تخطى إلى المحتوى

أعاني من وسواس العجب بعملي الصالح فماذا أفعل؟

أعاني من وسواس العجب بعملي الصالح.. فماذا أفعل؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من وسواس العجب، أي إن إذا كنت أصلي صلاة أعجب بصلاتي، وأقول في نفسي -الحمد لله- الذي هداني لهذا، ولكن نفسي تقول إن عملي حبط، وإن الله لن يقبلها، كما أني إذا قرأت القرآن يعجبني صوتي وأقول في نفسي -الحمد لله- الذي هداني لهذا، ماذا أفعل أنا تعبة من هذا الشيء كثيراً، وهل الله لن يتقبل أعمالي؟

أرجو منكم المساعدة.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يجعلك من الصالحات القانتات.

وبخصوص ما ورد برسالتك فأنا أتصور أن الذي ذكرته لا يُسمى عُجبًا، وإنما هو فرحٌ بما أكرمك الله -تبارك وتعالى- به، وهذا أمرٌ ليس فيه شيء؛ لأن الإنسان المؤمن يفرح بما أنعم الله به عليه من الطاعة والعبادة والاستقامة، وينشرح صدره للأعمال الطيبة التي يقوم بها، أما العُجب هذا عادة يكون أمام الناس، كأن الإنسان يقول: (أنا فعلتُ) أو يحاول أن يُظهر عمله للناس.

أما كونك -وبين نفسك- تقرئين القرآن بينك وبين نفسك فتشعرين بنوع من الفرح وانشراح الصدر هذا ليس عُجبًا، وكذلك أيضًا كونك تصلين فتشعرين براحة وانشراح صدر فهذا ليس عُجبًا، لأن العُجب عادة أن الإنسان يُظهر أشياء أمام الناس حتى يعجبوا منه ويتعجبوا من حاله، أما كونك بينك وبين نفسك أرى أن هذا لا يُسمى عُجبًا والله أعلم، ولذلك لا تشغلي بالك بهذا الأمر.

إلا أن هناك أيضًا حديثٌ أو دعاء علمنا إياه النبي -عليه الصلاة والسلام- ليقضي على الأشياء الخفية هذه، وهو: (اللهم إني أعوذ بك أن أُشرك بك شيئًا أعلمه، وأستغفرك لما لا أعلمه) أو (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم)، إذًا الصيغتان بمعنى واحد، فإذًا هذا يكون علاجًا للشرك الخفي، الذي قد يكون عُجبًا، وقد يكون أشياء في داخل النفس.

ولكن الذي أقوله لك –يا بُنيتي– هذا ليس عُجبًا ما دام بينك وبين نفسك، أما هو عندما يكون أمام الناس هذا الذي يكون الإعجاب، وفيه تكون المراءاة والتسميع، المراءاة أن الإنسان يجتهد أن يرى الناس فعله، والتسميع أن الإنسان يفعل فعلاً لا يعرف الناس به، ثم بعد ذلك يقول: (أنا فعلتُ وفعلتُ وفعلتُ) وهذا ما ورد فيه الوعيد المتمثل في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ، ومَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ).

أما مجرد هذه الأشياء التي بينك وبين نفسك فهذه -إن شاء الله تعالى- ليس فيها شيء، وإنما هي من عاجل بُشرى المؤمن، وإذا كان فيها شيء من العُجب كما ذكرت فهذا الدعاء (الحديث) الذي ذكرته -إن شاء الله تعالى- سوف يُعالج عندك المسألة، وعليك بالإكثار من الدعاء أن يتقبل الله منك، يعني اسألي الله تبارك وتعالى دائمًا أن يتقبل منك هذه الأعمال، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن تقولي لنفسك: (هذا لولا الله تعالى ما استطعتُ أن أصلي، ولولا الله تعالى ما استطعت أن أقرأ القرآن)، دائمًا أعطِ نفسك هذه الرسائل أولا بأول، حتى تكبحي جماحها، وتُلزميها شكر ربها تبارك وتعالى.

أسأل الله لك التوفيق والصلاح والهداية والاستقامة، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.