الوكيل – علي عبيدات – أثارت صورة الشاب المعاق والجالس على قارعة الطريق في أربد مشاعر الأردنيين، بينما كانتا طالبتان صينيتان تمران بالشارع الذي هو فيه وقدمتا له الطعام في مشهد حميمي ومليء بالإنسانية.
دلّت تلك الصورة على أن الإنسانية خارج نطاق الهويات والجنسيات، فما شأن الصيني بالأردني وما علاقة اللغة الصينية بالعربية؟ وهناك الكثير من الفروق التي تفرق بيننا وبيهنم إلا أننا جميعاً بشر.
على النقيض من هذا، مرَّ عشرات الأردنيين من أمام رجل مسن ينام على قارعة (شارع الهاشمي الشمالي) وأعطوه أهل الخير لحافاً يقيه البرد القارص، وكما جاء في صورته فهو يتوّسد ذراعه وخلفه صرة فيها بعض الزاد من المحسنين.
وصلت هذه الصورة ‘للوكيل’ وتحدث عنها الإعلامي محمد الوكيل في برنامجه الصباحي عبر أثير راديو هلا ‘إذاعة القوات المسلحة’ سائلاً عن وزراة التنمية وكوادرها التي غاب عنها هذا الكهل الملقى على قارعة الطريق، فهل صار أهل الصين أرحم بشبعنا منا..؟ وهل علينا الإستعانة ببعض الصينين لتلين قلوبنا المتحجرة على أهلنا..؟
وفي اتصال موقع ‘الوكيل’ مع وزراة التنمية، قالت التنمية أن كوادر الوزارة تعاملت مع المسن ودرست حالته, لكن أكد شهود عيان أن العجوز يجلس الآن على نفس الرصيف بعد أن قدم له الجيران وجبة الإفطار اليومية، فهو منذ ثلاثة شهور بنفس المكان… فأين كوادر التنمية ومع من تعاملت الوزارة.
كهل ينام على القارعة وينتظر الصينيتان بعد أن تفوقتا على وزراة بأكملها في لفتة بسيطة لكنها مليئة بالدلائل العميقة…!
هذه الصور قبل أن تتحرك كوادر وزارة التنمية وبعد حركتها … لم تذهب إلى هناك أصلاً ..!