كشفت دراسة علمية أجراها فريق من الباحثين الفرنسيين بالاشتراك مع زملائهم البلجيكيين والكينيين، عن أن أنهار القارة الأفريقية مصدر رئيسي لانبعاث ثاني أكسيد الكربون من الصوبات الزراعية.
جاءت هذه النتيجة بعد خمس سنوات طاف فيها العالم الفرنسي «ألبرتو بورج» المتخصص في علم المحيطات معظم أفريقيا الصحراوية، حيث لاحظ انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون مرتبط ب 12 نهرا، بالإضافة إلى المناخ الرطب والغابات الاستوائية خاصة بالنسبة لنهر الكونغو ونهر ريانللا في مدغشقر.
وقد قام الباحثون بقياس مدى تركيز الديوكسيد الكربون وغاز الميثان في هذه الأنهار ثم حساب انتقالهما في الجو، فالكربون الذي ترسله النباتات عن طريق التمثيل الغذائي الضوئي يؤدى إلى تكوين مادة عضوية تتلف الأرض خاصة في المناطق الرطبة وذلك قبل أن تلتحق المياه الجوفية تحت الأرض والأوساط المائية من انهار وبحيرات والجدول وهذه تمتلئ بغازى ثانى أكسيد الكربون والميثان التى تطلقهما فى الجو.
كما تحوى القارة الأفريقية 12% من المياه العذبة في الكرة الأرضية وتقذف هذه الأنهار كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون تصل الى 400 مليون طن فى العام، وأن استخراج هذا الغاز يعادل ثلثي الكربون الموجود في الكتلة الأرضية للقارة الأفريقية 600 مليون طن سنويا.
وأشارت «فرانسوا مارى بريون» مدير معهد العلوم المناخية والبيئة الفرنسي إلى أنه من بين 10 مليارات متر مكعب كربون منبعث من نشاط الإنسان سنويا ، فإن نصفهم يذهب في الهواء، والربع في المحيطات، ليتم تخزين الربع الأخير في النباتات التي لديها القدرة على الاحتفاظ به أكثر مما نعتقد.
وشددت بريون على ضرورة متابعة التطور الذي يطرأ على القارة الأفريقية خلال العشر سنوات القادمة علما بأن تعداد السكان في الكونغو سيتضاعف خلال 25 عاما القادمة من 65 مليون مواطن حاليا إلى 130 مليون، مما يؤثر على نهر الكونغو مع إزالة الغابات والتطور الزراعي وإقامة السدود والهيدروكهربائية والري مما سيزيد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون.