شهدت العديدُ من حارات وأحياء البلدة القديمة في القدس المحتلة، وفي الأحياء المتاخمة لها، فجر الجمعة (17 أكتوبر 2024)، مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات الاحتلال على خلفية إغلاق المسجد الأقصى المبارك أمام من تقل أعمارهم عن خمسين عامًا، وفرض إجراءات عسكرية مشددة في المدينة. وأدى مئات المواطنين المقدسيين من سكان البلدة القديمة وضواحيها وبلداتها صلاة الفجر في الشوارع والطرقات القريبة من سور القدس التاريخي، وبالقرب من بوابات الأقصى المبارك، في حين يتوقع أن يؤدي آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات، بحسب وكالة أنباء "الشرق الأوسط". وبدأت المواجهات بالقرب من باب "الأسباط" (أحد أبواب القدس القديمة وهو نفس التسمية لإحدى بوابات الأقصى) بعد منع قوات الاحتلال المواطنين من الدخول إلى الأقصى، وحصلت اشتباكات بالأيدي، وتطورت إلى مواجهات استخدمت فيها قوات الاحتلال قنابل الصوت الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع، في حين رد المواطنون بالحجارة. وامتدت المواجهات إلى حارة باب "حطة"، الملاصقة للمسجد الأقصى في القدس القديمة بعد محاولات تدافع لكسر الحصار عن الأقصى، في حين امتدت هذه المواجهات إلى منطقة "باب الناظر" وشارع "الواد" في البلدة، وانتقلت إلى باب "الساهرة" ثم إلى شارع "السلطان سليمان"، أصيب خلالها عدد من الشبان، فيما لم يبلغ عن اعتقالات حتى الآن. وشهدت أحياء قريبة ومتاخمة لسور القدس القديمة مواجهات فجر اليوم، امتدت حتى ساعات الصباح الباكر شملت العديد من أحياء بلدة "سلوان" وحيي "وادي الجوز" و"الصوانة" في حين لا يزال التوتر هو سيد الموقف في البلدة القديمة ومحيطها، وتتصاعد حدته كلما اقترب موعد صلاة الجمعة. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قد قررت فرض قيودها على دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلاة فيه، وذلك للجمعة الثانية على التوالي. وشملت إجراءات الاحتلال إغلاق البلدة القديمة، وفرض حصار عسكري على بواباتها وبوابات المسجد الأقصى، ونصب متاريس حديدية بالقرب من بوابات البلدة القديمة والأقصى للتدقيق ببطاقات المواطنين، كما شملت نشر المئات من عناصر الوحدات الخاصة والتدخل السريع بشرطة وحرس حدود الاحتلال في الشوارع والطرقات ومحاورها، ونصب حواجز مباغتة، وتسيير دوريات راجلة ومحمولة وخيالة، وتحليق منطاد راداري استخباري ومروحية في سماء القدس. وذكرت شرطة الاحتلال -في بيان لها اليوم- أنها قررت منذ الليلة الماضية منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا من الدخول إلى المسجد الأقصى اليوم لأداء صلاة الجمعة فيه بحجة "حفظ الأمن" بالمنطقة، فيما زعمت أنها ستسمح للنساء بالصلاة دون قيود. يُذكر أن الأسبوع الحالي قد شهد عدة اقتحامات ومواجهات في المسجد الأقصى وعلى أبوابه بسبب القيود الإسرائيلية التي تفرض على دخول المسلمين إليه والتي حرمت جميع النساء والشبان الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا من دخوله للمرابطة والصلاة فيه وذلك خلال أيام "عيد العرش" العبري.
اشتباكات عنيفة بالقدس بعد إغلاق الأقصى في وجه المصلين