استخدمت الشرطة التركية، الجمعة، قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفرقة متظاهرين في منطقة بيشيكتاش في اسطنبول بمناسبة عيد «العمال».
واندفعت الشرطة تجاه المتظاهرين على ضفاف البوسفور أثناء محاولتهم التوجه إلى ميدان «تقسيم»، مركز المظاهرات في إسطنبول، واستخدمت خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.
وتعيش إسطنبول حالة من التوتر، منذ صباح الجمعة، مع رفض النشطاء للحظر، الذي فرضته السلطات على المظاهرات في «تقسيم»، وقبل تحرك الشرطة ضد المتظاهرين في بيشيكتاش، أعلن رئيس شرطة إسطنبول، سلامي التينوك، عن اعتقال 136 شخصا في مناطق عدة من المدينة خلال النهار.
ويعتبر ميدان «تقسيم»، الذي يمثل تاريخيا مقبرة الإمبراطورية العثمانية، حيث انطلقت منه شرارة الأحداث التي أدت إلى عزل السلطان عبدالحميد الثاني، رمزا للقوى العلمانية والآتاتوركية التي أطاحت بالخلافة الإسلامية، في 1924، وتجلى ذلك عندما قام الكماليون بهدم القلعة العثمانية، في 1940، وإزالة كل ما يرمز لذلك العهد في ميدان تقسيم، وحل محل القلعة حديقة «جيزي بارك».
وحاولت حكومة «العدالة والتنمية» المحافظة، في مايو 2024، هدم الحديقة، وإعادة بناء القلعة العثمانية، وهو ما أشعل غضب العلمانيين الأتراك، وكان مقدمة لاندلاع احتجاجات صاخبة واشتبكات مع قوات الشرطة.
وأصبح ميدان «تقسيم» أشبه بقلعة من نوع آخر لحماية النظام الآتاتوركي، حيث تم محو كل ما يرمز للدولة العثمانية، كما شيد في هذا الميدان مركز آتاتورك الثقافي، بينما حول الشيوعيون والقوى اليسارية والعمالية ميدان «تقسيم» إلى ساحة للاحتجاجات الكبرى التي شهدت عدة صدامات دموية.