تسيطر على الانسان و تجتاحه مشاعر عديدة …
تؤثر على حياة الشخص … إما بالايجاب أو السلب
وأنبل هذه المشاعر وأحلاها طعما هوالحب … متى كان في إتجاهه الصحيح..
و أعظم أنواع الحب:
حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم
مع حب الإله الكريم العظيم الغفور التواب
مع المحبة المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون
فهي قوت القلوب وغذاء الارواح وقرة العيون
ذهب اهلها بشرف الدنيا والاخرة ،
اذا غرست شجرة المحبة في القلب وسقيت بماء الاخلاص ومتابعة الحبيب ،
اثمرت انواع الثمار واتت أكلها كل حين بإذن ربها
أصلها ثابت في قرار القلب وفرعها متصل بسدرة المنتهى.
حب الله
أروع حب يسكن الفوائد … ويحتل كل الحواس ….
يعطي القلب نورا … والوجه يعلوه السرور
أحب الله لأنه ربي .. وأنا أمته …
أحب الله لأنه جعلني من أمة محمد عليه الصلاة والسلام
أحب الله لأنه جعلني ووالدي مسلمين له … خاضعين لعظمته
أحب الله بديع السموات والارض … صخر الكون لكي أسعى فيه بالخير والايمان
و أنزل لنا القرآن .. ليكون شفاء لنا .. و ربيع قلوبنا .. و نور صدورنا
اللهم أرزقني حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني لك
تعالوا معي لنملأ قلوبنا حباُ لله .
تعالوا لنعيش دقائق نغرس حب الله في قلوبنا .
كم هي نعم الله علينا بالليل والنهار .
من عافانا ، من سترنا ، من أمَننا من أعطانا
من حمانا من رزقنا من وهبنا إلا الله
قال صلى الله عليه وسلم :
((أحبوا الله لما يغذوكم به.)) صحيح
ومن أجل وأعظم هذه النعم :
نعمة الإسلام : فلو لم يكن يحبك ما كان سماك باسم الإسلام ولا وسمك بسمة الإيمان .
هل كان لك أدنى فضل في كونك مسلم
هل يزعم أحد منا أنه دعى ربه في بطن أمه أن يخرجه مسلما ففعل .
أيها المسلم كان من الممكن أن تكون حطبا لجهنم تولد على الكفر
وتموت عليه ولكنه يحبك جعلك مسلما.
عصمك من عبادة العبيد وأسجدك لمن خلق الملوك والعبيد
حماك من السجود للصنم وأخضعك لمن خلقك من العدم .
سبحانه وتعالى
ما للعباد عليه حق واجب *** كلا ولا سعى لديه ضائع
إن عذبوا فبعد له أونعموا *** فبفضله وهو الكريم الواسع
لماذا لا تحبه وأنت تسمع قوله جل وعلا
((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء
وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ))آل عمران26
لأنه يحبك أرشدك اليه عن طريق آثار قدرته وملامح عظمته .
سبحانه خلق فأبدع وسمى نفسه البديع وجَمل فأتقن فهو الجميل .
عجبا كيف لا يعبده من رأى آثاره وكيف لا يعرفه من لمح أنواره
((تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ
وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ))الإسراء44
وهو تعبير تنبض به كل ذرة في هذا الكون الكبير ، وتنتفض روحا حية تسبح الله .
فإذا الكون كله حركة وحياة ، وإذا الوجود كله تسبيحة واحدة شجية رخية ،
ترتفع في جلال إلى الخالق الواحد الكبير المتعال .
وإنه لمشهد كوني فريد ، حين يتصور القلب . كل حصاة وكل حجر .
كل حبة وكل ورقة . كل زهرة وكل ثمرة كل نبتة وكل شجرة
كل حشرة وكل زاحف كل حيوان وكل انسان كل دابة على الارض
وكل سابحة في الماء والهواء ومعها سكان السماء
كلها تسبح الله وتتوجه الى علاه .. فلا اله إلا الله
أحبك ربي أحبك
أحبك انى أحبك
وتعرف عني سري و علني
بعقلي و قلبي .. أحبك ربي
أحبك ربي أحبك
أحبك اني أحبك
أحبك طمعا و أملا
أحبك قولا و عملا
لك العتبى حتى تعفو وترضى
لك العتبى حتى تعفو وترضى
و يرتاح قلبي .. بذكرك ربي
أحبك ربي أحبك
أحبك ربي أحبك
إن مما يتمناه كل مؤمن في هذه الدنيا التيقن من حب الله عز وجل ،
فتجده في كل مواقف حياته يتلمس هذا الحب ويبحث عنه ،
فإذا وقع في أمرٍ ما تدبّره وحاول الوقوف على خفاياه
باحثاً دون ملل عن أثر حب الله له ،
فإذا أصابته مصيبة صبر لله تعالى واستشعر لطف الله عز وجل
فيها حيث كان يمكن أن يأتي وقعها أشد مما أتت عليه ،
وإذا أصابته منحة خير وعطاء شكر الله سبحانه وتعالى خائفاً
من أن يكون هذا العطاء استدراجاً منه عز وجل ،
فقديماً قيل : " كل منحة وافقت هواك فهي محنة
وكل محنة خالفت هواك فهي منحة "
لهذا فإن المؤمن في حال من الترقب والمحاسبة لا تكاد تفارقه في
نهاره وليله، ففيما يظن الكافر أن عطاء الله إنما هو دليل محبة
وتكريم ، يؤمن المسلم أن لا علاقة للمنع والعطاء بالحب والبغض
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لايحب
ولا يعطي الدين إلا من يحب " رواه الترمذي .
بل إن حب الله لا يُستجلب إلا بمتابعة منهجه الذي ورد ذكره في
القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ،
فإن اتباع هذا المنهج هو الذي يوصل إلى محبته تعالى :
"لأن حقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب ،
وهي موافقته في ما يُحب ويُبغض ما يبغض ،
والله يحب الإيمان والتقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان "
طب القلوب، ابن تيمية ، ص183.
والوصول إلى محبة الله عز وجل يستوجب أيضاً أن يترافق
حب العبد لله مع حبه لرسوله عليه الصلاة والسلام ،
قال تعالى :
" قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله "
آل عمران ، 31.
مراتب حب الله عز وجل
**************
إن حب الله لعباده هو على مراتب ودرجات متصلة بحب العبد لله ،
فكلما زاد حب العبد لله ورسوله زاد حب الله عز وجل لهذا العبد ،
وأول من يستحق هذا الحب هم أنبياء الله سبحانه وتعالى الذين
جعلهم الله سبحانه وتعالى أخلاّءه
فقال عز وجل :
"واتخذ الله إبراهيم خليلاً " النساء ، 125.
وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام :
" إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً " أخرجه الحاكم .
والخُلّة " اخصُّ من مطلق المحبة بحيث هي من كمالها ، وتخلّلها
الحب حتى يكون المحبوب بها محبوباً لذاته لا شيء آخر " .
طب القلوب ، ص229.
ويأتي بعد ذلك حب المؤمنين وهم أولياء الله المتقين .
ويتفاوت المؤمنون في هذا الحب بتفاوت أعمالهم التي تقربهم إلى
الله عز وجل، قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي :
" من تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ، ومن تقرّب إليّ ذراعاً
تقربت إليه باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة " رواه البخاري .
وهذا التقرب يدرك العبد كيفيته بالإطلاع على أوامر الله ونواهيه ،
فينفذ الأمر ويتجنب النهي ، ويترك المكروه ، كما يفعل المحبوب ،
جاء في الحديث القدسي
"وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه " .
وقال عز وجل في تتمة هذا الحديث القدسي
" ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت
سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به " رواه البخاري .
وقد عدّد القرآن الكريم الخصال التي تقرب المؤمنين إلى الله وتجعلهم
يفوزون بحبه ، فورد في كتابه الكريم أنه سبحانه وتعالى يحب
التوّابين ويحب المتطهّرين ، ويحب المتقين ، ويحب الصابرين
ويحب المتوكلين ، ويحب المقسطين ، ويحب المحسنين…
فعلى العبد أن ينمّي علاقته بربه وأن يحاول جاهداً أن يتصف
بالصفات التي تقربه منه عز وجل وتقوّي في نفسه محبته ، فإذا
قويت هذه المحبة أصبح ممن يستحقون حب الله ورضوانه .
أحبـك ربي
******
برفـّةِ روحي .. وخفقة قلبي *** بسرّ سرى في كياني يلبّي
سألتكَ ربي لترضى، وإني *** لأَرجو رضاكَ – إلهي – بحبّي
وأَعذبُ نجوى سرتْ في جَناني *** وهزَّت كياني ((أحبُّك رَبي))
***
وما كنتُ بالحبِّ يوماً شقيّا *** ولو فَجَّر الحّب دمعي العصيّا
فهذا سكوني .. ودمعُ عيوني *** يناجي.. ينادي نداءً خفيّا
((تباركت ربي.. تعاليت ربي)) *** ويَنفدُ عمري ولم أُثنِ شيّا
دعوتكَ ربي بنجوى السحَرْ *** بصوتِ النجاوى ، بصمت الفِكَرْ
دعوتكَ ربي بعَبرةِ طُهرٍ *** يفوقُ سناها سناءَ القمرْ
دعوتك ربي بعَبْراتِ خوفي *** دعوتكَ ربي بتلك الأُخَرْ
***
بحبِّك ربّي فؤادي خَفَقْ *** وذاب كياني ودمعي دَفَقْ
سيفنى فؤادي ويفنى كياني *** ويبقى نشيديَ فوقَ الورقْ
((أحبك ربي، أحبك ربي)) *** ويخلُدُ حبّك بعدَ الرَّمقْ
***
التماس حب الله عز وجل
***************
يستطيع المؤمن الذي اتخذ من القرآن والسنة منهجاً لحياته أن
يتلمس أثر حب الله ورضاه في نفسه ، وذلك بطرق مختلفة أهمها
رضاه عن الله عز وجل ، فمن كان راضياً عن الله عز وجل كان
ذلك من أبلغ الدلائل على رضا الله عنه .
وقد أكّد ابن قيم الجوزية أن العبد يستطيع أن يتلمس أثر حب الله
في قلبه في مواطن عديدة منها :
الموطن الأول
عند أخذ المضجع حيث لا ينام إلا على ذكر من يحبه وشغل قلبه به .
الموطن الثاني :
عند انتباهه من النوم ، فأول شيء يسبق إلى قلبه ذكر محبوبه.
الموطن الثالث :
عند دخوله في الصلاة ، فإنها محكُ الأحوال وميزان الإيمان …
فلا شيء أهم عند المؤمن من الصلاة ، كأنه في سجن وغمّ حتى
تحضر الصلاة ، فتجد قلبه قد انفسح وانشرح واستراح ،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال :
"يا بلال أرحنا بالصلاة ".
الموطن الرابع :
عند الشدائد والأهوال ، فإن القلب في هذا الموطن لا يذكر إلا
أحب الأشياء إليه ولا يهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده " .
وتزداد الحاجة إلى الثبات في هذا الموطن الأخير لكون المؤمن أشد
عرضة للبلاء من غيره من البشر ، خاصة إذا أراد أن يصل إلى
الحب المتبادل بينه وبين الله عز وجل .
فوائد حب الله عز وجل
*************
إن أول فائدة تعود على المؤمن الذي يحبه الله عز وجل هي أن
يجعله من عباده المخلصين ، فيصرف بذلك عنه السوء والفحشاء ،
قال تعالى :
" كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين "
يوسف : 24.
وهذا الإخلاص يحصل للمقربين الذين جاهدوا في الله حق جهاده ،
أما المؤمن فينال من هذا الإخلاص على قدر قربه من الله ،
إلا أن علامات حب الله عز وجل أن يجعل الله له المحبة في أهل
الأرض ، جاء في صحيح مسلم تعليقاً على قوله تعالى :
" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً "
مريم ، 96.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية :
" إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إني احببت فلاناً فأحبه
فينادي في السماء ثم ينزل له المحبة في أهل الأرض "
ومن فوائد حب الله عز وجل التي يجنيها المؤمن في الآخرة
غفران الذنوب ، لقوله تعالى :
" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم "
آل عمران ، 31.
ومنها الفوز والنجاة من عذاب يوم القيامة ،
يُروى أنه سُئل بعض العلماء أين تجد في القرآن
أن الحبيب لا يعذب حبيبه ؟ فقال في قوله تعالى :
" وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ
بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ "
المائدة ، 18.
لهذا أدرك علماء الإسلام أهمية حب الله عز وجل فكانوا يسألونه
تعالى هذا الحب في دعائهم ،
ومن أدعيتهم في هذا المجال :
" اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى
حبك ، اللهم ما رزقتني مما احب فأجعله قوة لي فيما تحب ،
وما زويت عني مما أحب فأجعله فراغاً لي فيما تحب ،
اللهم اجعل حبك أحبّ إليّ من أهلي ومالي ومن الماء البارد
على الظمأ ، اللهم حببني إلى ملائكتك وانبيائك ورسلك وعبادك
الصالحين ، اللهم اجعلني أحبك بقلبي كله وأرضيك بجهدي كله ،
اللهم اجعل حبي كله لك ، وسعيي كله من مرضاتك ".
فليس بعد هذا الدعاء إلا التأكيد على أن من لم يكفه حب الله
فلا شيء يكفيه ، ومن لم يستغن بالله فلا شيء يغنيه .
أحبك ربى
******
وتـنـهالُ كــلُّ هـمـومي عَـلَـيّا ويَـنـسـدُّ كـــلُّ طــريـقٍ لَــدَيّـا
وأرنـو بـليلي: أَلا مـن سبيلٍ؟ ويَـرتـدُّ طـرفـي حـسـيراً إلـيّا
وإذْ نـظرةٌ نـحو بـابِ الـسماءِ تُـعـيـدُ الــرجـاءَ لـقـلبي نَـدِيّـا
فـأدعو وأدعـو ويسمو رجائي ويـلمِسُ جُـنحي جـبينَ الـثريا
إلـهـي! رجـعـتُ أبـوءُ بـذنبي ولـستُ بـما قـد صـنعتُ بَـرِيّا
فـإمّـا أخــذتَ فـحـكمُكَ عــدلٌ ويـا طـالما كـنتُ عـبداً عصيّا
وإمــا عـفوتَ، وهـذا رجـائي فـهل بـعد عـفوكَ فـضلٌ عـليّا
فـهذا سـجودي بـساحاتِ ذُلِّـي وهـذي دمـوعي مَـلَتْ ناظريّا
وهــذا فــؤادي دومـاً يـنادي: أحــبُّـكَ ربِّــي، أحــبُّ الـنَّـبيّا
فـحـبُّـكَ ربــي شـفـيعٌ لـذنـبي ولــولاهُ ربــي لـما كـنتُ شَـيّا
وحــبُّـك ربــي يَـمـورُ بـقـلبي يـصـوغُ الـحـياةَ جـهـاداً أبـيّـا
وحـبُّـك ربـي حَـباني شـعوراً طَـهـوراً يَــرِفُّ عـبـيراً زكـيّا
بــه قــد عـرفـتُ مـنارَ هُـدايَ فجابتْ خُطايَ الطريقَ السويّا
عـرفتُ طريقي، إليَّ صديقي لِـنـقفوَ دربَ الـهدى الأَحـمديّا