة الفرصة لها للعمل كمعلمة وطبيبة وممرضة. وأضافت: "نحن الآن في عصر انفتاح وعولمة، ورغم المغريات حافظت المرأة السعودية على تعاليم دينها الإسلامي وهويتها الوطنية فلم تخلع حجابها ولم تكشف عن مفاتنها وإن وجد عكس هذا فهن قلة ولا يمثلن إلا أنفسهن فقط". للذكور فقط من جانبها، أشادت إيمان السحيم (مصممة أزياء) بالدور الذي لعبته الدولة في توفير بيئة عمل للمرأة تتماشى مع أسلوب وطبيعة المجتمع السعودي، ضاربة المثل بمواقع مثل الأسواق والبنوك. إلا أن "السحيم" عادت لتؤكد أن شريحة من المجتمع حصرت عمل المرأة في التعليم ومنعها من خوض المجالات الأخرى لأنها لا تناسب وظيفتها كأم ومربية، خصوصًا أن ساعات العمل تكون أطول أو مسائية. وشددت على أن هذه الوظائف النسائية لم يكن يغطيها المواطنون الذكور كالمشاغل النسائية والأندية فأصبحت خالية واستثمرها الوافدون الأجانب وأخذوا نصيب الأسد منها. أين التوسعة؟ أما "وفاء ناصر (إعلامية) فركزت على ضرورة التوسع في مجالات العمل المتاحة للمرأة السعودية على أن يتم ذلك بصورة تحكمها مبادئ الدين وقواعد البيئة بالمملكة حتى لا يتعرض المجتمع لمواجهة مشكلات تعيشها دول أخرى فتحت الباب على مصراعيه للمرأة لمزاولة أي عمل مستندة إلى قوانين وأنظمة وضعية سنتها معتمدة على مفهوم خاطئ للحرية الشخصية.
عمل السعوديات.. واقع مُقيد ومستقبل مجهول