تخطى إلى المحتوى

هل تبدأ أمريكا حربا تكنولوجية ضد "داعش"؟

  • بواسطة
هل تبدأ أمريكا حربا تكنولوجية ضد "داعش"؟

خليجية

لم يكتف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بالتوغل في ساحات المعركة على أرض الواقع، بل تمكن أيضًا من وضع خطة استراتيجية معقدة سخّر من خلالها التكنولوجيا الحديثة وجميع وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لنفسه، واستقطاب الشباب. ومنذ بدء هجوم التنظيم على العراق في يونيو الماضي، نشطت له عدة حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما "تويتر"، والذي حوله إلى قاعدة بيانات تضم أبرز تحركات العسكرية وتقدمهم الميداني على الأرض. واعتاد التنظيم نشر تفاصيل موسعة عبر تغريداته عن عدد التفجيرات التي يقوم بها والعمليات الانتحارية والاغتيالات التي ينفذها، بالإضافة إلى المعابر والمدن التي يسيطر عليها، بخلاف الهاشتاقات التي تتداول سريعًا، حيث يضمنها التنظيم صورًا يكون لها في العادة وقع قوي، يهدف من خلالها إلى توليد شعورٍ بالخوف لدى أعدائه، وأن يحصل على إعجاب المجموعات المتطرفة التي تتابعه. وكان أول استخدام للتكنولوجيا والإنترنت من قبل الحركات الإرهابية في فترة ما بعد 11 سبتمبر من أجل نشر المعلومات وخلق الروايات الخاصة بها وتحريض المؤيدين، والذي انتقل اهتمامه بعد النشاط الكبير على المنتديات، إلى مواقع التواصل الاجتماعي. التطور النوعي في حرب داعش ضد البلدان التي دخلتها، واستغلالها لوسائل التكنولوجيا المختلفة، يجبر كل الساعين للقضاء عليها وعلى خطرها، إلى تغيير استراتيجيتهم بالتبعية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي بدأت فعليا هجوما بالمقاتلات على مراكز التنظيم للقضاء على خطره وإنهاء جرائمه ضد العزل والمسالمين. وتتمثل هذه الاستراتيجية الجديدة في ضرورة منع وصول وسائل التكنولوجيا الحديثة إلى عناصر تنظيم داعش ومنعهم من التواصل مع المؤيدين لهم في البلدان الأخرى عبر الإنترنت، وإغلاق حساباتهم الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي. وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأربعاء بأن الولايات المتحدة لن توقف الغارات الجوية التي تشنها ضد الدولة الإسلامية، لاسيما بعد أن ذبحت صحفيا أمريكيا في عمل وصفه بأنه دليل على أن المتشددين لا دين لهم، دون التطرق إلى أي تحرك تكنولوجي متوقع ضد التنظيم. وعلى الرغم من مساعدة التكنولوجيا للتنظيم في الانتشار وتحقيق أهدافه، إلا أنه سيكون نقمة عليه في المستقبل، عندما يصبح مرجعًا يؤرخ لجرائمه بالصوت والصورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.