عواصم – وكالات – رغم مواصلة سعر برميل النفط الكويتي نزيفه ليصل إلى 67.09 دولاراً، وصف وزير النفط الدكتور علي العمير قرار «أوبك» عدم تخفيض الإنتاج بـ «الصائب»، مؤكداً أن وجود فائض إنتاج في الأسواق لن يدوم طويلاً.
في المقابل، نقل مندوبون خليجيون في «أوبك»
لـ «رويترز» عدم قناعتهم بنجاح الرهان الذي أصر عليه وزير النفط السعودي علي النعيمي في اجتماع «أوبك» وتم إقراره، بأن عدم خفض الإنتاج سينجح في مكافحة طفرة النفط الصخري الأميركي، وأن الأسعار ستعود إلى التعافي بتنامي الطلب في نهاية المطاف، رغم دعمهم للموقف السعودي خلال الاجتماع.
وقال مندوب إحدى دول «أوبك»: أتعتقد أننا اقتنعنا؟ هل كان لدينا خيار آخر؟!
هذا، وتكبد الخام الأميركي أكبر خسارة يومية منذ 5 سنوات الجمعة، عندما خسر البرميل %10 من قيمته، فيما أنهى برنت تعاملاته منخفضاً 2.43 دولار (%3.3) إلى 70.15 دولاراً.
وقال محللون إنه على الأرجح فإن «أوبك» ستجد نفسها مضطرة إلى خفض انتاجها قبل اجتماعها المقبل في يونيو2020، حيث من المتوقع ان يصل سعر برميل النفط الى 60 دولاراً.
وتنوي فنزويلا، الدولة العضو في «أوبك» اتخاذ تدابير نحو خفض رواتب كبار الموظفين في الدولة، واجراء اقتطاعات في الموازنة، لتخفيف أثر انخفاض أسعار النفط عليها.
عواصم – وكالات – فيما انخفض سعر برميل النفط الكويتي في تداولات أمس الأول 2.80 دولار ليستقر عند مستوى 67.09 دولاراً، مقارنة ب 69.89 دولارا للبرميل في تداولات يوم الخميس الماضي، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية، وصف وزير النفط، وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الدكتور علي صالح العمير قرار وزراء نفط منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) بالحفاظ على معدلات الانتاج من دون تغيير بأنه «صائب»، مؤكدا أنه اتخذ بناء على معطيات سوق النفط العالمية.
وقال الوزير العمير إن «مداولات وزراء اوبك المكثفة حول تطورات الاسعار والانتاج ادت الى اتفاقهم على ابقاء سقف انتاج المنظمة عند 30 مليون برميل في اليوم، باعتباره الحل الامثل في الوقت الراهن».
واضاف ان «الدول الاعضاء اتفقت على عقد اجتماعها المقبل في شهر يونيو2020 مع مواصلة مراقبة تطورات سوق النفط عن كثب»، مشددا على عدم وجود نية لعقد اجتماع استثنائي، الا اذا استدعت الحاجة لذلك.
واكد الوزير العمير ان وجود فائض انتاجي في السوق حاليا وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي لن يستمرا طويلا، مشيرا إلى أنه سيتم استيعاب الفائض تدريجيا الامر الذي سينعكس ايجابيا على الاسعار.
ولفت الى ان هناك العديد من المؤشرات حول قيام دول كثيرة، وخاصة في اوروبا وشرقي آسيا والشرق الاوسط بسلسلة من التدابير، بينها خفض اسعار الفائدة لتنشيط اقتصاداتها.
وشدد الوزير العمير على ضرورة تعزيز النمو الاقتصادي، لينعكس بشكل ايجابي على سوق النفط، وزيادة الطلب على النفط الخام، مما سيدفع بالأسعار نحو الارتفاع. ودعا المنتجين من خارج «اوبك» الى التعاون مع المنظمة لضمان استقرار السوق، ومنع حدوث تذبذب كبير في اسعار النفط.
وهبط سعر عقد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي الخفيف 7.54 دولارات إلى 66.15 دولارا للبرميل عند التسوية، وواصل الهبوط بعدها ليصل إلى أدنى مستوى في أربع سنوات 65.69 دولارا.
وهذه أكبر خسارة يومية بالنسبة المئوية للسوق منذ مارس 2024.
وأنهى خام برنت التعاملات منخفضا 2.43 دولار، أو 3.3 في المئة إلى 70.15 دولارا للبرميل.
محاربة النفط الصخري
وكان وزير البترول السعودي علي النعيمي أبلغ نظراءه في دول أوبك بأن عليهم أن يكافحوا طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة، رافضا خفض انتاج الخام بهدف الضغط على الأسعار، وتقويض ربحية المنتجين في أميركا الشمالية.
وقال مصدر تحدث مع وزير من خارج أوبك عقب اجتماع الخميس «تحدث النعيمي عن التنافس على الحصص بالسوق مع الولايات المتحدة. وأدرك من كانوا يريدون خفض الانتاج أنه لا يوجد خيار لتحقيقه لأن السعوديين يريدون معركة على الحصص بالسوق».
وقال مندوب لدى أوبك من دولة طالبت بخفض الانتاج «أتعتقد أننا اقتنعنا؟ هل كان أمامنا خيار آخر؟»
وأكد عبد الله البدري الأمين العام لأوبك فعليا أن المنظمة بصدد دخول معركة على الحصص بالسوق.
وقال يوم الخميس ردا على سؤال عما إذا كان لدى المنظمة رد على تزايد انتاج الولايات المتحدة «لقد قدمنا الرد. نحن نبقي مستوى الانتاج دون تغيير. هذا فيه رد».
وقال محللون إن قرار عدم خفض الانتاج في مواجهة الهبوط الحاد للأسعار شكل تحولا استراتيجيا بالنسبة لأوبك.
وقال المندوب لدى أوبك «أوبك فقدت المصداقية. لا أعلم كيف يمكن عمليا السعي لإخراج النفط الصخري من السوق».
وخرج عدد من وزراء أوبك الذين كانوا يريدون خفض الانتاج من الاجتماع وقد بدت عليهم خيبة الأمل والتزموا الصمت لعدة ساعات، رغم أنهم قالوا عندما تحدثوا لاحقا إنهم قبلوا القرار.
وقال رفاييل راميريز وزير خارجية فنزويلا ردا على سؤال عما إذا كانت هناك حرب أسعار داخل أوبك «نحن متحدون».
واضاف «تتصارع أوبك دوما مع الولايات المتحدة لأن الولايات المتحدة تعلن أنها دائما ضد أوبك … النفط الصخري كارثة من حيث وسيلة الانتاج… لكنه أيضا باهظ التكلفة. وسوف نرى ما سيحدث بشأن الانتاج».
وقال مندوب خليجي لدى أوبك إن النعيمي طمأن الأعضاء بأن سعر الخام سيتعافى لأن الطلب سينتعش في نهاية المطاف. لكنه أصر على أنه إذا خفضت أوبك الانتاج فسوف تفقد حصة بالسوق.
وقال آخر «التوصل إلى قرار نهائي تطلب وقتا طويلا لإقناع الآخرين». وأشار عدد من المحللين إلى أن ظهور تأثير على انتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة سيحتاج الى شهور طويلة.
بل إن بعض المندوبين الخليجيين قالوا إنهم غير مقتنعين بأن رهان النعيمي سيربح. وقال أحدهم «إذا كانوا يستهدفون النفط الصخري الاميركي حقا .. فإلى أي مدى سيبطئ إبقاء سقف الانتاج دون تغيير.
فنزويلا
وأمر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو باجراء اقتطاعات في الموازنة عقب انهيار اسعار النفط العالمية بسبب قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) عدم خفض سقف الانتاج.
وقال الرئيس اليساري خلال اجتماع مع موظفين «لقد امرت باجراء عدد من الاقتطاعات في موازنة البلاد».
وأضاف انه امر ايضا بـ «اعادة النظر في تقديمات ورواتب جميع موظفي الوزارات والمؤسسات العامة بدءا من الرئيس»، مشيراً الى انه ينتظر «اقتراحاً بخفض كبير لتقديمات ورواتب كبار الموظفين والوزراء والوزراء المنتدبين ورؤساء المؤسسات الحكومية ونوابهم».
وكان مادورو أكد في السابق ان اسعار النفط لن تؤثر على بلاده حتى لو انخفض سعر البرميل الى 40 دولاراً، لكنه عاد وطالب الخميس بأن يكون سعر برميل النفط مئة دولار.
ووعد مادورو بألا تشمل الاقتطاعات برامج الاسكان الشعبي ودعم المواد الغذائية التي أطلقها سلفه هوغو تشافيز الذي توفي بالسرطان العام الماضي.
وتراجعت شعبية مادورو بنسبة %30 في حين بلغ معدل التضخم %63.4.
وخسر النفط الفنزويلي ثلث قيمته في النصف الثاني من العام الجاري. من جانب آخر، أظهرت تقارير لثمانية محللين جمعتها «رويترز» أن أسعار النفط الخام العالمية ستحوم حول 70 دولارا للبرميل في عام2020، وهو ما قد يؤدي إلى خفض انتاج مشاريع للنفط الصخري في الولايات المتحدة، ويطلق عمليات استحواذ على شركات قد تواجه صعوبات في ظل انخفاض الأسعار.
وقال محللون إن قرار «أوبك» لم يكن مفاجئاً. وأشاروا إلى أن المنظمة كانت مطمئنة إلى ترك السوق يملي مستويات الانتاج والأسعار.
وقال محلل لدى واندرليتش سيكيوريتيز «ربما حان الوقت لأن نقر بأننا الآن في زمن سعر 70 دولاراً للنفط».
وسيشكل انخفاض الأسعار اختباراً للمنتجين الاميركيين، لا سيما في مشاريع النفط الصخري التي ساعدت في رفع الانتاج المحلي. وتوافق المحللون على توقع استمرار نمو الانتاج في الولايات المتحدة على الأرجح في النصف الأول من عام2020 لكن وتيرة النمو ستتباطأ في النصف الثاني من العام تحت وطأة انخفاض أسعار النفط.
وكتبت فرست انرجي كابيتال تقول «نعتقد أن تباطؤ الامدادات الاميركية قد يحتاج إلى 3 – 9 أشهر بعد تنفيذ تخفيضات في الانفاق حتى يحدث تباطؤ يمكن التحقق منه في نمو الامدادات».
وقال المحللون إن التخفيضات في الانتاج نتيجة انخفاض الأسعار ستساعد في نهاية المطاف في تقليص المعروض ورفع الأسعار في عام 2024.
وسوف يختبر انخفاض الأسعار صمود الشركات التي تعتمد بكثافة على أسعار أعلى للخام، وهو ما يترك بعضها عرضة لعمليات استحواذ.
وقال جيسون وانجلر المحلل لدى واندرليتش سيكيوريتيز «نعتقد أن الشركات الأقوى سوف تنتهز الفرصة للقيام بعمليات استحواذ ذكية في المستقبل».
وتنبأ المحللون بأن «أوبك» ستقرر على الأرجح خفض سقف الانتاج العام المقبل، لا سيما إذا انخفضت الأسعار إلى 60 دولاراً للبرميل ربما قبل اجتماعها الدوري المقبل المقرر في يونيو2020.