تخطى إلى المحتوى

أصبت بهلع وقلق لا يفارقني فهل تنصحونني بإكمال دراستي أم تأجيلها؟

  • بواسطة
أصبت بهلع وقلق لا يفارقني..فهل تنصحونني بإكمال دراستي أم تأجيلها؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
الدكتور: محمد جزاك الله كل خير على ما تقدمه، وجعله الله في ميزان حسناتك.

أنا شاب عمري 25 عامًا، انطوائي منذ الصغر، وأصابني خوف اجتماعي، وهلع، وقلق استمر معي ولم يفارقني، المهم أنهيت الثانوية العامة عام 2024 بمعدل جيد جدًا، وأصبت باختلال الأنية وأعراض أخرى عديدة منها أنني فقدت القدرة على الاستيعاب، والتفكير، وآلام في الوجه، وثقل أسفل الرأس يشل قدرتي على التفكير.

المهم لم أدع طبيبًا نفسيًا إلا زرته، ولا دواء نفسياً إلا وتناوله ولفتراتٍ طويلة، وزرت العديد من أطباء الأعصاب، وعملت جميع الصور والفحوصات، وكلها سليمة -والحمد لله- حيث أذكر أن المرة الوحيدة التي استفدت فيها، وكانت لمدة ثلاثة أيام فقط، عندها أذكر أني تناولت افكسر وسوليان، لكن التحسن كان ثلاثة أيام فقط، حيث زال اختلال الأنية، وبعدها انتكست مع أني بقيت على العلاج مدة طويلة، وزدت الجرعة بشكل كبير دون فائدة.

أريد أن أسألك عدة أسئلة، السؤال الأول: أني أعاني الآن من الأعراض التالية اختلال أنية، مع أنها خفت قليلاً، عدم القدرة على الاستيعاب، والتفكير، والخمول، والتبلد، وآلام في الرأس، وكسل شديد، وعدم تفكير كأني فاقد للوعي مغيب، ليس لدي القدرة على فعل شيء مفيد.

عملت في عدة أماكن، ولم أستطع أن أكمل بسبب التبلد، وعدم الشعور، وعدم القدرة على الاستيعاب، لدرجة أني أنسى أني فعلت شيئا كنت قد فعلته، حيث حصل معي اليوم أني عند عودتي للبيت وأنا في الشارع شعرت بزغللة في العين، وتعب في الجسم، وما كان مني إلا أن أمضيت يومي بالنوم إلى اليوم التالي، ولا أشعر بالأيام، وأعاني من عدم القدرة على التركيز، وطقطقة في الرأس إذا حاولت التفكير كثيرًا.

مع العلم أني منذ صغري أملك درجة كبيرة من الذكاء، والحمد لله وأنا الآن أريد أن أكمل دراستي، وقد جمعت بعضًا من المال، نظرًا لوضعي المادي، ولا يوجد أحد يساعدني، لكني أخاف أن أكمل الدراسة بوضعي الحالي، فأنا ليس لدي القدرة على الحفظ، ولا الاستيعاب، ولا التذكر، ولا الشعور كأني جماد، فهل تنصحني أن أكمل؟ لأني إذا فشلت ستكون فرصتي تضاءلت بسبب الوضع المادي، أم تنصحني أن أؤجل موضوع الدراسة؟

مع العلم أني أتعالج حاليًا عند طبيب نفسي منذ سنة، وأتناول الآن زيلاكس 20 حبة صباحًا، ودوكسيرا 10 حبة مساء، لكن بدون أي نتائج تذكر.

دكتوري العزيز: آسف على الإطالة، أسالك بالله أن تعلمني بحالتي، وما الخطوات التي أتبعها للعلاج؟ وهل أنا في الطريق الصحيح؟ ولماذا لا أستجيب للأدوية؟ بالرغم من أن الطبيب أعطاني دواء يبطء عملية الكبد ليستجيب قدر الإمكان، وكيف أحصل على أكبر استفادة من الدواء؟ وهل تنصحني بالعودة للافكسر؟ وهل أستطيع إكمال الدراسة؟ وكيف أرجع كما كنت؟ وهل وضعي طبيعي؟ لأني فعلا مغيب عن الوعي، وعن العالم، وفي النهاية أريد أن أسأل عن كثرة التثاؤب، ونزول الدموع بغزارة، وكأنني أبكي.

وجزاك الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الفاضل الكريم: لا بد أن يكون لديك إرادة التغيير وإرادة التحسُّن – هذه مهمة جدًّا – والماضي لا تتحسَّر عليه، ولا تخف من المستقبل – هذا مهم جدًّا – أكثر الناس يضيعون حاضرهم بالتحسر على ماضيهم والخوف من مستقبلهم.

وأنت – أخِي الكريم – في مرحلة التكوين الأكاديمي – كما تفضلت وذكرت – وتريد أن تطور ذاتك وأن تقدم على العمل، وهذا يتطلب منك بعض الجهد والإصرار.

المشاعر السلبية، والأفكار السلبية تحبط الإنسان وتجعله بالفعل لا يكون فاعلاً، لذا أجمع علماء السلوك على أن يجتهد الإنسان من أجل أن يكون له فعالية أكبر حتى ولو كانت مشاعره سلبية، وهذا يأتي من خلال الإصرار، وسؤال النفس: لماذا أنا هكذا؟ لماذا أنا سلبي لهذه الدرجة؟ لماذا أنا مكتئب؟ هذه أسئلة لا بد أن يطرحها الإنسان على نفسه، وفي ذات الوقت يُغذي نفسه بأفكارٍ جديدة، أفكارٍ تحمل صيغة الإيجابية.

أخِي الكريم: لا أريدك أن تنشغل بالمسميات، اختلال الأنية على وجه الخصوص هو من التشخيصات الغامضة بعض الشيء، وكثيرًا ما يؤدي إلى تفسيرات خاطئة، ويُقابلك البعض قائلاً: (أنا لا أستطيع أن أفعل كذا ولا كذا، ليس لي شعور؛ لأني أعاني من اضطراب الأنية) لا، أعتقد أن مجرد التمسك بمثل هذا التشخيص في حد ذاته مُعيق، أنا لا أنكر وجوده كتشخيص قطعًا، لكن الانشغال به لا أعتقد أنه أمر جيد.

عملية الخمول وسرعة الإجهاد النفسي والجسدي كثيرًا ما تكون مرتبطة بالاكتئاب النفسي، وأنت الآن تراجع الطبيب، وهذا أمر جيد، وأعتقد مضادات الاكتئاب يجب أن تُساعدك، وسوف تُساعدك -إن شاء الله تعالى-.

الأدوية التي تتناولها الآن – وهي الزيلاكس ودوكسيرا – أدوية جيدة، ولا أعتقد أن هنالك داع للرجوع للإفكسر.

هنالك دواء جديد نسبيًا يُعرف باسم (فالدوكسان valdoxan) ربما تكون سمعت عنه، هذا الدواء يُقال أنه يُحسِّنُ المزاج، وفي ذات الوقت يُحسِّنُ الدافعية، ويجعل الإنسان يحِسُّ بشيء من التفاؤل والتفكير الإيجابي.

ناقش أمر هذا الدواء مع طبيبك، وإن كانت رؤياه مطابقة لما نراه فلا مانع من أن تتناوله، والدواء سليم جدًّا، لكن يحتاج لإجراء فحص الكبد قبل بدايته، وكذلك ثلاثة أسابيع بعد تناوله، وستة أسابيع بعد تناوله، وهذا الإجراء التحوطي ناتج من أن واحداً ونصفاً بالمائة من الذين يتناولون الفالدوكسان ربما ترتفع عندهم أنزيمات الكبد، وإن حصل شيء من هذا، فيجب التوقف عن تناول الدواء.

أخِي الكريم: أنت محتاج أن تعطي الرياضة قيمة أكبر في حياتك، وهناك دراسات أكدت الآن أن المادة التي تُعرف باسم (bdnf)، وهي المادة التي تُساعد في بناء الخلايا الدماغية، هذه المادة لا تُفرز إلا عن طريق ممارسة الرياضة، وكذلك الصوم، فيا أخِي الكريم: احرص لأن تُنشِّط دماغك، والنوم المبكر أراه أيضًا جيدًا.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

منقووووووووووول

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.