استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي حديثة، وهي تغيّر سلوك وتعامل أهلي معي.
الحمد لله، أنا شاب ملتزم منذ صغري، ولا أزكي نفسي, ترعرعت منذ صغري وأنا أحب وأحترم والديّ وإخوتي، وخاصة أمي. خطبت العام الماضي جارة لي، جرت الأمور على ما يرام، الآن أنا متزوج منذ 3 أشهر، وأسكن مع أهلي؛ لإلحاحٍ من والديّ أن أسكن معهم في بيتهم.
المشكلة أنه في يوم عرسي حصل سوء تفاهم بين أهلي وأهل زوجتي، والسبب تافه جدًّا (عادات وتقاليد لا أصل لها في الدين). أنا وزوجتي متفاهمان تمامًا، فهي تحترمني وتحترم أهلي، لكنّ عندها نقائص في بعض شؤون البيت، لا أعيب عليها، وأحاول أن أنبهها؛ لأنها مبتدئة في الحياة الزوجية، وهي تتقبل مني التنبيهات بصدر رحب.
أهلي دائمًا يحبون إثارة المشاكل لأمور تافهة، تدخلوا حتى في حياتي مع زوجتي، لا أدري هل هي غيرة النساء أم حبٌّ زائد؟ أنا متعب جدًّا، وأحاول دائمًا إرضاء والديّ والإحسان إليهما بكل ما أستطيع، لكنهم بكلامهم وتصرفاتهم تجاهي وتجاه زوجتي، أحس أني غريب، دائمًا ألجأ إلى الله وأدعوه، عسى أن يهديهم وينير بصيرتهم.
انصحوني بارك الله فيكم، وجعل نصيحتكم في ميزان حسناتكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يؤلف القلوب، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
نحن ننصح كل شاب يتزوج بضرورة الزيادة من إكرام أهله والاحتفاء بهم؛ حتى يفوت الفرصة على شياطين الإنس والجن، وحتى لا تشعر الوالدة أن بساط الاحتفاء سحب منها، ومن الطبيعي أن تحدث الغيرة، ولكن بدرجات بين الوالدة وبين الزوجة، وربما بين الزوجة وبين الأخوات؛ فقد تشعر الوالدة أن الزوجة جاءت تشاركها فى جيب ولدها وفي حبه.
الواجب عليك وعلى زوجتك، المبالغة في إكرام الوالدة، وقم أنت بإكرام أهل زوجتك، وأرجو أن تصبر زوجتك؛ لأجلك، وأنت أيضًا اجتهد فى بر والديك، واعلم أنك مأجور على الصبر على ما يأتيك منهم.
لا يخفى على أمثالك أن الشريعة التي تأمرك ببر الوالدين وصلة الرحم، هي الشريعة التي تدعوك للإحسان للزوجة، فأعطِ كل ذي حق حقه، واجتهد في رعاية المشاعر وجبر الخواطر، والصغار هم من يحتملون من الكبار، ويغمرونهم بالاحترام.
لقد أسعدنا تفاهمك مع زوجتك؛ لأن هذا من أكبر ضمانات النجاح بعد توفيق ربنا الفتاح، ولا تتأسف على السكن معهم، واعلم أن المشاكل لا تنتهي حتى بعد البُعد، وليس الإشكال في وجود المشاكل، ولكن في كيفية التعاطي معها، وحصرها في إطارها الزماني والمكاني؛ حتى لا تتمدّد في فراغكم وحياتكم؛ فيطول زمن الأحزان.
وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، والصبر؛ فإن العاقبه لأهله، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
منقووووووووووول