استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أدرس في السنة الأخيرة هندسة البرمجيات، وأعمل وحالتي ميسورة والحمد لله.
جاء أبي وأمي ونصحاني بأن أخطب فتاة من عائلة نعرفها, وهذه الفتاة على خلق ودين وعلم وفهم وتربية وتواضع وأدب، وتحمل مسؤولية، وكل من يعرفها يشهد لها بذلك، وقد تقدم لها العديد من الناس مع الرفض, يعني تستطيع أن تقول هذه الفتاة ما شاء الله كاملة المواصفات التي يريدها ويتمناها كل شخص، وأهلها يريدونني أيضا زوجا لها فهم موافقون.
ولكن أنا متردد؛ لأنه كانت لدي مواصفات معينة، وهي أني كنت أريد بالإضافة إلى هذه المواصفات امرأة ذات جمال فائق, بينما هذه الفتاة جمالها جيد أو مقبول، يعني أنا أقدره بنسبة 75 – 80%، فالفتاة معتدلة أو مقبولة الجمال أو جميلة إلى حد جيد.
أنا أعلم أن الجمال جمال الروح كما يقال، وأن هذه الأمور الشكلية ستزول بعد فترة من الزمن ويبقى الجوهر، لكني متردد بعض الشيء، وأخشى أني إذا تزوجت منها أن لا تحقق لي العفاف المطلوب، وأن لا نستمر في علاقتنا وتفاهمنا طول العمر، فهذا ما أخشى منه!
كذلك فإن العرس لن يكون إلا بعد عامين على الأقل حتى أستقر أنا، وحتى تنهي هي دراستها الجامعية, فهل هناك ما يمنع من ذلك؟
علما أننا سنكتب عقد قران شرعي حاليا، وسنؤجل الزواج إلى حين الاستقرار الكامل إن شاء الله؛ لأني بعد إنهائي الدراسة هذا العام أنوي أن أكمل في الخارج، ثم الزواج واستقدامها إلي.
وللعلم أنا لم أرها إلا في الصور، وفي مكالمات الفيديو؛ لأنني مسافر في الخارج وهي في بلدي.
فأرجو نصحي؛ لأني محتار في أمري، أريد إرضاء الله وإرضاء والديّ لأنهم يرغبون بزواجي من هذه الفتاة، ولا يجبرونني عليها، ولكن يرغبونها لي, وأيضا أريد إعفاف نفسي، وأريد أن أتزوج بامرأة تعفني وأستمر معها في الحياة باستقرار، وأخشى أني إذا لم آخذ حسب مواصفاتي أن لا يتحقق لي ذلك.
فماذا تنصحوني به من خلال خبرتكم وتجاربكم؟
جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ bahaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك في موقعك إسلام ويب، وإننا لسعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
وبخصوص ما تفضلت بالسؤال عنه: فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: شكر الله لك حرصك على إرضاء والديك، وشكر الله لك تدينك، وبحثك عن امرأة صالحة تعفك عما حرم الله عز وجل، وهذا هو العقل -نسأل الله أن يحقق لك ما أردت من خير- ونحن نبشرك بأنك معان إن شاء الله، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف) فأبشر بعون الله لك.
ثانيا: قد أخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المرغبات التي يسعى إليها كافة البشر إذا أرادوا الزواج، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) فالمرأة المتدينة كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- خير متاع الدنيا، فعن عبد الله بن عمرو أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة)، وبالطبع لا حرج أن يجمع الرجل بعد الدين المال أو الجمال أو الحسب أو الجميع، المهم أن يكون الدين أساسا وعمدة.
ثالثا: اعلم أيها الفاضل أن كل إنسان ذكرا كان أو أنثي له صفات في مخيلته، يتمنى أن يكون عليها الطرف المقابل، وهذا أمر محمود بعد الدين، ولكن الواقع يخبر أنه لا توجد امرأة كاملة في كل شيء، كما لا يوجد رجل كامل في كل شيء، ولذلك العاقل هو من يتأكد من الدين أولا، ثم يأخذ بمجموع ما طلب، فإذا حصل امرأة متدينة ذات خلق ومن بيت صالح، وأهلها وأهلك متوافقون، ثم وجد ثلثي ما أراد فيها من جمال وغيره، ولم يكن فيها ما يقبحه منها كما في حالتك التي تجاوزت 75% مواصفاتك؛ فإننا ساعتها نقول لك توكل على الله، وأقبل بعد الاستخارة والاستشارة.
رابعا : كما علمنا -صلى الله عليه وسلم- أن نستخير في أمورنا كافة، وإن أهم ما ينبغي الاستخارة له هو الإقبال على الزواج، وقد كان جابر رضي الله عنه يقول: كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن وكان يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ, وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ, اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ. وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ).
خامسا: بعد الاختيار الصحيح والاستخارة، نخبرك أخي الحبيب بأن الخيرة إن شاء الله ترتقبك، فلو قدر الله لك هذه الزوجة فاعلم أنه الخير لا محالة، ولا يعني وجود بعض الهنات أو الزلات في المرأة أن هذا نذير شؤم، فلا توجد امرأة كاملة كما ذكرنا لك، وواقعية الإسلام تشير إلى ضرورة الموازنة بين الصواب والخطأ، والنظر إلى المجموع لا إلى الأجزاء، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يَفْرَكْ (يبغض) مُؤْمِنٌ مُؤِمْنِةً: إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خلقا رضي منها آخر).
توكل على الله بعد الاستخارة فإن أتم الله الزواج فاعلم أنه الخير، وإن صرفه فاعلم أنه الخير، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك، والله الموفق.
منقووووووووووول