استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
عانيت من الوسواس القهري لما يقارب العشر سنوات وربما أكثر، -ولله الحمد- الآن وقد بلغت من العمر 27 عامًا تحسنت حالتي وبدرجة كبيرة جدًا، بفضل ما ألهمني الله به من مجاهدة ودعاء وبفضله أولًا وأخيرًا.
لكن لا زلت أعاني من وسواس خروج الغازات، هي حقيقية ولها صوتها وريحها، قرأت الكثير من الفتاوى والتي أراحتني كثيرًا ودلتني على تجاهلها وعدم مقاومتها والانشغال بها مهما خرج مني، ومتابعة الصلاة دون اكتراث لها، وهذا أزاح عني حملًا ثقيلًا فيما يختص بالبسيطة منها.
لكنني حين أواجه ما أعلم أن له رائحة أو صوتًا عاليًا، تكره نفسي البقاء هادئة أو السماح بخروجها فأقوم بمقاومتها، ما يجعل من نفسي حزينة ويشغلني ويتعبني.
في الأوقات التي أنوي فيها الخروج والبقاء على طهارتي، يزيد الضغط النفسي وتزيد الغازات من هجومها المكثف علي – لن أنكر- فأنا أحاول جاهدة مقاومتها وأكره أن يظهر ذلك لمن حولي، كما وأنني وإن خرج شيء مني تجاهلته، وصليت بذلك الوضوء ما احتجت من صلوات، ثم إن عدت أعدتها كلها.
مشكلتي الأخرى: هي كوني أعاني من سلس بسيط -ولله الحمد- والذي أشعر فيه بخروج البول أو قطرات منه عند العطاس أو الضحك ونحوها، لكن ومع ضغط الوسواس والغازات أصبحت أشعر بحاجتي للتبول بنسبة أكبر وخروج البول مني، لذا أنا أقوم بتغيير ملابسي الداخلية عند كل صلاة وأستخدم الحفاظة عند خروجي من المنزل، وأبقى بتلك الحفاظة طيلة مكوثي في الخارج، وأقوم بالصلاة، وإن خرج شيء مني فيه، ثم أعود وأقوم بقضاء كل صلاة صليتها خارج المنزل، أرجو منكم مساعدتي على تجاوز محنتي مشكورين، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أ.ر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لك العافية والشفاء.
وعلاج الوساوس – أيتهَا الأخت العزيزة والبنت الكريمة – هو الإعراض التام عنها، فلا تُعريها اهتمامًا، ولا تلتفتي إليها، وإذا ثبتِّ على هذا الطريق فإن الله -تعالى- سيعافيك منها، وستزول عنك، وهذا هو الدواء الأمثل لها، وقد جرَّبه الموفقون فانتفعوا به غاية الانتفاع.
ولذا فنصيحتنا لك أن تُعرضي عن الوساوس كُليَّة، فإذا كانت الوساوس التي تعتريك مجرد شكوك وأوهام وظنون فلا تلتفتي إلى شيء منها، سواء كانت في الوضوء أو في خروج البول أو في غير ذلك.
أما إذا تيقنت يقينًا جازمًا أنه قد خرج منك شيء، ولم يكن هذا العذر دائمًا – بمعنى أنه ليس دائم الخروج كل الوقت، أو لا ينقطع عنك وقتًا يكفيك لأن تتطهري وتُصلي – إذا لم يصل إلى هذا الحد، فإن الواجب عليك أن تتوضئي وتصلي، ولا يجوز لك أن تصلي بغير وضوء، هذا إذا حصل لديك يقين جازم بأنه قد خرج منك شيء، والعلماء يقولون: يقين تستطيعين الحلف عليه، أي أن تقدري على أن تحلفي بالله -تعالى- أنه قد خرج منك شيء.
فإذا وصلت إلى هذا اليقين فإنه يتعين عليك أن تتوضئي، إلا إذا كنت من أصحاب الأعذار، أي لا ينقطع عنك هذا الخارج وقتًا يكفيك للطهارة والصلاة، فتتوضئي بعد دخول الوقت، ولا يضرك بعد ذلك إذا خرج منك شيء، ما دمت من أصحاب الأعذار.
وأما نجاسة البول فإن كان خروج البول متيقنًا أيضًا وليس مجرد أوهام أو ظنون، ففي هذه الحالة لا تُصلي إلا بعد أن تغسلي عنك هذا البول، وإن كان يخرج منك من غير اختيارٍ – أي من غير تحكّمٍ فيه ولو مرَّةً في اليوم – ففي هذه الحالة يسعك أن تعملي بقول المالكية الذين يقولون بأنه يُعفى عمَّا أصاب الثوب من هذه النجاسة، وإن قدرتي أن تغسليها من ثوبك فهذا أحسن، خروجًا من الخلاف وعملاً بالأحوط.
هذا كله إذا كنت متيقنة تمام اليقين بأنه قد خرج منك بول، أما إذا كنت تظنين أنه قد خرج البول ويحتمل أنه لم يخرج، فالأصل أنه لم يخرج، وابقيْ على هذا الأصل حتى تتيقني خلافه، فإن اليقين لا يزول بالشك.
نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يمُنَّ عليك بعاجل الشفاء.
منقووووووووووول