استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
متزوجة ولدي طفلان، أعاني من مرض جلدي يسمى علميا keratosis pilaris أو جلد الوزة، عادة هو غير مؤذي، لكنه منذ طفولتي يسبب لي حكة شديدة بعد الاستحمام، خاصة في الشتاء، وتكون الحكة مؤلمة وتستمر لساعات كنت أحك بجنون حتى أبكي وأصبحت أخاف من الاستحمام، لكن تحسن الأمر في المراهقة.
الآن عمري 23 سنة وأصبح لدي hives ارتكاريا من البرد أو الماء وبعض الطعام، بالإضافة إلى قصور الغدة الدرقية مما جعل بشرتي شديدة الجفاف.
في كل مرة أغتسل خلال الشتاء أصاب بحكة جنونية لساعة أو أكثر، وحين لا أتحمل أستخدم دواء الحساسية الذي وصفه الطبيب، لكنه يجعلني أنام خلال النهار ويجعلني أتلعثم في الكلام ومخدرة مما يمنعني من العناية بأطفالي وبيتي، والحمد لله فزوجي يعتني بنا.
أتجنب الجماع؛ خوفا من الاستحمام، فهل يمكنني التيمم للصلاة من الجنابة خلال الشتاء؟ وهل يمكنني حفظ القرآن من الآيفون بعد التيمم من الجنابة؟ لأن هذه الحالة أتعبتني أنا وعائلتي، وهل من نصيحة طبية؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الكريمة وابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء من هذا المرض.
أما عن التيمم من الجنابة، فإن كان الاغتسال يُسبب لك مشقة خارجة عن العادة بهذه الحِكَّة التي ذكرتها، فالذي يظهر لنا من كلام أهل العلم أنه يجوز لك أن تتيممي بدل الاغتسال.
يقول العلامة ابن حجر الهيتمي -رحمه الله تعالى- في كتابه (الفتاوى الفقهية) وهو يتكلم عمَّن أًصيب بالقمل أو يخشى الإصابة بالقمل أو كثرة القمل إذا اغتسل بالبحر الملح، هذا يجوز له أن يتيمم، فيقول -رحمه الله تعالى- في أثناء جوابه بأنه إذا أخبره بذلك عارفٌ ثقةٌ أو اضطرت العادة به أو علم من نفسه ذلك يجوز له أن يتيمم قياسًا على ما ذكروه في باب اللباس من أنه يُباح الحرير للرجل لحِكَّة وقملٍ وجَرَبٍ.
فهو -رحمه الله تعالى- يرى بأن باب لُبس الحرير وباب التيمم يشتبهانِ معًا، فالأعذار التي وردت في لُبس الحرير تصلح أن تكون أعذارًا للتيمم، وقد عُلم في الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رخَّص للزبير ولعبد الرحمن أن يلبسا الحرير بسبب حِكَّةٍ بهما، فيقول ابن حجر -رحمه الله تعالى- بأن البابين من باب واحد، ثم يقول -رحمه الله-: "والجامع بين البابين أن كلاً من التيمم ولُبس الحرير للرجل إنما يجوز للضرورة، وعَدُّوا منها في كل بابٍ أسبابًا يتحدان في أكثرها، فليتحدا في الباقي".
ثم ذكر خلاف هذا القول، ولكنه يقول: "القول الأول أشبه بالرخص وتخفيفات الشرع". وعلى هذا نقول: إذا كانت هذه الحِكَّة مؤلمة لك تتضررين بها، ولا سيما إذا كانت ستترك على بدنك أثرًا ظاهرًا، ففي هذه الحال يجوز لك -والله أعلم- أن تتيممي بدل الاغتسال، ولو كان في قدرتك من غير بالغ مشقة أن تغتسلي لتخرجي من الخلاف فهذا أولى وأحسن.
نسأل الله تعالى لك عاجل العافية.
———————————————————————————————
انتهت إجابة الشيخ ( أحمد الفودعي) مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
تليها إجابة الدكتور (محمد علام ) استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
——————————————————————————————–
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرض Keratosis Pilaris، هو نتيجة خلل في تقرن الجلد عند فتحات بويصلات الشعر السطحية، وعادة ما يصيب الأجزاء العلوية من الذراعين وكذلك الفخذين، وأماكن أخرى متفرقة من الجسم.
وفي العادة يكون في أشد حالاته وأكثرها ظهورا في مرحلة البلوغ والمراهقة، ويتحسن تدريجيا مع التقدم في السن بشكل ملحوظ، وقد يختفي تماما، وتزيد المشكلة في فصل الشتاء، ومع قلة الرطوبة وجفاف الجلد.
العلاج الأمثل لهذه المشكلة هو استخدام كريمات تنظيم تقرن الجلد لفترات مناسبة، على الأقل لمدة من شهر إلى ثلاثة شهور، مثل كريم التريتينوين الموضعي، ويكون استخدامه مرة واحدة يوميا مساء فقط، ويراعى وضع كمية قليلة في البداية، لأن هذه الكريمات يمكن أن تسبب بعض الاحمرار والقشور إذا تم وضع كمية كبيرة على الجلد، وبالأخص في بداية الاستعمال، لكن لا تقلقي لأنه العلاج الأمثل لك، وتدرجي بالكمية بحكمة حتى تحصلي على النتيجة المطلوبة بأقل آثار جانبية ممكنة، وأنصح أن يتم علاجك تحت إشراف طبيب الأمراض الجلدية، لإعطائك كل المعلومات والمحاذير بشكل واف، ومتابعة استجابتك للعلاج والوقوف على أي متغيرات قد تحدث.
من الأشياء المهمة في العلاج استعمال المرطبات باستمرار وبشكل يومي، وبالأخص بعد الاستحمام والجلد ما زال رطبا، و من الممكن استخدام المرطبات التي تحتوي على اليوريا وحمض السالسيلك بتركيز مناسب.
أما بالنسبة لمرض الأرتيكاريا أو الشرى، فهو يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات, واحمرار, وحكة, أو وخز, وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألم بالبطن, ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:
النوع الحاد, والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي، أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.
النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.
في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءًا من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية وهنا يجب علاج مشكلة الغدة الدرقية التي تعاني منها بشكل جيد وأن تستمري في التواصل مع طبيبك المعالج لاختيار الجرعة المناسبة ولمتابعة التحسن والوقوف على أي متغيرات.
وتوجد بعض أنواع الارتيكاريا أو الشرى غير التقليدية, أو ما يعرف بالارتيكاريا المادية أو الفيزيائية, مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضغط على الجلد, أو بداية التعرق, وتغير درجة حرارة الجسم, أو التعرض للشمس وهذا النوع من الارتيكاريا هو النوع إلى تتصور أنك تعاني منه وبالنسبة لارتيكاريا الماء تحديدا لابد من التأكد من أن الماء هو المسبب الرئيسي للمشكلة وذلك باستبعاد الأمور الأخرى المرتبطة بالتلامس مع الماء مثل منظفات الجسم، أيضا يجب اختبار درجة حرارة الماء، وهل المشكلة تحدث مع درجات الحرارة المختلفة سواء كانت باردة أو ساخنة؛ لأنه من الممكن أن تكون البرودة أو السخونة هي السبب في حدوث الارتيكاريا وليس الماء، وتوجد بعض الاختبارات الأخرى للارتيكاريا الفيزيائية وقد يصاب المريض بعدة أنواع من الارتيكاريا في نفس الوقت.
في العادة الارتيكاريا الفيزيائية تحدث بعد حوالي خمس دقائق من التعرض للمسبب، وتستغرق من 15 دقيقة إلى ساعة حتى تختفي، ومن الممكن أن تقل الارتيكاريا في الشدة أو تختفى مع مرور الوقت فتفائلي خيرا.
وعلاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث وتلك الأنواع لا تسبب النعاس -فلا تقلقي- ويكون ذلك كاف في أحوال كثيرة, ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل, أو مرضٍ, رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها، ومن الممكن أن يغير الطبيب المعالج الجرعات المستخدمة للسيطرة على الحالة وتوجد بعض العلاجات الأخرى على حسب استجابة المريض.
وأنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص مشهود له بالكفاءة والعلم, وذلك للتأكد من التشخيص في المقام الأول لأنه من الممكن أن تكوني تعانين من أكزيما وجفاف وهنا سوف تختلف الخطة العلاجية, وقومي بترطيب الجلد باستمرار وبالأخص بعد الاستحمام مباشرة وجلدك ما زال رطبا كما ذكرت سابقاً حتى يحتفظ الجلد بنداوته.
وفقكم الله, وحفظكم من كل سوء.
منقووووووووووول