أقام ملتقى الثلاثاء الثقافي امسية شعرية بمقره في جمعية الخريجين الكويتية، حيث استضاف صوتين من الأصوات الشعرية الشابة، وهما الشاعر فيصل الرحيل والشاعرة عائشة العبدالله، حيث ألقيا مجموعة كبيرة من القصائد على أنغام عود الموسيقي محمد الخيال، الأمسية قدمها الشاعر احمد جميل.
كانت البداية مع الشاعر الشاب فيصل الرحيل، وهو كاتب وإعلامي أيضا، ورحيل أحد الأعضاء المؤسسين لجماعة أزميل، وهي جماعة ثقافية تهتم بكل أنواع الثقافات والفنون والآداب، رحيل أصدر ديوانه الأول «تمهّل أيها الفأس إن نصفك شجرة» هذا العام عن دار مسعى.
مشاهد من الحياة
بين القصائد الطويلة والقصيرة جدا، التي تشبه فلاش الكاميرا، تأتي نصوص الشاعر فيصل الرحيل مفعمة بالعديد من الصور الشعرية الطازجة، حيث يلتقط الرحيل مشاهد من الحياة ويطوعها وفق قاموسه الشعري، الذي يتكئ على الرمز، كما يقول مهرج السيرك بعد انتهاء العرض:
أنا مكسورٌ يا الله
وهؤلاء الحمقى يضحكون عليّ
يظنون أنني أقوم بحركاتٍ بهلوانية
سقطت كثيراً.. لكن
هذه المرة
ك ورقة
لا يمكن أن تعود إلى الغصن
سيرة مقبرة الملح
يطعم فيصل الرحيل نصوصه بالكثير من المشاهد الإنسانية، التي تتناثر بين كلمات نصوصه، ويصيغ رحيل هذه القيم بلغة بسيطة ومن دون تكلف، يقول الرحيل في قصيدة «سيرة ذائبة لمقبرة الملح»:
أمي الطيبة
كانت تصلي
كل ليلة
كي تنام عيون الموج
عن سفينة والدي
أذهب كل صباح
إلى الشاطئ
وأحمل حفنة من التراب
في يدي
وألقي بها في البحر
ليغلق عينيه
الحب المستحيل
أما الشاعرة عائشة العبدالله فهي واحدة من الأصوات الشابة على الساحة الشعرية، وقد أصدرت العبدالله هذا العام مجموعتها الشعرية الأولى «خمسة أوتار في يدي»، الصادرة عن دار مسعى هذا العام.
العبدالله ألقت مجموعة من النصوص التي تعبّر عن حال المرأة في علاقة الحب المضطرب وربما المستحيل، كهذه القصيدة التي تركض فيها من حبيبها خلف الكرات المتدحرجة منه في كل الزوايا، وتشفق على كل امرأة أحبته:
أنا أغبط كل امرأة أحببتها من قبل،
لأنها لم تدفع الأرجوحة مثلي
برجليها
واكتفت بالرياح..
وأنا أشفق على كل امرأة أحبتك من
قبل..
اختبأت في مغارة عينيك
ولم تصبح شاعرة!
وجوه لا تخضر
في نصوص أخرى للعبدالله تلمح هذا الشعور بالاغتراب، الذي يسيطر على صورها الشعرية المليئة بالشجن على وقع رائحة البحر وأهداب الموسيقى:
مدينتي موحشة في النهار
الحمام في شرفتك لا يأوي إلى
نافذتي
والبحر في كفي
لا يمتد على شراعك
الموسيقى عابسة في الكلام
والوجوه التي تضحك لا تخضر
ابتسامتها
عود الخيال رنان
الموسيقي محمد الخيال، الذي صاحبت «دنانات» عوده قصائد الشاعرين الرحيل والعبدالله، ختم الأمسية بفاصل غنائي بصوته الحزين، وانغام عوده الرنان التي يبللها الشجن.
م . ح