استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
أنا طالبة جامعية، عمري23 سنة، في هذه الفترة أعاني من كثرة التفكير، وهذا الأمر يتعبني كثيرا ولا أستطيع التركيز في شيء محدد، أفكر كثيرا: ماذا أكلت؟ ومع من التقيت؟ وماذا حدث؟ وأتخيل كثيرا, أصبح هذا الأمر يزعجني، حتى في الصلاة أتذكر كل شيء، وأنا جالسة أفكر.
ما الحل؟ ساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أولاً: نقول لك: التفكير في الماضي وما حدث فيه من أحداث، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فهي قد مضت وولت، والآن ينبغي التفكير في الحاضر، والعيش والاستمتاع بما فيه، أما الماضي نستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة، وكيفية تدارك الأخطاء السابقة.
ثانياً: الحمد لله -يا أختي- أنك وصلت هذه المرحلة التي يحلم بها كثير من الفتيات دون سنك. وهذه المرحلة هي مرحلة الإعداد للمستقبل، حيث التفكير في التخرج، والحصول على الشهادة الجامعية، والتفكير في العمل، والحصول على الوظيفة المناسبة، ثم التفكير في اختيار الزوج المناسب، والزواج، وتكوين الأسرة، والسعي لتحقيق الأهداف والطموحات، وما إلى ذلك من الخطط المستقبلية.
وينشغل بها العقل كثيراً؛ لأنها قرارات مصيرية، فيكون الشخص حذرًا ومتخوفًا من الفشل وعدم التوفيق؛ مما يحدث بعض الاضطرابات بصورة عامة في مستوى تفكيره ومزاجه، ويشعر بعدم التوازن والتوافق في حياته. أما إذا كانت هذه الأفكار تفرض نفسها عليك، وينتج عن ذلك خوف أو قلق أو ضيق يؤثر في نشاطاتك الحياتية اليومية فقد يكون ذلك نوعاً من الوساوس القهرية.
ثالثاً: موضوع حديث النفس إلى النفس: هو وسيلة بديلة للتواصل مع الذات، يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما. وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل. فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف أو الحل المناسب للمشكلة وفقاً لمعطيات الواقع، وقام بالتطبيق الفعلي لذلك، نقول: إنه استخدم عقله بطريقة صحيحة. فالعقل نعمة من نعم الله علينا، نستفيد منه كثيراً إذا وجّهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة. فهناك كثير من المشكلات تم حلها عن طريق التفكير المنظم. أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية فيكون ذلك وسيلة نفسية؛ للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط لعدم تمكنا من إشباع دوافعنا وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية.
فما تعانين منه ربما يكون مرتبطًا إلى حد كبير أيضاً بموضوع الثقة بالنفس وعدم الاعتزاز بالقدرات والإمكانيات الشخصية التي تتمتعين بها، لذلك نقول لك: أنت بخير، ولا داعي للقلق، حاولي تغيير النظرة السلبية عن نفسك، وإذا لم تنجحي في مجال فهناك مجالات كثيرة في الحياة يمكن النجاح فيها.
وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.
منقووووووووووول