تخطى إلى المحتوى

أحس بتغرب عن الذات وتقلبات نفسية خاصة في الليل أريد علاجًا سلوكيًا

أحس بتغرب عن الذات وتقلبات نفسية خاصة في الليل.. أريد علاجًا سلوكيًا
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع الرائع والمفيد صراحة، ويعلم الله يا دكتور أني أحبك في الله.

منذ سنة بدأت أعاني من تقلبات نفسية كثيرة قلق، توتر، انفعالات، وأكثر شيء يتعبني هو الاغتراب أو الحلم، ويزيد معي خاصة في الليل، والآن بدأت معي أعراض جديدة وغريبة خوفتني كثيرًا، بدأت أحس أن جسمي ليس جسمي، وأني لست أنا، وأحس أن عقلي وتفكيري لوحده، وجسمي لوحده، هذا جاءني منذ يومين فقط، وأعاني من كثرة النسيان والاستغراب.

مثلا كنت أشاهد التليفزيون وأشاهد الجوال، وأرجع بسرعة أشاهد التلفزيون، أحس كأني في موقف ماض ليس كل هذا يحصل في دقيقة، رغم كل هذا إني إذا اندمجت مع الناس، وخرجت للسوق، وكذا أحس أني طبيعي تمامًا، لكن بمجرد أن أجلس لوحدي أفكر وترجع لي نفس الحالة، وفوق هذا أعاني من ألم في البطن مثل ألم الجوع، وغازات وحموضة، ودوخة وعدم اتزان.

أتمنى أن تفيدني يا دكتور في تشخيص حالتي، أريد أن أعرف العلاج المعرفي أو الجلسات النفسية التي تفيد في حالتي؛ لأني غير متقبل لفكرة الأدوية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منصور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل – أخِي الكريم – وصفت حالتك بصورة جيدة، شعورك بالاستغراب، أو التغرب عن الذات، أو كأنك لست أنت، أو كأنك تنظر إلى نفسك من مكانٍ بعيد – كما قال أحد العلماء – والقلق المصاحب للحالة، هذا يُسمى باضطراب الأنية، وهو نوع من القلق النفسي ذو الطابع الخاص، والذي بالفعل قد يؤدي إلى كثرة النسيان وضعف التركيز، وعدم الشعور بالطمأنينة.

الأعراض الجسدية التي أتتك غالبًا تكون نوعًا من الأعراض النفسوجسدية أو السيكوسوماتية – أي التي تسبب فيها القلق – فيُعرف تمامًا أن اضطرابات الجهاز الهضمي كثيرًا ما تكون متصلة أو مُسببة عن طريق القلق.

أيها الفاضل الكريم: علاجك هو علاج دوائي، وعلاج سلوكي، وعن طريق التجاهل، أنت متحفظ على العلاج الدوائي، لكن هذا الكلام ليس صحيحًا، الدواء يُفيدك، والدواء مطلوب في حالتك، لذا أرجو أن تذهب للطبيب النفسي، ومقابلتك للطبيب النفسي -إن شاء الله تعالى- سوف تكون فيها فائدة كبيرة جدًّا، وسوف يُقنعك بتناول أحد الأدوية المعروفة بفائدتها الجمَّة في علاج اضطراب الأنية من النوع الذي تعاني منه.

أما العلاج السلوكي – أخِي الكريم – فيقوم على مبدأ التجاهل، التجاهل التام لكل هذه الأفكار.

النقطة الثانية هي: استبدال الأفكار السلبية بأفكارٍ إيجابية مطابقة لها.
النقطة الثالثة هي: ممارسة تمارين الاسترخاء، وكذلك الرياضة، وحسن إدارة الوقت حتى لا تُتيح أي مجالٍ لهذا النوع من القلق الخاص أن يعتريك.

وأنصحك أن تكون معبرًا عن ذاتك، هذا مهم، ووسِّع آفاقك المعرفية، وزد من مهاراتك الاجتماعية، هذا كله يجعلك -إن شاء الله تعالى- أهلاً للتخلص من اضطراب الأنية الذي تعاني منه، وهذه الحالة هي حالة عرضية عابرة لا تستمر كثيرًا.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في استشارات إسلام ويب.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.