تخطى إلى المحتوى

واشنطن بين طاعون الأسد وكوليرا المتشددين

واشنطن بين طاعون الأسد وكوليرا المتشددين
خليجية

قال الرئيس السوري بشار الأسد إن "أيّ حوار كان هو شيء إيجابي"، معربا في مقابلة حصرية بثتها قناة CBS عن استعداده إجراء محادثات محتملة مع الولايات المتحدة.لكن بشار الأسد اشترط أن "لا يؤدي هذا الحوار إلى المساس بالسيادة السورية"، وأن يكون "على أساس الاحترام المتبادل." وكان رد فعل واشنطن سريعا، إذ كررت إدارة أوباما موقفها الرسمي: التفاوض مع الرئيس السوري غير وارد إطلاقا.المتحدث باسم الدبلوماسية الأميركية قال:"الأسد والشركاء المقربون منه أياديهم ملطخة بالدماء. فلا يمكن أن يكونوا جزءا من الحل السياسي. ففي الوقت الذي دخلت فيه الحرب في سوريا عامها الخامس، سخرت وزارة الخارجية من "الاحترام المتبادل" الذي تمناه الأسد.تقول صحيفة لبيراسيون في تحليلها أن موقف واشنطن المبدئي "فقَدَ الأسد شرعيته، ويجب أن يرحل" الذي ما انفكت تدافع عنه، يبدو أنه بدأ يتشقّق. ففي منتصف مارس اعترف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري أن الولايات المتحدة "مضطرة في نهاية المطاف لأن تتفاوض"، حتى مع الديكتاتور السوري.وهو تصريح مذهل أزعج كثيرا المعارضة السورية وأغضب حتى بعض شركاء واشنطن، بدءا من فرنسا، الأكثر حزما في طلب رحيل بشار الأسد. عمليا، يعتقد بعض المحللين أن كل ما فعله جون كيري أنه قال بصوت عالٍ ما يفكر به الكثيرون في سرهم. ويتساءل المحللون هل في مواجهة تهديد الدولة الإسلامية والقاعدة في سوريا سيفرض بشار الأسد نفسه كأقل الشرور ضررا؟اليقين الوحيد حسب هؤلاء المحللين أن محاربة الجماعات الجهادية أضحت اليوم هي الأولوية الأولى في استرتيحية واشنطن.بالإضافة إلى الضربات الجوية، ستشرع الولايات المتحدة قريبا في تدريب المعارضة السورية المعتدلة في تركيا: سيتم تدريب 5000 مقاتل في كل عام على مدى ثلاث سنوات.رسميا، سيقاتلون كلا من الدولة الإسلامية وقوات النظام، ولكن التركيز يتم بشكل واضح على مكافحة الجهاديين. لقد أقر جون كيري مؤخرا، بعد أربع سنوات من الصراع الدموي بأن العالم "يُجمع على أنه لا يوجد حل عسكري في سوريا"،. ومن هنا، حسب المراقبين، تبرز الحاجة الملحة للتوصل إلى عملية تفاوض من شأنها، بطريقة أو بأخرى، أن تضم عناصر من النظام السوري.وأخيرا يقول المحللون أن هناك عامل آخر ساهم في تغيير طفيف في اللهجة الأمريكية، فوفقا لمعلومات من صحفية فإن الولايات المتحدة والحكومة السورية دخلتا في حوار مباشر حول مصير أوستن تايس، وهو صحافي أمريكي مفقود في سوريا منذعام 2024.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.