استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
نشكر لكم إتاحة الفرصة للاستشارة.
أنا متزوجة منذ عشر سنوات ولي ابن وابنة، قبل زواجي كنت أعاني كثيرا من تشنجات نقص الكالسيوم وكانت تزداد وقت الدورة، وفي أوقات متفرقة أفزع جميع البيت بشعوري بالموت، ويضطرب تنفسي لفترة تقارب ساعة أو ساعتين، وبعد زواجي استمرت معي هذه الحالة بشكل متزايد لمدة سنة ونصف، وهدأ الوضع لدرجة كبيرة بفضل الله ثم بالقراءة ونحوها، ولم أتعالج.
لي الآن ما يقارب ثلاث سنوات لا أستطيعُ الاستمتاع بالنوم، وهناك فزع يصاحبه انقطاع في التنفس يوقظني إجبارا فأهرع من النوم إلى غرفة أخرى باحثة عن نفس، ويخفق قلبي بشكل قوي يهتز له جسمي، وأحيانا أفزع بقوة مع ضربات قلبي، ولكن لا يصاحب ذلك انقطاع النفس، وقد أنام بعمق وبسهولة ليلا، وبعد دقائق فقط أستيقظ بدون أي كتمة أو فزع، فقط مجرد تسارع النبضات، وبعدها لا أستطيع النوم مجددا فأقوم من سريري، وحينما تعتريني تلك الحالة قد لا أقوى على النوم مجددا رغم جهدي وحاجتي له خوفا من تكرارها، فهي تتكرر كثيرا في بعض المرات قد تصل إلى 10 مرات.
أما حاليا فقد تركزت الحالة كثيرا، فلا تأتي إلا بثقل رهيب لا أقوى على تحمله، فهو شعور وإحساس بالموت تماما، حتى إني رأيت زوجي وهو يكلمني ولم أستوعب وجوده؛ ظنا مني أنني في عالم آخر، كما أشعر بقدمي اليمنى وأصابع رجلي وكأنها فارغة، ومرة شعرت برجفان قدمي، مما يزيد إحساسي بالموت.
وفي هذه السنة الأخيرة أصبحتُ أفقد الإحساس بمن حولي، وأفكر في الليل هل أنا عند زوجي أم عند أهلي؟ لماذا تزوجت؟ وهكذا. وتنتابي أفكارٌ سوداوية للغاية تهدم يومي وتُنهكُ صحتي، ويضطربُ جسدي حينها، فأزور دورات المياه أكثر من 6 مرات لأرتاح، وأعاود الكرة، مُتيقنة أني أعاني من القولون وذلك لشعوري بتقلصاته حينما أحس بالضغط أو الغضب، أو حين آكل البقول، ولكني لم أشخصه لدى الطبيب.
الآن أجد صعوبة بالغة في النوم ليلا، ولا أستطيع إغماض عيني البتةً، فقط أستلقي على السرير ربما ساعة أو ساعتين ومن ثم أنهض.
أحياناً أفسر ما يحصل لي ربما بأني أكلت قبل نومي، أو كنت أفكر، أو ضايقني أمر، وأحيانا لا يكون هناك سببٌ مقنع لما يحدث لي، ولكني شبه متأكدة من أن الطعام يضرني كثيرا حتى ولو قبل النوم بمدة ومهما كان نوعه، وأفكر كثيرا قبل النوم بمواقف سيئة بعضها حصلت أو مشابهة.
سابقا كنت أتجشؤ كثيرا ربما عشر مرات من أجل الراحة وقت النوم، ووقت هذه الاضطرابات، وأشعر بمثل الرغوة داخليا أثناء ذلك التجشؤ.
بشكل عام الكتمة وصعوبة التنفس التي أواجهها من قبل الزواج وإلى الآن لم تُحجني إلى الأكسجين، فكيف لي العودة مجددا إلى النوم ليلا؟ وما الحل في ذلك الضيق الذي أجهدني؟ فهو يجعلني أكثر تذمرا من الحياة، وينزع مني البهجة التي يحتاجها من حولي من أبناء وزوج، وحتى لنفسي، فهي تصدمني كثيرا بعد وقوعي منها في حالة الموت.
ما تشخيص حالتي نفسية كانت أم عضوية؟ ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من الواضح جداً أن الحالة التي تعانين منها هي في الأصل نوع من قلق المخاوف، والذي أراه أن تشنجات نقص الكالسيوم أتتك نوبة هرع معها، ومن ثم استمر معك الهرع والهلع حتى بعد أن تم علاج نقص الكالسيوم، ومن ثم بدأت تأتيك هذه الأفكار القلقية والوسواسية، وأفكار الخوف والأعراض الجسدية في مجملها هي أعراض نفسوجسدية، وشعورك بافتقادك الإحساس بمن حولك هذا نسميه تبدد الذات، وهو نوع من قلق المخاوف ليس أكثر من ذلك.
إذاً -أيتها الفاضلة الكريمة- أنت تعانين من نوبات هرع وهلع أدت إلى شعور عام بقلق المخاوف، وعلاجك يتمثل في الآتي:
أولاً: تحقير فكرة الخوف.
ثانياً: أن تكوني إيجابية في تفكيرك.
ثالثاً: أن تصرفي انتباهك من خلال حسن إدارة الوقت.
رابعاً: أن تطبقي تمارين الاسترخاء بكثافة، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم (2136015) فيها الكثير من الإرشاد الجيد.
خامساً: أنت محتاجة لعلاج دوائي مثل عقار استالبرام، والذي يعرف باسم سبرالكس، وقطعاً زيارتك للطبيب النفسي ستكون مُفيدة جداً بالنسبة لك، لا تتأخري في ذلك، وإن لم تستطيعي الذهاب إلى الطبيب فيمكن أن تذهبي إلى طبيبةِ الرعاية الصحية الأولية، ويمكن أن تصف لك السبرالكس أو أي دواء مشابه له، لأنك بالفعل محتاجة لدواء مضاد لقلق المخاوف الوسواسي، والحمد لله تعالى الآن بين أيدينا أدوية ممتازة وسليمة وفاعلة وغير إدمانية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
منقووووووووووول