تخطى إلى المحتوى

أعاني من الوساوس وأحلام اليقظة، فما هو العلاج؟

أعاني من الوساوس وأحلام اليقظة، فما هو العلاج؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً على هذا الموقع المبارك، والأكثر من رائع، وأطرح على فضيلتكم مشكلتي التي سببت لي مشاكل عديدة, وأرجو من فضيلتكم إرشادي ونصحي.

أنا طالبة في الثانوية, أبلغ من العمر 17عاماً, عانيت العام الماضي من الوسواس القهري و-الحمد لله- شفيت منه, والآن تأتيني بعض الوساوس لكن -الحمد لله- أتخطاها بفضل الله بالدعاء, لكنني أعاني من كم هائل من أحلام اليقظة، والتي أرى فيها نفسي متفوقة جداً وممتازة لكن بلا عمل، وأتخيل الشكر الجزيل ينهمر علي، أرى أنني أتقن معظم الأشياء التي تخطر لي من الحرف والمهارات, وأحس أنني أسيء الظن بالآخرين كثيراً.

ساعدوني، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mey حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت لديك تاريخ مع الوسواس القهري، و-الحمد لله تعالى- تخلصت منه، وهذا أمرٌ جيد، فأي فكرة وسواسية تطرأ يجب ألا تحلليها، ويجب أن تتجاهليها تمامًا، وتقومي بفعل الضد.

وجود الوسواس أصلاً دليلاً على وجود نوعٍ من القلق المرتبط بشخصية الإنسان، وأنت الآن لديك أحلام يقظة مسترسلة، بالرغم من أنها عادية جدًّا في مثل عمرك، لكن أيضًا هي دليل على وجود القلق، حتى وإن كان محتواها غير قلقي، لكن هذه الأحلام في حد ذاتها قد تكون مؤشرًا لوجود القلق كما ذكرت.

وهناك ظاهرة معروفة في الطب النفسي – وإن لم تكن منتشرة كثيرًا – وهي ما يُسمى باستبدال الأعراض، يعني قد يظهر قلق ثم يختفي وتظهر وساوس، تختفي الوساوس ثم تظهر أحلام اليقظة وهكذا، هذه الظاهرة معروفة، وهي ليست ظاهرة خطيرة، فقط هي دليل على وجود نوع من القلق، وهذا القلق يمكن أن يحوّل إلى قلق إيجابي، مثلاً أنت في حالتك: حين تأتيك هذه الأحلام – أحلام اليقظة- وتشردين بخيالك، قومي -مثلاً- بتغيير مكان جلوسك فجأة، قومي -مثلاً- بالضرب على يدك، أو على جسم صلب، هذا يؤدي إلى شد الانتباه بعيدًا عن أحلام اليقظة.

ويمكن أيضًا أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، هي مهمة جدًّا وفاعلة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت الرقم (2136015) أراها سوف تفيدك كثيرًا في إزالة القلق، ومن ثم سوف تشاهدين أن أحلام اليقظة بدأت في الانحسار، وإذا نظرنا لأحلام اليقظة من حيث المحتوى أيضًا يمكن أن يكون هناك تدخلاً من جانبك لتحريفها، وحين تعطينها معاني جديدة أو تدخل من جانبك، هذا سوف يقلل منها، مثلاً: خيالك في أن الشكر الجزيل ينهمر عليك، وأنك تتقنين معظم الأشياء: حين تأتيك فكرة كهذه أدخلي على نفسك فكرة أخرى، أن هذا الكلام مبالغ فيه، وهذا لا يمكن أن يكون، أنا إنسان مثل بقية الناس، لكن – إن شاء الله تعالى – أسعى لأكون متفوقة، وهكذَا، إذن إدخال معان جديدة على أحلام اليقظة أيضًا يُقلل من ثباتها، ويجعلها أقل انتشارًا وتأثيرًا على وجدانك.

حُسْن إدارة الوقت مطلوبة، لأن أحلام اليقظة أيضًا تستشري وتزداد وتنتشر من خلال الفراغ، الفراغ على المستوى الذُهني أو الفراغ الناتج من عدم استغلال الوقت بصورة صحيحة، فاسعي دائمًا أن تكوني كثيرة الإطلاع، أن تكون عندك أنشطة، على مستوى المدرسة، على مستوى البيت، ولا تتركي مجالاً للفراغ الذهني أو الفراغ الزمني.

أنت لستِ في حاجة لعلاج دوائي، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.