تخطى إلى المحتوى

أخرج من صلاتي؛ لشعوري بأنني سأتبول، أو يخرج مني ريح أثناءها

أخرج من صلاتي؛ لشعوري بأنني سأتبول، أو يخرج مني ريح أثناءها
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم الشكر، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد.

مشكلتي يا دكتور: أني إنسان طبيعي واجتماعي، وأعمل معلمًا، وعمري 37 سنة.

لكن مشكلتي هي: أني لا أستطيع أن أصلي بالناس إمامًا؛ حيث يأتيني خوف ورعشة واضحة، والمشكلة الكبرى والحديثة هي: أنه وبدون سابق إنذار صار عندي إحساس غريب، وهو شعوري بخروج ريح مني، أو شعور بأنني سوف أتبول وقت الصلاة؛ مما جعلني أقطع الصلاة، وأذهب للبيت مراراَ، ثم تطور هذا الأمر، وأصبح يأتيني الشعور بخروج الريح (الضراط) -أكرمكم الله- في المناسبات الاجتماعية، أو الجلوس مع الأصحاب؛ حيث إنني أشعر بأنه سوف يخرج مني ريح، ويكون موقفي صعب أمام الجالسين؛ مما جعلني أعتزل المناسبات.

ذهبت لدكتور وصرف لي باروكسات 30 نصف حبة كل يوم، لكن استمررت شهرًا وتركته؛ لأني خفت من السمنة، وبعد ذلك ذهبت لدكتور آخر، وصرف لي 3 علاجات، وهي:
1- لوبرا 20 نصف حبة مساءً.
2- تفرانيل 10 حبة بعد الغداء.
3- انديكاردين 10مل (Propranolol) نصف حبة مساءً، ونصف حبة صباحًا.

استمررت على هذا العلاج حوالي شهرين، وتحسنت قليلاً، لكني أيضًا تركته، وأنا الآن أريد أن أستخدم علاجًا، وأستمر عليه وأكون منتظمًا، لكني محتار، هل أستخدم علاج الدكتور الأول، وهو البروكسات (سيروكسات)، أو أستخدم علاجات الدكتور الثاني؟

أرجوكم أرشدوني للطريقة الصحيحة، علمًا بأنني الآن لا أستخدم أي نوع منهما.

والله الموفق، ولكم عظيم امتناني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

قطعًا هذه وساوس، ووساوس خروج الريح هي واحدة من الوساوس المُعلة والمنتشرة، والتي يشتكي منها الناس كثيرًا، والإنسان في هذه الحالة – أي مثل حالتك –؛ يجب أن يتجاهل تجاهلاً تامًا، ما دمت لم تسمع صوتًا أو تشم ريحًا، كما أرشدت بذلك السنة المطهرة، قال – صلى الله عليه وسلم-: (لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا).

والتجاهل أخِي الكريم سوف يُسبب لك شيئًا من القلق، ونحن نريد هذا القلق أن يحدث، بشرط أن تستمر في مقاومتك وتحقيرك للفكرة، وتنفيها مع نفسك، وسوف تجد بعد ذلك أن مستوى القلق بدأ في الهبوط حتى يتلاشى تمامًا.

إذًا العلاج السلوكي الصحيح هو التعريض مع منع الاستجابة – هكذا يُسمى – ومثل هذه الوساوس بالفعل مزعجة لصاحبها، لكن نقول: سبحان الله، من رحمة الله أنه قد وُجد أن الوساوس لا تتحقق أبدًا، خاصة إذا كانت حول مواضيع حساسة مثل هذا الذي تهمَّ وتوسوس حوله.

أتاني أخ عزيز قبل مدة ليست بالبعيدة، شاب محترم، قلبه معلق بالمساجد بفضل الله تعالى، أصبح يأتيه شعور أنه سوف يصرخ بعد أن يُكبّر الإمام بتكبيرة الإحرام، تصوّرٍ مزعجٌ جدًّا، وقطعًا الفكرة وسواسية، ناقشناها وتحاورنا معه حولها، وقمت بوصف أحد العلاجات الجيدة له، وهو الـ (فافرين Faverin) وقد شُفيَ تمامًا بحمد الله تعالى.

أخِي الكريم: بالنسبة للعلاج الدوائي، أعتقد أنه مهم، وضروري في حالتك، وبفضل الله تعالى وساوس الأفكار تستجيب بصورة ممتازة جدًّا للعلاج الدوائي، وبعد ذلك يكون التطبيق السلوكي بالنسبة لك سهل.

عقار (باروكسات) والذي وصفه لك الطبيب، لا شك أنه دواء ممتاز وفاعل، لكن أتفق معك أنه قد يزيد الوزن قليلاً، الأدوية التي وصفها لك الأخ الطبيب الثاني أيضًا أدوية جيدة، لكن الدواء الأول فيها وهو (لوبرا Lopra) قد لا يكون الأحسن لعلاج الرهاب الاجتماعي، وكذلك قلق الوساوس.

عمومًا ما دمت متخوفًا من زيادة الوزن؛ فربما يكون الأفضل لك أن تنتقل وتتناول الـ (بروزاك Prozac)، وهو الـ (فلوكستين Fluoxetine)، دواء رائع، لا يزيد الوزن، وهو من أفضل مضادات الوساوس، كما أن الـ (فافرين Faverin)، والذي يعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) أيضًا من الأدوية الجيدة جدًّا.

إن أردت أن تشاور طبيبك – أخِي الكريم – هذا أيضًا أفضله كثيرًا، وإن وافق الطبيب على البروزاك مثلاً فجرعته هي: أن تبدأ بكبسولة واحدة يوميًا، قوة الكبسولة عشرون مليجرامًا، تتناولها نهارًا بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم تجعلها كبسولتين في اليوم، وأعتقد أن هذه هي الجرعة المناسبة بالنسبة لك، علمًا بأن هذا الدواء يمكن أن يتناوله الإنسان حتى جرعة ثمانين مليجرامًا في اليوم – أي أربعة كبسولات – لكنك لا تحتاج لهذه الجرعة.

استمر على جرعة الكبسولتين يوميًا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها كبسولة واحدة يوميًا لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

كما ذكرت لك – أخِي الكريم – البروزاك سليم وفاعل وغير إدماني، ولا يزيد الوزن، لكن أحد آثاره الجانبية أنه ربما يؤخر القذف المنوي عند الجماع، لكنه لا يؤثر على هرمون الذكورة أو المقدرة الإنجابية للرجل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وكتب لنا جمعيًا العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.

منقووووووووووول

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.