الوكيل – علي عبيدات – تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل والمقاهي وصالونات الحلاقة وحتى جلسات نساء القرى أناء الأعمال المنزلية.. قصة الأم التي قتلت أطفالها الثلاث، وكل تناول الموضوع على هواه، فهنا صحفي شرس تربص للخبر ليكون صاحب السبق، وهناك عجوز يجلس بباب دكان قديم عرف عنه اختلاقه للقصص منذ أمد لكنه اليوم الصادق المصدق لأنه يبث اشاعة جديدة.
أول ما قيل عن هذه الجريمة التي هزّت أرجاء المملكة أن أما قتلت فلذات أكبادها، وصمت المتحدثون دقائق معدودة ريثما شنحوا أخيلتهم الأدبية وحنكتهم الصحفية، لتنهال بعدها العناوين الرنانة والصور التعبيرية التي تشعر المتابع أننا نعيش في فيتنام.
ساعات قليلة، وبدأت المقالات الرنانة والقراءات المتوهجة التي تثير العاطفة من جهة وتستقطب مشاهدات الأردني الذي بدأ ينشده بحدة كلما قرأ خبراً جديداً عن قضية هذه المرأة.
لم نقرأ عن أسباب الجريمة لكننا احترفنا الحديث عن الواقعة عبر المشاهد السينمائية التي برعَّ بها المجددون صحفيون وفسابكة مما أجبر أهل المرأة على رفع دعوات قضائية طالبوا لإيقاع أشد العقوبات على كل من افترى واختلق القصص على بنتهم.
لماذا تقتل الأم أطفالها..؟ كيف امتلكت تلك الشجاعة لتتحول من أم لمجرمة..؟ لما صرنا نسمع عن القتل والضياع والعثور على جثث في الوديان والسهول مؤخرا..؟ أين كانت التنمية عن عائلة معيلها في السجن وترك عائلة كاملة للجنون والهستيريا..؟ هل من حق الفقير أن يقتل لأنه فقير؟ بمقتضى أية شريعة يحدث هذا كله..؟ لماذا لا نبحث عن أسباب القتل قبل أن نحقق ونخمن في ملتبسات الجريمة..؟
لا يسعنا إلا أن نقول: أكدت المصادر الأمنية أن القضية قيد التحقق وأن الأم ترقد في المستشفى لتتلقى العلاج بعد الإنهيار العصبي الذي خدش روحها…!!