تخطى إلى المحتوى

الأوضاع الأمنية تعرقل مشروع أنبوب البصرة العقبة

الأوضاع الأمنية تعرقل مشروع أنبوب البصرة العقبة

الوكيل – يواجه مشروع مد خط أنبوب النفط بين العراق والأردن عراقيل تؤخر إنجازه لعل أبرزها المشكلات الأمنية التي يواجهها البلد، بعد امتداد نفوذ الدولة الإسلامية والعشائر المنتفضة، وخاصة في محافظة الأنبار التي يمر عبرها الأنبوب.

وينقل مشروع هذا الأنبوب النفط الخام من حقل الرميلة العملاق في البصرة (545 كلم جنوب العاصمة بغداد) إلى مرافئ التصدير في ميناء العقبة جنوبي الأردن. ويبلغ طول الأنبوب 1700 كم وتقدر كلفته بحوالي 18 مليار دولار.

ويوفر المشروع فرص عمل لأكثر من ألف مهندس وعامل داخل العراق، وأكثر من ثلاثة آلاف مهندس وعامل داخل الأردن، وسيشكل بوابة جديدة لتصدير النفط العراقي إلى دول العالم.

وقال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد للجزيرة نت إن 'مشروع مد الأنبوب مستمر وهو مشروع مستقبلي إستراتيجي، لكنه يحتاج إلى مزيد من الدراسة والاستشارة والورش التي تناقش آلية تنفيذه'.

وأضاف أن 'المشروع من المشاريع الاستثمارية التي يطمح العراق لتنفيذها ويخضع إلى ضوابط معينة، لأنه مشروع كبير وتشارك به عدة جهات وشركات استثمارية كبرى'.

وبين جهاد أن تنفيذ المشروع يحتاج إلى وقت، ولغاية الآن لم يباشر بتنفيذه بسبب الأوضاع الأمنية التي يمر بها البلد، لأن المشروع يمر داخل محافظة الأنبار التي تفتقد إلى الاستقرار الأمني.

الإنتاج والتسويق

من جهته حمل مدير المكتب الدولي للاستشارات والدراسات الاقتصادية والإدارية الخبير الاقتصادي توفيق المانع هيئة الطاقة في العراق مسؤولية تأخير تنفيذ المشروع قائلا 'إن هذا المشرع كان يفترض أن ينفذ قبل ثلاث سنوات على الأقل وينجز في عام 2024، لكنه لغاية الآن لا نعرف متى سينفذ وهل سينفذ فعلا أم لا؟'.

وشدد في حديثه للجزيرة نت على أن 'العراق بحاجة إلى أن يوازي عمليتي الإنتاج والتسويق، إذ لا يمكن أن يكون هناك زيادة في الإنتاج مع قلة في منافذ تصدير النفط إلى الخارج بحيث أن عمليتي نقل النفط الثابت والمتحرك مهمتان في التسويق وزيادتهما تعني زيادة الدخل العراقي من النفط'.

الظروف الأمنية

بدوره أكد الخبير الاقتصادي حميد العقابي للجزيرة نت أن 'العراق اتخذ قرار إنشاء خط أنبوب النفط العراقي من البصرة إلى العقبة في الأردن، بسبب قلة المنافذ التي يتم منها تصدير النفط، خاصة بعد توقف خط أنبوب كركوك جيهان التركي بسبب الأعمال التخريبية التي استهدفته، مضيفا أن الظروف الأمنية التي يعيشها البلد حاليا تحول دون تنفيذ المشروع حاليا'.

وأشار إلى أنه 'في حال تم تنفيذ المشروع فإن العراق سوف يكون قادرا على زيادة حجم صادراته إلى مليون برميل نفط فقط عن طريق هذا المشروع'.

وشدد على 'ضرورة أن يكون هناك زيادة في مشاريع البصرة النفطية لغاية تنفيذ مشروع البصرة العقبة، كون البصرة هي المنفذ الوحيد لتصدير نفط المحافظات الجنوبية إلى الخارج'.

وبحسب خبراء نفطيين فإن العراق -الذي يملك ثالث أكبر احتياطي نفطي في العالم يقدر بنحو 143 مليار برميل بعد السعودية وإيران- يأمل أن يؤدي بناء هذا الأنبوب إلى زيادة صادراته النفطية وتنويع منافذه، فيما تأمل المملكة الأردن التي تستورد 98% من احتياجاتها من الطاقة من الخارج، أن يؤدي مد هذا الأنبوب إلى تأمين احتياجاتها من النفط الخام والبالغة حوالى 150 ألف برميل يوميا.

(الجزيرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.