الإلحاد التعريف وأسباب الظهور
الإلحاد التعريف وأسباب الظهور مفكرة الإسلام: الإلحاد ـ بمعنى إنكار وجود الله، والقول بأن الكون وجد بلا خالق أو أن المادة الأزلية أبدية، وهي الخالق والمخلوق في ذات الوقت ـ أمر كان له بعض اللمحات القديمة ولكنه تبلور في صورة فكرة ومعتنقيها في العصر الأوروبي الحديث بصورة خاصة.
ولقد كانت مؤهلات الإلحاد كلها قائمة في أوروبا منذ النهضة الأوروبية الحديثة إلى اليوم، ولابد من وقفة دراسة هذا الأمر الذي لا مثيل له من قبل في كل جاهليات التاريخ.
وإذا كنا نتكلم عن الأسباب فلا شك أننا يجب أن نذكر أن الكنيسة الأوروبية ـ بممارستها وطغيانها على مدار أكثر من ثمانية قرون ـ هي المسئول الأول عن ذلك لأنها هي التي أدت إلى جعل العلم بديلاً من الدين، وجعل السبب الظاهر بديلاً من السبب الحقيقي، وجعل الطبيعة بديلاً من الله..
فالعلمفي وضعه الطبيعيليس بديلاً من الدين، إنما هو نافذة من نوافذ المعرفة التي تؤدي في النهاية إلى المعرفة الحقة بالله، ومن ثَمَّ إلى إخلاص العبادة له، حين يدرك العقل البشري عظمة الخلق ويطلع على أسراره العجيبة التي تحير الألباب {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.
وحين قالت أوروبا إن الدين قد أخلى مكانه للعلم وإن العلم هو البديل من الدين، لم تكن تتحدث عن حقيقة موضوعية ولا حقيقة مطلقة، إنما كانت تتحدث عن واقع حدث في أوروبا بسبب ما حدث من الكنسية من محاربة للعلم والعلماء، وخيَّرتهم بين اتباع دينها الذي ابتدعته وشكلته على حسب أهوائها، وبين اتباع العلم والخروج من الدين.
وقد اختار العلماء اتباع العلم لأنهم يعرفون قدره، ويعلمون أنه أحق بالاتباع من الخرافة. فلما اتهمتهم الكنسية بالهرطقة والخروج عن الدين؛ كان العلم ـبالنسبة إليهم ـ هو البديل من الدين، لا لأنه في الحقيقة بديل عنه، ولا لأنه بطبيعته يغني عنه، ولكن لأن ما حدث من الكنيسة وضعت الأمور في هذا الوضع.
والسبب الظاهر ليس بديلاً عن السبب الحقيقي؛ لأنه يفسر فقط كيف تحدث الأشياء على النحو الذي تحدث به، ولكنه يفسر لماذا كانت الأشياء على هذا النحو.
فقانون السببية مثلاً يفسر كيف يتحول الماء إلى بخار بالتسخين، ولكنه لا يفسر لماذا كان التسخين يحول الماء إلى بخار! فلولا أن الله خلق الماء على النحو الذي يجعله التسخين يتحول إلى بخار ما تحول!
بعبارة أخرى: إن العلم بخواص المادة يفسر لنا الظواهر التي تحدث في عالم المادة، ولكنه لا يفسر لماذا كانت المادة بهذه الصورة وبهذه الخواص. ذلك أن هذه الصورة ليست هي الصورة الوحيدة الممكنة عقلاً.. بل هي إحدى الصور الممكنة، وقد كان يمكن ـ لو أراد الله ـ أن تكون على صورة أخرى وذات خواص مختلفة. فالذي جعلها على هذه الصورة، وأعطاها هذه الخواص هو مشيئة لله وحدها.
وحين قال علماء أوروبا في عصر النهضة وما بعده: إن السبب الظاهر بديل من السبب الغيبي، أو من "الطبيعة" بديل عما "وراء الطبيعة" إنما كان "واقعًا" عاشته أوروبا بسبب طغيان الكنيسة، والتي كانت تمنعهم – أو لا تتيح لهم – أن يبحثوا عن السبب الظاهر، وتبرز لهم السبب الغيبي وحده مع إبقائهم في ظلمات الجهل.
فلما اكتشفوا السبب الظاهر، وانبهروا "بالعلم" الذي كشف لهم ـعن طريق معرفة السبب الظاهر ـ آفاقًا لم يكونوا يعرفونها من قبل، كان الأمر الواقع بالنسبة إليهم أن السبب الظاهر هو الذي علمهم؛ ومن ثم كان وضع السبب الظاهر بديلاً من السبب الغيبي هو الأنسب لهم والأكسب! فقالوا قولتهم من واقعهم الضيق الذي عاشوه، وخيل إليهم في بهرة "العلم" أن ما يقولونه هو الصواب!
ولكن هذا كله على أي حال كان إلحاد "العلماء" و"الفلاسفة" و"المفكرين".. أما الجماهير فكانت ما تزال تؤمن "بالدين".
ولا نتعرض هنا لما كان في ذلك الدين الذي آمنت به الجماهير من تحريف وتشويه، وإنما نتحدث عنه باعتبار أنه "دين" يحوي على أقل تقدير إيمانًا بوجود الله وإيمانًا بالوحي، وإيمانًا باليوم الآخر، في مقابل "اللادين".. في مقابل الإلحاد بمعنى إنكار وجود الله، وإنكار الوحي، وإنكار اليوم الآخر.
والعودة إلى "الحضارة الإغريقية" هي كذلك من الأسباب، فقد كانت تلك الجاهلية بالذات تصور العلاقة بين الإنسان والآلهة علاقة صراع وخصام متبادل. الآلهة تريد أن تقهر الإنسان وتستذله، وتتشفى في كل مصيبة يقع فيها، والإنسان يريد أن يلقي عنه نير الآلهة وينطلق بفاعليته دون قيود"[1]".
والعودة إلى "الحضارة" الرومانية هي كذلك من الأسباب، فقد كانت تلك الجاهلية بالذات تزين للإنسان لذائذ الحس، والفتنة بها إلى حد الاستغراق مع كل ما تبدعه في الأرض من رقي مادي وتنظيم.
ولكن هذه الأسباب كلها مجتمعة ما كان يمكن لتؤدي إلى الإلحاد بين الجماهير، لولا الدور اليهودي في نشر الإلحاد في الأرض – تأسيسًا على هذه الأسباب كلها، واستغلالاً لها – كانوا هم اليهود!
فالثورة الفرنسية والداروينية والثورة الصناعية والنظريات "العلمية" التي تهاجم الدين والأخلاق والتقاليد كان الهدف منها إنشاء مجتمع بلا دين ولا أخلاق.
والإلحاد بالذات هدف أساس من أهداف المخطط الشرير؛ فالهدف الآخر من المخطط كله هو إزالة كل دين في الأرض، ليبقى اليهود وحدهم في الأرض أصحاب الدين!
وسواء كان الجهد الذي بذلوه في هذا الشأن عسيًرا أو ميسرًا فقد استغرقوا قرابة قرنين من الزمان حتى وصلوا به إلى صورته الشاملة الموجودة اليوم في الأرض، سواء في المعسكر الشرقي حيث يفرض الإلحاد فرضًا في مناهج التعليم ووسائل الإعلام!
ونكتفي بالتعرض لنقطة واحدة مما جاء من أقوال مفكري أوروبا الحديثة في شأن الإلحاد، تلك هي قولة جوليان هكسلي في كتابه "الإنسان في العالم الحديث Man in the Modern World ": (إن الإنسان قد خضع له بسبب عجزه وجهله والآن وقد تعلم وسيطر على البيئة. فقد آن له أن يأخذ على عاتق نفسه ما كان يلقيه من قبل في عصر الجهل والعجز على عاتق الله، ومن ثم يصبح هو الله).
ولقد كانت مؤهلات الإلحاد كلها قائمة في أوروبا منذ النهضة الأوروبية الحديثة إلى اليوم، ولابد من وقفة دراسة هذا الأمر الذي لا مثيل له من قبل في كل جاهليات التاريخ.
وإذا كنا نتكلم عن الأسباب فلا شك أننا يجب أن نذكر أن الكنيسة الأوروبية ـ بممارستها وطغيانها على مدار أكثر من ثمانية قرون ـ هي المسئول الأول عن ذلك لأنها هي التي أدت إلى جعل العلم بديلاً من الدين، وجعل السبب الظاهر بديلاً من السبب الحقيقي، وجعل الطبيعة بديلاً من الله..
فالعلمفي وضعه الطبيعيليس بديلاً من الدين، إنما هو نافذة من نوافذ المعرفة التي تؤدي في النهاية إلى المعرفة الحقة بالله، ومن ثَمَّ إلى إخلاص العبادة له، حين يدرك العقل البشري عظمة الخلق ويطلع على أسراره العجيبة التي تحير الألباب {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}.
وحين قالت أوروبا إن الدين قد أخلى مكانه للعلم وإن العلم هو البديل من الدين، لم تكن تتحدث عن حقيقة موضوعية ولا حقيقة مطلقة، إنما كانت تتحدث عن واقع حدث في أوروبا بسبب ما حدث من الكنسية من محاربة للعلم والعلماء، وخيَّرتهم بين اتباع دينها الذي ابتدعته وشكلته على حسب أهوائها، وبين اتباع العلم والخروج من الدين.
وقد اختار العلماء اتباع العلم لأنهم يعرفون قدره، ويعلمون أنه أحق بالاتباع من الخرافة. فلما اتهمتهم الكنسية بالهرطقة والخروج عن الدين؛ كان العلم ـبالنسبة إليهم ـ هو البديل من الدين، لا لأنه في الحقيقة بديل عنه، ولا لأنه بطبيعته يغني عنه، ولكن لأن ما حدث من الكنيسة وضعت الأمور في هذا الوضع.
والسبب الظاهر ليس بديلاً عن السبب الحقيقي؛ لأنه يفسر فقط كيف تحدث الأشياء على النحو الذي تحدث به، ولكنه يفسر لماذا كانت الأشياء على هذا النحو.
فقانون السببية مثلاً يفسر كيف يتحول الماء إلى بخار بالتسخين، ولكنه لا يفسر لماذا كان التسخين يحول الماء إلى بخار! فلولا أن الله خلق الماء على النحو الذي يجعله التسخين يتحول إلى بخار ما تحول!
بعبارة أخرى: إن العلم بخواص المادة يفسر لنا الظواهر التي تحدث في عالم المادة، ولكنه لا يفسر لماذا كانت المادة بهذه الصورة وبهذه الخواص. ذلك أن هذه الصورة ليست هي الصورة الوحيدة الممكنة عقلاً.. بل هي إحدى الصور الممكنة، وقد كان يمكن ـ لو أراد الله ـ أن تكون على صورة أخرى وذات خواص مختلفة. فالذي جعلها على هذه الصورة، وأعطاها هذه الخواص هو مشيئة لله وحدها.
وحين قال علماء أوروبا في عصر النهضة وما بعده: إن السبب الظاهر بديل من السبب الغيبي، أو من "الطبيعة" بديل عما "وراء الطبيعة" إنما كان "واقعًا" عاشته أوروبا بسبب طغيان الكنيسة، والتي كانت تمنعهم – أو لا تتيح لهم – أن يبحثوا عن السبب الظاهر، وتبرز لهم السبب الغيبي وحده مع إبقائهم في ظلمات الجهل.
فلما اكتشفوا السبب الظاهر، وانبهروا "بالعلم" الذي كشف لهم ـعن طريق معرفة السبب الظاهر ـ آفاقًا لم يكونوا يعرفونها من قبل، كان الأمر الواقع بالنسبة إليهم أن السبب الظاهر هو الذي علمهم؛ ومن ثم كان وضع السبب الظاهر بديلاً من السبب الغيبي هو الأنسب لهم والأكسب! فقالوا قولتهم من واقعهم الضيق الذي عاشوه، وخيل إليهم في بهرة "العلم" أن ما يقولونه هو الصواب!
ولكن هذا كله على أي حال كان إلحاد "العلماء" و"الفلاسفة" و"المفكرين".. أما الجماهير فكانت ما تزال تؤمن "بالدين".
ولا نتعرض هنا لما كان في ذلك الدين الذي آمنت به الجماهير من تحريف وتشويه، وإنما نتحدث عنه باعتبار أنه "دين" يحوي على أقل تقدير إيمانًا بوجود الله وإيمانًا بالوحي، وإيمانًا باليوم الآخر، في مقابل "اللادين".. في مقابل الإلحاد بمعنى إنكار وجود الله، وإنكار الوحي، وإنكار اليوم الآخر.
والعودة إلى "الحضارة الإغريقية" هي كذلك من الأسباب، فقد كانت تلك الجاهلية بالذات تصور العلاقة بين الإنسان والآلهة علاقة صراع وخصام متبادل. الآلهة تريد أن تقهر الإنسان وتستذله، وتتشفى في كل مصيبة يقع فيها، والإنسان يريد أن يلقي عنه نير الآلهة وينطلق بفاعليته دون قيود"[1]".
والعودة إلى "الحضارة" الرومانية هي كذلك من الأسباب، فقد كانت تلك الجاهلية بالذات تزين للإنسان لذائذ الحس، والفتنة بها إلى حد الاستغراق مع كل ما تبدعه في الأرض من رقي مادي وتنظيم.
ولكن هذه الأسباب كلها مجتمعة ما كان يمكن لتؤدي إلى الإلحاد بين الجماهير، لولا الدور اليهودي في نشر الإلحاد في الأرض – تأسيسًا على هذه الأسباب كلها، واستغلالاً لها – كانوا هم اليهود!
فالثورة الفرنسية والداروينية والثورة الصناعية والنظريات "العلمية" التي تهاجم الدين والأخلاق والتقاليد كان الهدف منها إنشاء مجتمع بلا دين ولا أخلاق.
والإلحاد بالذات هدف أساس من أهداف المخطط الشرير؛ فالهدف الآخر من المخطط كله هو إزالة كل دين في الأرض، ليبقى اليهود وحدهم في الأرض أصحاب الدين!
وسواء كان الجهد الذي بذلوه في هذا الشأن عسيًرا أو ميسرًا فقد استغرقوا قرابة قرنين من الزمان حتى وصلوا به إلى صورته الشاملة الموجودة اليوم في الأرض، سواء في المعسكر الشرقي حيث يفرض الإلحاد فرضًا في مناهج التعليم ووسائل الإعلام!
ونكتفي بالتعرض لنقطة واحدة مما جاء من أقوال مفكري أوروبا الحديثة في شأن الإلحاد، تلك هي قولة جوليان هكسلي في كتابه "الإنسان في العالم الحديث Man in the Modern World ": (إن الإنسان قد خضع له بسبب عجزه وجهله والآن وقد تعلم وسيطر على البيئة. فقد آن له أن يأخذ على عاتق نفسه ما كان يلقيه من قبل في عصر الجهل والعجز على عاتق الله، ومن ثم يصبح هو الله).