الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ، بلغ الرسالة ، وأد الأمانة ، ونصح الأمة ، وكشف الله به الغمة ، وتركنا على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك ،
وبعد،،،
ظهرت في تلك الأيام على وسائل الإعلام المختلفة فتنة جديدة تصيب الأمة وتريد أن تنال من سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وتدعي أن النبي ليس آخر النبيين ويدّعون نبوة جديدة بشعائر وطقوس ما أنزل الله بها من سلطان ألا وهي القاديانيةأو ما يسمونها الأحمدية أو الجماعة الإسلامية الأحمدية ، والإسلام منها براء ، لذا كان واجباً علينا أن نبين للأمة حقيقة هذا الدين الجديد وحقيقة من يدّعون له النبوة ، وحقيقة الوحي الشيطاني الذي يدّعي أنه نزل عليه ، وبيان إجماع الأمة الإسلامية على الحكم عليهم بالكفر والزندقة وأنهم ليسوا من الإسلام في شيء . وذلك في السطور التالية بإذن الله تعالى …
أولاً : التعريف :-
ظهرت الطائفة الأحمدية القاديانية في عام 1900م على يد الميرزا غلام أحمد القادياني الذي ولد بقرية قاديان بإقليم بنجاب بالهند فادّعى في بداية أمره أنه مصلح ومجدد للأمة ثم تطور وادّعى أنه المهدي المنتظر ثم أضاف إليها أنه هو المسيح الموعود ثم ادّعى النبوة الظلية للنبوة المحمدية ثم النبوة التابعة والبروزية ثم أعلن النبوة التشريعية المستقلة وأتى بكتاب بوحي مقدس جديد يُدعى "كتاب التذكرة " .
ثانياً : إدعاءه للنبوة :-
1- إدّعاء النبوة الظلية :-
قال الميرزا غلام أحمد القادياني " ولهذا الوجه يبقى خاتم النبيين محفوظة ، فإني سميت باسم محمد وأحمد من مرآة الصحبة على وجه الانعكاس والظلية ، ومن غاظه هذا الوحي الإلهي ولم يسميني نبياً ولا رسولاً فهذا من غاية حمقه " مجموعة الخزائن ********ة – المجلد 18 – كتاب كفارة الخطأ – صفحة 211 .
2- إدّعاء النبوة التابعة أو البروزية :-
قال الميرزا غلام أحمد القادياني " ولما صرت البروز المحمدي الذي كان موجوداً من قديم ، أعطيت النبوة البروزية " مجموعة الخزائن ********ة – المجلد 18 – كتاب كفارة الخطأ – صفحة 215 .
3- إدّعاء النبوة التشريعية المستقلة :-
قال الميرزا غلام أحمد القادياني " والله الذي في قبضته روحي هو الذي أرسلني وسماني نبياً وأظهر لصدق دعواي آيات بيّنات ، بلغ عددها ثلاثمائة ألف بيّنه " مجموعة الخزائن ********ة – المجلد 22 – كتاب حقيقة الوحي – صفحة 503 .
وأعلن الميرزا بشكل واضح قائلاً : " وأني أتلقى الوحي التشريعي أيضاً " مجموعة الخزائن ********ة – المجلد 17 – كتاب أربعين لإتمام الحجة على المخالفين – صفحة 435 .
وهذا يتنافى صراحة مع الإسلام العظيم :
وذلك لقول الله تعالى "مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً " الأحزاب40
وقول النبي r : "سيكون في أمتي كذابون ثلاثون ، كلهم يزعم أنه نبي الله، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي " رواه أبو داود والترمذي .
وقوله : صلى الله عليه وسلم " إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية ، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة ، فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين" ، رواه البخاري، كتاب المناقب باب ختم النبيين، ورواه مسلم وأحمد والترمذي وابن أبي حاتم .
وكذلك أجمعت جميع المعاجم اللغوية على أن كلمة " خاتم " تعني " آخر " وليس أفضل أو زينة كما يدعي الأحمديون .
ثالثاً : تشبيهه لله سبحانه وتعالى بما لا يليق :-
1- تشبيه الله تعالى بالإخطبوط :-
قال الميرزا غلام أحمد القادياني " نستطيع أن نفرض لتصوير وجود الله بأن له أيادي وأرجلاً كثيرة وأعضاءه بكثرة لا تعد ولا تحصى وفي ضخامة لا نهاية لطولها وعرضها وهو كمثل الإخطبوط وله عروق كثيرة تمتد إلى أنحاء العالم وأطرافه " مجموعة الخزائن ********ة المجلد 3 كتاب نهاية أتهم صفحة 90 .
2- تشبيه الله تعالى بالشكل الإنساني :-
قال الميرزا غلام أحمد القادياني " وفي أثناء النزهة نفسها قال حضرته : لقد رأيت الله متمثلاً في الشكل الإنساني فقال الله تعالى لي واضعاً يده على رقبته " لو كنت لي لكان العالم كله لك " مجلة التقوى المجلد 14، العددان 10 و11، ذو القعدة وذو الحجة 1445هـ ومحرم 1445هـ صفحة 12
3- إدعاءه أن الله تعالى يفطر ويصوم ويخطئ ويصيب :-
يدعي المتنبئ القادياني أنه تلقى من الله وحي يقول له فيه " إني مع الرسول أجيب أخطئ وأصيب ….. وإني معى الرسول أقوم أفطر وأصوم " كتاب الاصطفاء المجلد 2 صفحة 15- 16
رابعاً : موقفه من السنة النبوية الشريفة :-
يقول الميرزا غلام أحمد القادياني " ونحن نقول في جوابه : نقسم بالله أن الأحاديث ليست بأساس دعوى ، بل القرآن والوحي الذي ينزل علي . نذكر للتأييد أحاديثاً تكون مطابقة للقرآن ، ولم تكن معارضة لما أوحي إلي وما سوى ذلك من الأحاديث فننبذه نبذ الأجناس والأقذار " الخزائن ********ة المجلد 19 كتاب إعجاز أحمدي صفحة 140
خامساً : تحريمه للجهاد في سبيل الله :-
يقول المتنبئ القادياني : " والمقصود من بعثي وبعث عيسى واحد وهو إصلاح الأخلاق ومنع الجهاد وإراءة الآيات لتقوية إيمان العباد – ولا شك أن وجوه الجهاد معدومة في هذا الزمن وهذه البلاد – فاليوم حرام على المسلمين أن يحاربوا للدين " مجموعة الإشتهارت المجلد 3 صفحة 303
سادساً : المسجد الأقصى ليس بالقدس إنما في قاديان :-
يقول الغلام القادياني : " والمسجد الأقصى هو المسجد الذي بناه المسيح الموعود في قاديان سمي أقصى لبعده من زمان النبوة ولما وقع في أقصى طرف من زمان ابتداء الإسلام " مجموعة الإشتهارت المجلد 1 صفحة 293
سابعاً : خيانته وعمالته للاحتلال البريطاني :-
يقول القادياني : " إن أبي كان له كرسي في ديوان الحكومة وكان من أوفياء الحكومة الإنجليزية حتى ساعد الحكومة مساعدة طيبة في ثورة 1857م ومدَّها بخمسين جندياً وخمسين فرساً من عنده ، وخدم الحكومة العالية فوق طاقته ولكن بعد ذلك بدأ الزوال والانحطاط لأسرتي حتى بقيت أسرتي كأسرة مُزارع فقير " الخزائن ********ة المجلد 12 كتاب هدية قيصرية " تحفة قيصرية " صفحة 270 – 171
ويقول أيضاً : " الفضل لله الذي سلط علينا الحكومة البريطانية ووجب الشكر علينا لهذه الحكومة " الخزائن ********ة المجلد 9 كتاب معيار المذاهب صفحة 460
ثامناً : طعنه وسبه في السيد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام :-
يقول المتنبئ القادياني : " لم يستطع يسوع أن يظهر كإنسان تقي لأن الناس قد عرفوه أنه كان يشرب الكحول بشراهة وهذه العادات لم تكن في فترة إدعاء اللاهوت ولكن يبدوا أنه اعتاد هذه الأمور في فترة مبكرة لذلك فإن إدعاء اللاهوت هو من أسوأ الأمور بعد تأثير الكحول " الخزائن ********ة المجلد 10 كتاب ست بجن صفحة 296
وقال أيضاً عليه من الله ما يستحق : " جاء يسوع إلى قوم بعينهم والعالم لم يستفد منه روحياً ، لقد ترك مثالاً على نبوته ثبت ضررها أكثر من نفعها ، والمعاناة والمشاكل قد زادت بمجيئه " الخزائن ********ة المجلد 8 كتاب إتمام الحجة صفحة 308
تاسعاً : نماذج من كشوفاته ووحيه الشيطاني :-
1- يحدد ميعاد يوم القيامة :-
يقول الغلام : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُؤل عن القيامة متى تقوم ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم تقوم القيامة إلى مائة سنة من تاريخ اليوم على جميع بني آدم " الخزائن ********ة المجلد 3 كتاب إزالة الأوهام صفحة 227
2- يدعي أن من أسماء الله الحسنى اسم " يلاش " :-
يقول المتنبئ : " الله خاطبني وقال يلاش ، وهذا اسم من أسماء الله وهذه كلمة إلهامية جديدة ما وجدت على شاكلتها في القرآن والحديث ولا في كتاب من المعاجم وقد كشف لي أن معناها : يا لا شريك – والغرض من الهام هذا الاسم هو أنه ما خص إنسان بخصلة حميدة أو سمة أو فعل دون أن يختص غيره بهذه الخصلة أو هذه السمة أو هذا الفعل وهذا هو السر أن صفات كل نبي ومعجزاته تنعكس في أخيار أمته الذين تطبعوا بطباعه كلياً لكي لا ينخدع جهلاء الأمة بخصوصيته ويتخذوه لا شريك وهذا كفر عظيم أن يسمى نبي باسم يلاش ولا معجزة ولا كرامة خارقة لنبي إلا يشاركه فيها آلاف الناس " الخزائن ********ة المجلد 17 كتاب تحفة كولورية صفحة 203
3- رأى أنه يقدم لله – تعالى – أوراق ليوقع عليها بحبر أحمر :-
يقول الغلام المفتري على الله :
رأيت في الكشف بأني قدمت أوراقاً كثيرة إلى الله تعالى ليوقع عليها ويصدق الطلبات التي اقترحتها ، رأيت أن الله وقّع على الأوراق بحبر أحمر وكان عندي وقت الكشف رجل من مريدي يقال له عبد الله ، ثم نفض الرب القلم فسقطت منه قطرات الحبر الأحمر على أثوابي وأثواب مريدي عبد الله ، ولما انتهى الكشف رأيت بالفعل أثوابي وأثواب مريدي عبد الله لطخت بهذه الحمرة مع انه لم يكن عندنا شيء من اللون الأحمر وإلى الآن هذه الأثواب موجودة عند مريدي عبد الله " الخزائن ********ة المجلد 15كتاب ترياق القلوب صفحة 197
4- يدعي انه من ماء الله – والعياذ بالله : –
ادعى الغلام أحمد أن الله تعالى أنزل عليه هذا الوحي الذي يقول فيه " أنت من مائنا وهم من فشل " الخزائن ********ة المجلد 11كتاب نهاية أتهم" أنجام أتهم "صفحة 55- 56
عاشراً : تكفيره لعامة المسلمين :
يقول الميرزا غلام أحمد : " الكفر على قسمين : أحدهما أن يجحد الرجل الإسلام أو نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والثاني أن يجحد المسيح الموعود ويكذبه مع سطوع الحجج على صدقه ، وهو الذي حرض الله ورسوله على تصديقه وقد ورد على التأكيد به في كتب الأنبياء السابقين فهو كافر جاحد لله ولرسوله وإن أمعنت النظر وجدت كلا القسمين واحدا " الخزائن ********ة المجلد 22 كتاب حقيقة الوحي صفحة 185
بعض من أخلاقه وعبادته يرويها لنا أبنه الميرزا بشير أحمد الخليفة الثاني له :-
1- تعاطيه للأفيون والبانجو :
" حدثني الطبيب ميرزا محمد إسماعيل أنه صنع لحضرة المسيح الموعود – عليه السلام – دواء فيه الأفيون والبانجو وغيرها من الأدوية السمية ويقول أنه يجوز للعلاج تناول الأشياء المحرمة وكان فتواه في شرب الخمر أيضاً كذلك " كتاب سيرة المهدي تأليف ميرزا بشير أحمد الجزء 3 صفحة 111
2- لم يحج ولم يعتكف ولم يؤدي زكاة ماله :
" حدثني الطبيب محمد إسماعيل أن حضرة المسيح الموعود – عليه السلام – لم يحج ولم يعتكف ولم يؤد زكاة الأموال " كتاب سيرة المهدي الجزء 3 صفحة 119
3- لا يحفظ القرآن :
" حدثني الطبيب ميرزا محمد إسماعيل أن حضرة المسيح الموعود – عليه السلام – لا يحفظ من القرآن السور الطويلة وكان على إدراك من معرفة مضمون القرآن ولكنه لم يحفظ أكثر القرآن " كتاب سيرة المهدي الجزء 3 صفحة 44
4- مريض بالهستيريا :
" حدثني الطبيب محمد إسماعيل أن حضرة المسيح الموعود مبتلاً بهستيريا ( مراق ) "
كتاب سيرة المهدي الجزء 2 صفحة 55
سوء خاتمته :-
يروي لنا ابن الميرزا غلام أحمد القادياني عن زوجته قصة وفاته فيقول :-
" أثناء وصفها للحظات الأخيرة لحياة الميرزا غلام تحدثت زوجة الميرزا عن مرحاض الطوارئ الذي أعدته للميرزا بجانب سرير الموت حيث قالت نصرة جيهان ما يلي : بعد فترة قصيرة انتابته نوبة أخرى لكن هذه المرة كان ضعفه شديدأ جداً بحيث لم يستطع الذهاب إلى الحمام فقمت بالترتيبات قرب السرير حيث جلس هو هناك لقضاء حاجته ثم نهض واستلقى على السرير ثم قمت بتدليك قدميه ، ولكن ضعفه كان شديداً جداً وبعد ذلك أصابته نوبة أخرى ثم استقاء ، وبعد أن انتهى من القيء حاول أن يستلقي لكن ضعفه هذه المرة كان أكثر بحيث لم تحمله يداه فانقلب على ظهره وضرب رأسه بخشب السرير " كتاب سيرة المهدي الجزء 1 صفحة 11 .
هكذا نهاية كل من يفتري على الله كذباً ويدعي أنه يوحى إليه ولم يوحى إليه شيء ، فالحمد لله الذي كشف لنا حقيقة هذه الطائفة التي تدعي أنها تمثل الإسلام الصحيح وتقدم خدمات للإسلام وتدافع عنه ، وما هي إلا خنجر مسموم في ظهر الأمة متزين في لباس الإسلام العظيم ، وقد أجمعت الأمة بجميع مؤسساتها الإسلامية ومجامعها الفقهية على كفر هذه النحلة وخروجها عن الإسلام مثل الأزهر الشريف ومجمع الفقه الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي ودار الإفتاء المصرية واللجنة الدائمة للإفتاء بالسعودية وجميع علماء المسلمين ودور الإفتاء دون خلاف
.
هذا وما قدمناه قليل من كثير وغيض من فيض وإلا نشرنا آلاف العورات التي تسقط هذه النحلة الشيطانية موثقة بالحجج والأدلة والبراهين .
أسأل الله أن يقي الأمة شر هذه الفتن ، وأن تستمسك الأمة بكتاب ربها وسنة نبيها ، ويخذل كل من أراد النيل من الإسلام العظيم والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
المزيد حول الاحمدية القاديانية