تخطى إلى المحتوى

أجيال الأردنيين في المستقبل هي من يتحمل عبء الدين

  • بواسطة
أجيال الأردنيين في المستقبل هي من يتحمل عبء الدين

الوكيل – قال مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق النقد الدولي مسعود أحمد إن أجيال الأردنيين في المستقبل ستتحمل عبء الدين الذي فرضه واقع العجز في الموازنة نتيجة سياسة الدعم التي اتبعتها الحكومة خصوصا في مجال الطاقة.

وأكد في مقابلة أجرتها معه وكالة الانباء الاردنية (بترا) عبر الهاتف أن الأردن لا يمكنه الاستمرار في سياسة الدعم الذي يستفيد منه الاغنياء أكثر من الفقراء ‘وعلى الحكومة تخفيض مخصصات الدعم واصلاح دعم الطاقة وتقليل الضغوطات على مالية الحكومة،والاموال هذه يمكن توفيرها من اصلاح الدعم يتم استخدامها في زيادة الاستثمار لتحقيق النمو’.

وقال ‘بعض الأموال التي سيتم توفيرها من اصلاح الدعم ورفعه عن الأغنياء، يمكن استخدامها لخلق وظائف، وهذه مطالب الشعوب خصوصا في الدول العربية، حيث يتطلع الشباب إلى الفرص والوظائف، لكن إذا تم انفاق الأموال على الدعم فإنها تقلل من فرص انشاء مشروعات تنموية وبنية تحتية’.

وأكد ردا على سؤال أنه إذا اردنا اصلاح دعم المحروقات، فإن على الحكومة إجراء ذلك بحذر شديد، وهذا يعني أولا التأكد أنه عندما نرفع الدعم، الذي يستفيد من الاغنياء أكثر من الفقراء، إيجاد طرق لحماية الفقراء. وشدد على أهمية ان تكون عملية اصلاح الدعم تدريجية ‘فلا يمكن تغير سياسة عمرها 30

سنة في ثلاثة شهور، يجب ان تتم خطوة خطوة.

ودعا إلى ضرورة أن يواكب عملية إصلاح انظمة الدعم إطلاق حملة اتصالات قوية لشرح ذلك لعامة الناس وبناء دعم شعبي ‘لأنه إذا لم تشرح للناس ماذا تحاول أن تعمل ولماذا فإنه سيكون من الصعب على الناس ان يتقبلوا ذلك، خصوصا في الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة’. وأشاد أحمد بالإجراءات التي اتخذها الأردن في السنوات الماضية، وقال’ إذا نظرنا إلى المنطقة فسنجد أن الأردن أحدث فرقا كبيرا في آخر ثلاث سنوات، حيال تخفيض كلفة الدعم، وكذلك المغرب وتونس،واخيرا مصر حيث تم اتخاذ قرارات سيكون لها تأثير مهم على تكلفة الدعم.

وحول المؤتمر الذي استضافته عمان الربيع الماضي، قدم احمد الشكر للشعب الأردني والحكومة على حسن الضيافة واستقبال 300 شخصية من المنطقة والعالم شاركوا في مؤتمر ‘بناء المستقبل: الوظائف والنمو والمساواة في العالم العربي’ الذي استضافته عمان أيار الماضي.

وقال إن المشاركين في ‘الحدث المهم’ عرضوا رؤيتهم في كيفية حل المشكلات الاقتصادية التي تواجه المنطقة، وماذا يمكن عمله لتحسين مستوى معيشة المواطنين فيها.

ولفت إلى أن المؤتمر أكد أن المنطقة حققت تقدما في مجال ضمان استقرار الاقتصاد رغم مواجهة عدد من الصدمات الخارجية مثل تلك الناتجة عن الصراع في عدد من الدول، وارتفاع اسعار الطاقة، والتغيرات السياسية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة، مشددا على أن الأردن الذي يعيش في وسط هذه المنطقة المضطربة خصوصا سوريا والعراق، يتأثر في هذه العوامل وتؤثر بالتالي على وضعه الاقتصادي.

وأكد أنه بعد الاستقرار الذي تعيشه المنطقة، يجب الانتقال إلى ‘نموذج نمو لخلق الوظائف’ ضمن ثلاثة عناصر رئيسية هي الحكومة التي عليها ضبط النفقات والسياسات الاقتصادية بنظام، واصلاح الدعم، وتحسين مستويات الضرائب، والعنصر الثاني دعم بيئة الأعمال من خلال قواعد واجراءات العمل لمساعدة القطاع الخاص على خلق الوظائف ‘حيث أنه الأقدر على خلق الوظائف خصوصا الأعمال الصغيرة’.

وقال أحمد إن العنصر الثالث يتمثل في التركيز على العمال الماهرين غير المتعلمين، حيث أكد المشاركون أنه في حل توفر فرص العمل فإنه لا يتوفر العامل الماهر المدرب لشغل هذه الوظيفة، مرجعا السبب في ذلك إلى المناهج في المدارس والجامعات في المنطقة، ‘التي تعد الخريجين إلى وظائف القطاع العام أكثر من القطاع الخاص’.

ولفت إلى أهمية التعاون في هذا المجال بين صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية مثل البنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية البنك الإسلامي للتنمية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي التي لديها برامج يمكن أن تساعد, ‘لكن على كل دولة في نهاية المطاف أن تصمم وتقود برنامجها بنفسها’.

وحول الدور الذي يمكن أن يلعبه صندوق النقد في التقليل من الآثار الاجتماعية لبرامج الاصلاحات الاقتصادية، قال أحمد ان الصندوق يتعامل في هذا المجال وفق قاعدتين وضرب الأردن مثالا.

وقال الأردن واجه صدمتين خارجيتين الأولى الأزمة السورية وما يدفعه من ثمن مباشر للصراع الدائر في سوريا لقاء استضافة أكثر من مليون لاجئ، يتمثل في ضغوط كبيرة على الموازنة العامة للدولة. والصدمة الخارجية الثانية هي توقف تدفق الغاز الطبيعي من مصر واضطرار الأردن لشراء بدائل (النفط) بتكلفة عالية لتوليد الكهرباء، وهذا عبء اضافي على الموازنة.

وبين في هذا الصدد أن الحكومة الأردنية أدركت أن لهذه الصدمات تكاليف عالية وصعبة وأن الأمر يحتاج إلى تعديل في الموازنة والنفقات وتقليل التكاليف وهو ما يمكن للأردن وأي بلد أن يديره بنفسه بدون مساعدة من الصندوق.

وأضاف أحمد أن هذه الاجراءات لمواجهة الصدمات الخارجية والتخفيف من نتائجها يمكن ان تتم من خلال برامج يتم تنفيذها مع الصندوق، بحيث يوظف فيها خبراته الفنية في أكثر من دولة واجهة صدمات مشابهة ويقدم من خلالها الدعم المالي.

ولفت إلى أن الأردن وحسب البرنامج المطبق مع الصندوق استفاد من قرض الاستعداد الائتماني بقيمة ملياري دولار وتمكن من اتخاذ خطوات تدريجية في التعامل مع الصدمات.

وقال ‘على الحكومات في النهاية إيجاد وسائل للتعامل مع الصدمات والآثار التي تتبعها، الصندوق يساعدهم في تقليل الآثار الاجتماعية للبرنامج وضمان أن يكون التطبيق تدريجيا’.

وأكد أن الأردن طبق إصلاحات اقتصادية مهمة،واتخذ اجراءات لتقوية ودعم وضع الميزانية العامة من خلال تقليل العجز والسيطرة على الدين العام الناتج عن العجز/فدين اليوم سيدفعه اجيال المستقبل، ولا نريد أن نزيد الاعباء المستقبلية اذا كان بالإمكان تجنبها’.

ولفت في هذا الصدد إلى الاجراءات التي اتخذتها الحكومة للمساعدة في زيادة الانتاجية في القطاع العام، وزيادة فرص العمل في القطاع الخاص.

وحول مستقبل الاقتصاد الأردني في ظل الظروف التي تمر به المنطقة، قال أحمد ‘إن الخطوة المقبلة في الأردن ستكون استقرار الاقتصاد في وجه الصدمات الخارجية الصعبة، وبعدها سنرى ما الذي يمكن عمله لزيادة معدلات النمو’. وبين أن الاقتصاد الأردني نما بنسبة 6-8 بالمئة سنويا قبل نحو 5 سنوات, وكان حينها قادرا على خلق عدد اكبر من فرص العمل، أما في السنوات الأخيرة فإن الاقتصاد الأردني ينمو بنسبة 2-3 بالمئة سنويا، ‘وهذا بالطبع لا ينتج مزيدا من الوظائف، خصوصا في الوقت الحالي الذي يتطلع فيه عدد اكبر من الشباب إلى فرص العمل، مع وجود اللاجئين السوريين الذين ينافسون على الوظائف في السوق الأردنية،وهذا الوقت المناسب لمعرفة ما يجب عمله لزيادة نسبة النمو’.

وحول برنامج الإصلاحات الاقتصادية الذي طبقته مصر بدون مساعدة من صندوق النقد الدولي، قال أحمد أن مصر طبقت اصلاحات اقتصادية صعبه وشجاعة، ‘لكن برنامج الصندوق يمول ويساعد أن تكون عملية التعامل مع الاصلاحات سهلة’.

وأكد ‘لان الاموال الاضافية من الصندوق يمكن أن تساعد في التعامل مع المشكلات المالية تدريجيا، وهذه مزايا إلى جانب المساعدات المالية، وأنه إذا تم تطبيق برنامج للصندوق مع مصر، فإنه يعطي اشارات إلى المؤسسات الدولية بأن الوضع فيها مريح لدعم وتنفيذ برامج أخرى، مثلما يعطي ثقه أكثر من قبل مؤسسات التمويل في السوق الدولية.

وفيما يتصل بتوقعات تأثير الوضع في العراق على المشروعات الكبرى في الأردن لاسيما خط النفط المزمع تنفيذه بين البلدين، قال أحمد ‘الوضع في العراق مأساوي، وهناك عقبات وهذا بالتأكيد سيؤثر على الاقتصاد الأردني كون العراق من أهم الأسواق التصديرية بالنسبة للأردن وهذا سيؤثر سلبا على التجارة وعلى ثقة المستثمرين في المنطقة’.

وأضاف أن هذه الأوضاع ستؤثر كذلك على المشروعات الكبرى المرتبطة في تدفق النفط من العراق عبر الأردن.

وأكد أن صندوق النقد الدولي سيواصل مساعدة الاردن في السنة المقبلة للتعامل مع اي تحد سواء من الدول المجاورة، سوريا والعراق، أم من الصدمات الدولية مثل زيادة اسعار الطاقة ‘فنحن دائما مستعدون لمساعدة الأردن، لأن الأردن عضو له تقدير عال’.

الراي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.