أسباب السرقة عند الأطفال
الأول : العلاقة مع الوالدين :
إنَّ العلاقة الجافَّة بين الطفل ووالديه نتيجة عدم إشباع حاجته من الحُبِّ
والحنان ، أو لتعرُّضِه للعقوبة القاسية ، أو لِشَدَّتِهما في التعامل معه
في المرحلة الأولى من عمره ، أو لعدم تعزيز شعوره بالاستقلال
في المرحلة الثانية من عمره ، تدفع بالطفل إلى السرقة خصوصاً
في السابعة من عمره ، وذلك لأجل أن يغدق عليه ، ويكسب منهم ما فقده
في الأسرة من الحنان من جهة ، وأخرى للانتقام من والديه بفعل يقدر
عليه لشفاء غيظه ، من قساوة تعرَّضَ لها في مرحلة طفولته الأولى .
الثاني : الشعور بالعُزلة :
إن شعور الطفل بالعزلة في المرحلة الثانية من عمره وهو الوقت الذي
يؤهله لاتخاذ موقعه في المجتمع وبين أقرانه تعتبر جزء من تعاسته .
ولذا يندفع إلى السرقة لإغراق أصدقائه بالشراء والهدايا في محاولة
لكسب ودهم نحوه ، بعد أن فشل في كسبهم لضعف شخصيته ، أو يريد
أن يتباهى أمام أقرانه بفعله البطولي في السرقة ، لينجذبوا نحو
شخصيته القوية كما يتصوَّر .
كيف نتعامل مع السارق :
إن الطفل الذي يمارس السرقة في المرحلة الثانية من عمره بالرغم
من عيشه بين أبويه اللذين لا يبخلان عليه بما أمكن من الألعاب والأمور
الخاصة به ، إن طفلاً كهذا تسهل معالجته وتقويمه من خلال الوقاية
على استقلاليته ، ومساعدته على اختيار الأصدقاء .
والوالدين يجب أن يتعاملوا مع أبنائهم بعد بلوغهم الخامسة من العمر
حين يمارسون السرقة بحزم وقوة ، ولا نقصد بها القسوة والشدة
بل يكفي أن يفهم الطفل أن هذا العمل غير صحيح وغير مسموح به ،
ولابُدَّ من إرجاع ما أخذه إلى أصحابه والاعتذار منهم .
ويجب الالتفات إلى نقطة مهمة وهي :
أنه من الخطأ إشعار الطفل بالذل والعار ، لأنَّ تصرّفاً كهذا يدفع الطفل
إلى السرقة وبشكل أضخم من الأول ، ويدفعه إليه حبه في الانتقام
ممَّن احتقره وامتهنه .