الأمن يأتي في المرتبة الأولى في أولويات أي حكومة من حكومات الاقليم، خصوصا في الظروف الراهنة، حيث تحتدم المعارك في العراق وسوريا واليمن وليبيا مما يهدد الأمن في دول الاقليم بأسرها.
تهديد الأمن الوطني ليس مزاحاً.. بل لابد من أخذه بجديه كاملة، خصوصا ان هنالك منظمات ارهابية- تمتد عبر الاقليم وتقيم تحالفات مشبوهة مثل «داعش» وغيره- لا تنوي الخير للكويت ولبلدان المنطقة وتتأهب للقيام بأعمال إجرامية.
ولعل زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الكويت تترافق مع تطورات الاحداث.. وتهدف للتشاور حول كيفية حصار الارهاب وتجفيف منابعه المالية والمعنوية، خصوصا ان الجيش المصري يخوض معارك مهمة في مواجهة الارهاب.
الأمر اللافت للأنظار هو ان الارهابيين يخترعون كل يوم اسماء جديدة لهم، مثل بيت المقدس – سرايا القدس – الجهاد والنصرة – داعش – السلفية الجهادية وغيرها الكثير.. لكن واقع الأمر انها منظمة واحدة يعرفها الجميع تختلق اسماء متعددة لاهداف متعددة.. على رأسها خلق بلبلة عند أجهزة الأمن، وتشويش الرأي العام وإيهامه .
وليس هنالك ادنى شك بدور ما تقوم به بعض الدول من دعم لتلك المنظمات، وتلك الدول نفسها لا تنفي هذا الدور بل تؤكده،. وهنالك أكثر من دولة عربية ترعى تلك المنظمات -بصورة علنية لا تخفيها- وتسخر أجهزة اعلامها للترويج لها.
ونحن في الكويت لم يعد لدينا الوقت الكافي للسكوت عن تلك المنظمات التي تنخر في بلادنا الفساد، وتدمر عقول شبابنا.
وقد نشرت الصحف قصصاً عن كويتيين يقاتلون في صفوف بعض الحركات الارهابية.
ولابد من وضع الخطط الامنية والسياسية التي تكفل أمن البلاد وأمن الاقليم.
فأمننا الوطني ليس في الكويت فحسب بل انه يمتد إلى القاهرة والرياض وصنعاء وأبوظبي ودبي.. لذلك لابد من التنسيق الدائم والتشاور والتعاون بين كل الدول التي تحارب الارهاب.. لعلنا نتمكن من دحره.
غازي الجاسم