تحظى مدينة العزيزية الكبرى كما يطلق عليها البعض، والتي تبعد أقل من 30 كلم جنوب العاصمة طرابلس، بعمق استراتيجي – جغرافي هام للغاية ، كونها ترتبط بطريق حيوي نحو مدن غرب ليبيا ، وصولاً إلى الحدود التونسية عند منفذ راس اجدير ، كما إنها ترتبط عبر ناحيتها الجنوبية ، مع مدن الجبل الغربي ، حيث يقع مقر قيادة غرفة عمليات الجيش الليبي بالمنطقة الغربية .
العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي، يؤكد أن معركة تحرير العزيزية ، هي الفاصلة والحاسمة ، وبأنها ستعبد الطريق نحو العاصمة طرابلس.
ويصف أهمية هذه المعركة، في حديثه مع ((إرم)) عبر الهاتف، قائلاً " الجميع يعلم الطرق التي تربط العاصمة بمدينة العزيزية، فهي ترتبط بأكثر من أربعة طرق رئيسة وفرعية مع طرابلس، وبالتالي التقدم والنجاح الذي يحقق الجيش بالتعاون مع القوات المساندة، يمثل تقريباً واختصاراً لعملية الحسم، وطرد المليشيات من عروس البحر المتوسط ".
وعن الاستعدادات التي خصصت لحسم معركة العزيزية، يجيب المسماري " نحن وضعنا خطة متكاملة للسيطرة عليها، ونعول على قواتنا داخلها، والجميع لاحظ معاركة الجمعة، والتقدم الكبير الذي حققه الجيش والقوات المساندة له، وما هي إلا أيام وسيتم إعلان العزيزية مدينة محررة بشكل كامل، من أي فلول لمليشيات فجر ليبيا ".
هذا وشنت قوات الجيش الوطني الليبي أمس الجمعة، مدعومة بقوات من كتائب الزنتان وجيش القبائل، عملية عسكرية واسعة داخل مدينة العزيزية، نجحت على إثرها بطرد مليشيات "فجر ليبيا"، من 80% من مساحة المدينة.
وخلفت المعركة، العشرات بين قتيل وجريح في صفوف المليشيات، وتمكنت قوات الجيش من فرض تمركزها داخل أحياء العزيزية، ونشر نقاط تفتيش واسعة.
ويشير المتحدث باسم الجيش الليبي، إلى أن قوات الجيش والقوة المساندة لها، تعول إلى جانب أهمية العزيزية، على انتفاض شباب طرابلس وعناصر القوات المسلحة، التي تنتظر لحظة الصفر، لبدء عملية طرد مليشيات فجر ليبيا من العاصمة ، وإجبارهم على تسليم سلاحهم وأنفسهم .
أما العقيد محمد الورشفاني وهو أحد القادة الميدانيين بقوات "جيش القبائل"، فيؤكد أن عملية تحرير العزيزية الكبرى مستمرة، وأن الطريق نحو تحرير العاصمة، لن يتأخر كثيراً.
ويرى الورشفاني، بأن أهمية العزيزية تمكن في إنها ستقطع الإمدادات بين مليشيات فجر ليبيا، في العاصمة وبين مدن الغرب التي تتحصن فيها، وتحديدا (الزاوية – صبراتة – زوارة) ، وهو طريق سريع بقرابة 200 كلم غرب طرابلس .
من جهتها، كذبت مليشيات "فجر ليبيا" إعلان قوات الجيش الليبي ، السيطرة على طرابلس ، مؤكدة أنها صدت هجومهم .
وأكدت في بيان صحفي، اطلعت ((إرم)) عليه، بأن اشتباكات الجمعة جاءت بعد تسلل عناصر من جيش القبائل، واستغلت ضعف عملية التأمين.
ولفتت، إلى إنها قامت بإجبار جيش القبائل التراجع إلى الضاحية الجنوبية للعزيزية، وأنها تنتظر في إمدادات عسكرية، لشن عملية واسعة لملاحقتهم باتجاه الطريق نحو الجبل.
وكانت الحكومة الليبية قد أعلنت في منتصف مارس الماضي، عن بدء عملية تحرير العاصمة طرابلس، مؤكدة أن العملية انطلقت من مدينة العزيزية.
وأحرزت قوات الجيش آنذاك، تقدما سريعا وملحوظاً وصلت إلى حدود طرابلس الإدارية، لكنها تراجعت بعد اشتباكات عنيفة مع مليشيات فجر ليبيا.