استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
ابتليت بالوسواس وشفيت -ولله الحمد-، ولكن مع ضغط الحياة قد يرجع شيء يسير منه، ومما قد يصادفني أن أعجز عن نطق تكبيرة الإحرام، وأحلف أن لا أخفق في نطقها وأخفق، ويتكرر هذا الأمر كثيرا، ولا أدري لماذا أحلف وأنا أعي ما أقول تماما، فهل هذا من تأثير الوسواس؟ خاصة وأني قرأت أسئلة مشابهة تماما لهذا لأكثر من شخص موسوس، وهناك من يفتي بوجوب كفارة الحلف، وأنا ألاحظ أن هذا الأمر يحدث بالتزامن مع الوسواس، ويزول بزوال الضغط النفسي، أي يذهب إذا ذهب الوسواس ولا يحدث، ومرتبط ارتباطا وثيقا بنوبات الوسواس، فما تفسيركم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم الذي تعانين منه هو من صميم الوساوس ولا شك في ذلك، وهنالك حالات كثيرة جدًّا تُعرض علينا.
أيتها الفاضلة الكريمة: هذه وساوس أفكار أكثر مما هي وساوس أفعال، ولذا نجد أن العلاج الدوائي مفيد فيها جدًّا، فقدّمي نفسك إلى قسم الطب النفسي في مؤسسة حمد الطبية ما دمت تعيشين في دولة قطر، وسوف تجدين – إن شاء الله تعالى – العناية اللازمة، وسوف نقوم بصرف الدواء اللازم لك، ونقدم لك التوجيهات المطلوبة.
وفي ذات الوقت سوف نعرضك على الأخصائي النفسي من أجل بعض التطبيقات السلوكية، والتي تتمثل في تجاهل هذا الفعل الوسواسي، وأن تقومي بنطق تكبيرة الإحرام خارج الصلاة المفروضة وخارج السنن، بمعنى أن تضعي مسجلاً أمامك وتتصوري نفسك أنك بدأت الصلاة، ولا مانع أن تتوضئي وتجلسي أمام الطاولة ثم تتخيلي نفسك أنك دخلت في الصلاة، وتكبري تكبيرة الإحرام عدة مرات، وتقومي بتسجيل ذلك، ثم تستمعي لما قمت بتسجيله، بشرط أن يكون لديك خيال ثاقب في أن تتصوري كأنك في الصلاة، هذا تمرين مفيد.
كما أن الربط بين التنفس (الشهيق) وتكبيرة الإحرام وجد أنه مفيد جدًّا، فخذي نفسًا بسيطًا عميقًا عن طريق الأنف، ثم كبري بعد ذلك تكبيرة الإحرام، هذا أيضًا يؤدي إلى انطلاقة واضحة جدًّا، حتى وإن كان الوسواس هو المهيمن والمكبِّل والمسيطر.
من الضروري جدًّا أيضًا أن تطبقي تمارين الاسترخاء بكثافة، وحين تقابلي المختصة النفسية سوف تُرشدك في هذا السياق. وموقعنا لديه أيضًا استشارة تحت رقم (2136015) سوف تجدين فيها – إن شاء الله تعالى – كل ما يفيدك فيما يتعلق بتطبيق هذه التمارين.
كما قلت لك الأدوية مفيدة، لأن كيمياء الدماغ لها علاقة وثيقة جدًّا من حيث السببية واستمرارية الوساوس، لذا تصحيح المسارات الكيميائية الدماغية المتعلقة بما يسمى بالموصلات العصبية يعتبر أمرًا ضروريًا.
ومن أفضل الأدوية عقار يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac) ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، أو عقار يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، أو عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، أو عقار يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)، كلها مفيدة وكلها جيدة.
أما فيما يخص موضوع الرأي الشرعي حول كفَّارة الحلف فسوف يفيدك الشيخ أحمد الفودعي – حفظه الله – في هذا السياق.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مرحبًا بك – ابنتنا العزيزةَ – في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لك عاجل العافية والشفاء من الوسوسة، ونصيحتنا لك: أن تُجاهدي نفسك للإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها، فليس لها علاجٌ أمثل وأحسن من هذا الدواء، وقد جربه الموفقون فانتفعوا به، فكلما حاول الشيطان أن يُوهمك أنك لم تنطقي تكبيرة الإحرام فلا تلتفتي إليه، فقوليها مرة واحدة بالشكل المعتاد الذي يقوله الناس، ولا تلتفتي بعد ذلك لأي وسواس يحاول أن يُوهمك بأنك لم تنطقيها، وهكذا افعلي في سائر عباداتك.
ومن تيسير الله تعالى ورحمته بعباده أن شرع سبحانه وتعالى ما تُدفع به الوسوسة، ويُدفع به شر الشيطان، ومن ذلك: أن شرع سبحانه وتعالى لنا ألا نلتفت إلى وسوسة الشيطان، فقال – عليه الصلاة والسلام – لمن حاول الشيطان أن يوهمه أنه أحدث في صلاته، قال: (لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا) فالبقاء على الأصل، والإعراض عن الوسوسة هو دواؤها النافع – بإذن الله تعالى -.
وأما اليمين فإن كان صادرًا منك تحت تأثير الوسوسة فإنه كيمين المُكره، لا تنعقد، ولا تلزمك به كفَّارة، لأن عبارة المُكره غير معتبرة، والموسوس إذا كان يفعل شيئًا تحت تأثير الوسوسة، بمعنى أن الوسوسة تُلجئه إلى ذلك فإن هذا الكلام غير مُعتد به، وبهذا قال علماؤنا، فعدُّوا الموسوس مُكرهاً، قالوا: لقوة الدافع وقلة المانع.
أما إذا كان يقول يمينا لا مُلجئًا بتأثير الوسوسة فإنه إذا خالف هذه اليمين لزمته كفّارة اليمين، ولكن الذي ظهر لنا من كلامك أنك تفعلين ذلك تحت إلجاء الوسوسة وضغطها، فأعرضي عنها، واصبري على هذا الطريق، فإذا علم الشيطان صبرك عليه وتمسكك به فإنه سييأس منك وينصرف إلى غيرك.
نسأل الله تعالى لك الخير والصلاح.
منقووووووووووول