تخطى إلى المحتوى

الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى .

الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى

الوكيل – راى باحثون واكاديميون وسياسيون ان تواصل ممارسات وسلوكيات الاحتلال الاسرائيلي الغاشمة ضد المقدسات الاسلامية في مدينة القدس الشريف ,يشكل استفزازا وتهديدا صارخا لأمن وسلام المنطقة مثلما هو دعوة صهيونية للقوى المتطرفة لاشعال المنطقة في حروب طائفية ومذهبية وتناحر ديني سيعاني منه العالم بأسره.

مفتي المملكة

مفتي عام المملكة الشيخ عبدالكريم الخصاونة أعرب عن قلقه إزاء الأحداث الأخيرة المتعلقة بالمسجد الأقصى وما يتعرض له من أخطار مؤكدا على المكانة المميزة التي يحظى بها المسجد الأقصى في قلوب المسلمين والتي تنبع من صميم عقيدة الإسلام السمحة.

وقال الخصاونة «إننا في دائرة الإفتاء في هذا البلد المسلم العربي الذي يتمتع بقيادة هاشمية دأبت على عمارة الأقصى والدفاع عنه إنطلاقاً من عقيدة الإسلام التي ربطت المسلمين جميعاً بالمسجد الأقصى ربطاً عقائدياً لا يتغير بتغير الأشخاص والأزمنة , لنؤكد رفض ما يقوم به العدو الصهيوني الغاشم من استفزاز مشاعر المسلمين باعماله التصعيدية الرامية إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك وتهويده والإعتداء على المصلين والعاكفين فيه.

وعبر عن اعتزازه بصمود الاخوة المرابطين في الأراضي المقدسة واستبسالهم ودفاعهم عن القدس والمقدسات داعياً المولى عز وجل لأن ينصرهم ويثبت أقدامهم.

كما دعا الخصاونة جميع المسلمين شعوباً وقيادات وحكومات وأصحاب فكر ورأي إلى الدفاع عن المسجد الأقصى مما يحيط به من أخطار وما يتعرض له من انتهاكات مؤكدا ان الوصاية على المسجد الأقصى هي حق للمسلمين ممثلين بالقيادة الهاشمية التي استمدت وصايتها على المقدسات بحكم إرثها التاريخي واتفاقية الوصاية الموقعة مع السلطة الفلسطينية وليس مع سلطات الإحتلال التي لا نقر أي تصرف لها في هذا الصدد، ولا يجوز التفريط بهذه الولاية على المقدسات أو التنازل عنها.

الزرو

الباحث في الشؤون الفلسطينية نواف الزرو قال ان هذا الذي يجري في المشهد المقدسي من هجمات صهيونية على المدينة المقدسة واهلها واستهداف الاماكن المقدسة في الحرم القدسي الشريف لم يعد مفاجئا ولا هو نتاج لحظة تاريخية عابرة، انما يأتي في اطار مخطط صهيوني قديم متجدد يعود الى زمن مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هيرتزل الذي قال العام 1899 « لو قُدر لي وكنت على قيد الحياة حينما نحتل القدس فسوف اعمل على ازالة وحرق كل الاثار غير اليهودية في هذه المدينة «. واضاف « ما بين زمن هيرتزل قبل اكثر من قرن من الزمان وزمن نتنياهو اليوم ، فان الذي يجري في المشهد المقدسي هو تنفيذ وتجسيد لأقوال هيرتزل ، حيث تقوم سلطات الاحتلال منذ سنوات قديمة بتهديم المشهد العربي في القدس ، وبناء صرح صهيوني مكانه بمضامين ومعطيات وملامح صهيونية، بل انهم يقومون ببناء مملكة توراتية وبنصوص تلمودية على حساب العرب من مسلمين ومسيحيين «.

واشار الى ان هذه الاعتداءات التي نشهدها باستمرار على المسجد الاقصى انما هي تتويج لتلك الافكار والمشروعات والمخططات التهويدية الصهيونية للمدينة المقدسة، وانه اذا كانت سلطات الاحتلال في هذه الايام تعمل على تقسيم المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة زمانيا بين اليهود والمسلمين كما حصل في الحرم الابراهيمي الشريف « فهذه باعتقادي ما هي الا خطوة تسبق هدم المسجد الاقصى بحجة اقامة الهيكل اليهودي، وان حكاية هدم المسجد المبارك وبناء الهيكل هي بمنتهى الجدية والخطورة وليست مسألة اعلامية فقط !».

واوضح ان اكثر من 25 تنظيما ارهابيا يهوديا يعملون على اجتياح المدينة المقدسة في كل مكان سواء داخل البلدة القديمة وخارجها تجريفا وتهويدا وتهجيرا لاهلها، ولديهم المخططات الموثقة التي تدعو الى هدم الاقصى وبناء الهيكل، والاحتلال يستثمر بذلك اللحظة التاريخية الراهنة المناسبة، حيث ان عددا من الدول العربية تنشغل بانقساماتها وبحروبها الطائفية والاثنية والداخلية ، وهم يعتقدون انهم لو اقدموا فعلا على هدم الاقصى فلن تحرك الامة العربية ولا الاسلامية الا ربما ببيانات احتجاجية وبعض الصرخات هنا وهناك , وهم لا يأبهون لمشاعر وصرخات العرب والمسلمين ولا حتى بالرأي العام الدولي ، داعيا الى ان تقوم الانظمة والقيادات والقوى الوطنية والقومية العربية والاسلامية باعادة ترتيب اوراقها واولوياتها وان تضع على رأس اهتماماتها ما يجري في المدينة المقدسة.

وحث الزرو الدول العربية على ان تتحرك دبلوماسيا وقانونيا على المستوى الدولي بمنتهى السرعة والجدية والمسؤولية العربية التاريخية من اجل وضع حد للاعتداءات والمخططات الصهيونية، ويجب ان لا تحجب هذه الحروب الاهلية في العراق وسوريا القضية الفلسطينية وقضية القدس عن الانظار ، مضيفا ان على الفلسطينيين والعرب والامة الاسلامية التحرك على كل المستويات الرسمية والاهلية في الداخل والخارج والتركيز على النواحي القانونية وجهود المؤسسات الدولية والشعبية من اجل استعادة مركزية القضية الفلسطينية والمدينة المقدسة الى قمة جدول الاعمال العربي والدولي , والا فعلى القدس والاقصى السلام.

العبادي

مدير متابعة شؤون القدس وشؤون المسجد الاقصى بوزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية المهندس عبدالله العبادي قال ان الوزارة تتابع الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى من خلال الدائرة العامة لاوقاف القدس والتي يوجد فيها اكثر من ستمئة موظف من بينهم 190 حارسا مخصصون لحراسة ابواب المسجد الاقصى المبارك على مدار الساعة من اعتداءات المستوطنين الصهاينة.

واضاف ان الادارة تلعب دورا في الدفاع عن الاقصى المبارك وترميمه وادامة التحديث والبناء له والوعظ والارشاد حيث ترعى الاهل وقداسة المكان وهي التي تدير الاوقاف الاسلامية بالقدس وتقوم بالسيطرة على الامور هناك وتتصدى لسلطات الاحتلال مشيرا الى ان عمر بناء الاقصى يتجاوز الالف واربعمئة عام , ولولا الرعاية الهاشمية له وللمقدسات الاسلامية من خلال لجنة اعمار المسجد الاقصى لما بقي الحال على ما هو عليه الان.

واشار العبادي الى ان هناك مشروعات معطلة من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي التي تقوم بمنع المصلين من دخول اماكن عبادتهم ومثل هذه الاساليب المخالفة للشريعة والتي لا تتفق ومعايير حقوق الانسان لا تحصل في اي دولة بالعالم الا من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي وهو ما يعتبر امرا مرفوضا دينيا واخلاقيا وانسانيا، لافتا الى ان وزارة الاوقاف تواصل العمل على اكمل وجه في التصدي والوقوف بوجه الاحتلال وممارساته.

كنعان
وأكد أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان ضرورة فرض عقوبات على إسرائيل نظرا لضربها عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية التي اتفق عليها المجتمع الدولي ، مشيرا الى أن اسرائيل هي السبب الرئيس للإرهاب الذي يحدث في المنطقة عبر عدوانها المستمر على المقدسات الإسلامية والمسيحية ولا سيما المسجد الأقصى.

وقال ان ما تقوم به إسرائيل ستكون نهايته حرباً دينية تشعل المنطقة باسرها لن ينجو منها المجتمع الإسرائيلي ، مع إمكانية امتدادها إلى خارج المنطقة ، الأمر الذي يؤكد أن إسرائيل هي السبب الرئيس في عدم الإستقرار والسلام والأمن الدوليين.

وأضاف كنعان ان القدس وأقصاها الشريف خط أحمر لا يمكن القبول بتجاوزهما ، وأنه لا يمكن تحقيق السلام الذي ينشده المجتمع الدولي إلا عبر إجبار إسرائيل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وآن الأوان للولايات المتحدة الأميركية لوقف دعمها اللامحدود وانحيازها لإسرائيل الذي يشجع سلطات الاحتلال الإسرائيلي على هذا العدوان الذي تمارسه في القدس والمسجد الأقصى بالذات.

وأشار الى أن الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي العربية المحتلة وما يحدث في القدس اليوم لا يقل عن الإرهاب الذي تقوم به المنظمات الإرهابية التي يحاربها المجتمع الدولي الآن ، مثمنا للإتحاد الاوروبي ومجلس العموم البريطاني وحكومة السويد موقفهم الداعم للإعتراف بالدولة الفلسطينية المنشودة وعاصمتها القدس الشرقية.

حداد

وأعرب المدير التنفيذي لمركز التعايش الديني الأب نبيل حداد عن رفضه واستنكاره الشديدين للممارسات الإسرائيلية التي تنم عن مقاصد متطرفة لن تكون نتائجها إلا زعزعة السلام في المدينة المقدسة وفي الأراضي الفلسطينية وفي المنطقة، محذرا من مخاطر اقتحام الأماكن المقدسة أو محاولات السعي لخرابها أو الهيمنة عليها أو تغيير معالمها نظرا لما تمثله هذه الممارسات الخطيرة من تهديد لأمن المنطقة وإستقرارها.

ودعا إلى احترام الأماكن المقدسة في القدس وحمايتها ولا سيما الحماية التي توفرها المظلة الهاشمية بموجب معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية ، وطالب الهيئات والمؤسسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة وفي المنطقة بالتحرّك وبشكل منسق وجاد لإفشال أي إعتداء على المسجد الأقصى المبارك، مبينا أهمية مخاطبة المجتمع الدولي والعالم بأسره لتحمل مسؤولياته تجاه ما يتعرض له الأقصى الشريف والأماكن المقدسة من تدنيس وتهديد ومطالبة الأمم المتحدة فوراً بالقيام بدورها. وثمن حداد التحرك الذي يقوده صاحب الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في القدس جلالة الملك عبدالله الثاني في هذا المجال للوصول إلى المجتمع الدولي، مشيرا الى الدور الإيجابي الهامّ الذي قام به الهاشميّون على الدوام من أجل الحفاظ على الأماكن المقدسة، الإسلامية والمسيحية وصيانتها وإعمارها وحمايتها.

شطناوي

وقال استاذ القانون الدستوري في جامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتور فيصل شطناوي ان الشرعة الدولية لحقوق الانسان والتي تتمثل بالاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وجميع المواثيق الدولية اقرت الحق في اقامة الشعائر الدينية ،إضافة الى ما أكدت عليه اتفاقية لاهاي1907 بعدم المساس بأماكن العبادة، واتفاقيات جنيف 1949 التي اعتبرت التعدي على الاماكن المقدسة بانها جريمة دولية ,كما ان محكمة نورمبرج اعتبرت تعرض سلطات الاحتلال لاماكن العبادة جريمة دولية.

ورأى ان الدفاع عن المسجد الاقصى بشكل فعلي وحقيقي ، يقع على الشعوب العربية التي من الواجب التصدي للعدو الصهيوني وداعميه وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الاميركية التي ترعى وتشجع اسرائيل «الدولة الغاصبة» على التمادي بانتهاك حرمة المسجد الاقصى، مشيرا الى هذه الاعتداءات التي اصبحت لا تعد ولا تحصى والتي تضربها اسرائيل بعرض الحائط.

واشار شطناوي الى ما اكدته المادة 18 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان لسنة 1948 ، والمادة 18 ايضا من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966 والمتعلقة بحرية ممارسة الشعائر الدينية في اماكن العبادة دون اي قيد.

نقرش

وقال استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاردنية الدكتور عبدالله نقرش انه يجب الانتباه بان كل المنطقة مستفزة من الجانب الديني ومن الواضح تماما ان معظم التوجهات السياسية السائدة في الاقليم تبدي نوعا من الاستفزاز للتوجهات الدينية بالكامل ، والذي ادى ذلك لان تكون المعتقدات الدينية على رأس اولويات المجتمع وبما لها من قداسة تصبح المعيار الاول في تحديد سلوك المجتمع ازاء اي نظام او قوة سياسية.

واضاف ان اسرائيل جاءت لتزيد «الطين بلة» لتستفز الامة العربية والاسلامية من خلال انتهاكاتها للمسجد الاقصى مشيرا الى ان ذلك لا يتعارض مع المواثيق الدولية وحقوق الانسان فحسب انما مع الولاية الخاصة للاردن على الاماكن المقدسة في القدس الشريف.

وبين نقرش ان المعنى بذلك ان اسرائيل تستفز الشعبين الفلسطيني والاردني وشعوب العالم بما فيها الامة الاسلامية ، كما تستفز المشاهدة الانسانية لكل من يؤمنون بالله والمقدسات من مختلف الاديان، وهي تساهم بذلك في تدعيم حالة الارهاب والتطرف في المنطقة.

وقال «ان قيمة الدين وتقديس المقدسات ثقافة انسانية ولا يجوز لاي طرف في العالم ان يتجاوز عليها، في ظل الوضع الاقليمي، حيث تتمكن اسرائيل وبحماية الولايات المتحدة الامريكية واولئك الذين يقفون معها ويوالونها بالقيام بهذه التصعيدات في اجواء اقليمية عصيبة هي بؤرة صراع بين المتطرفين والمعتدلين وبين المؤمنين المتشددين والاخرين المنفتحين ، متسائلا الا يعتبر الاستفزاز السياسي للشعائر الدينية لدى المجتمعات نوعا من التأكيد والتشجيع لحالات التطرف الديني».

واضاف ان السلوكيات الاسرائيلية وتصعيد اعتداءاتها المتواصلة ضد الفلسطينيين يزيد من اشتعال المنطقة بالانقسامات الطائفية والتعصب والتطرف وما يترتب عليها من تداعيات وخيمة، مبينا ان اسرائيل تسعى الى (تطييف) المنطقة وايجاد كونتونات طائفية ومذهبية فيها ، وهو ما يتعارض مع المجتمع الدولي برمته، مثلما هي مظلة لاعمال التنظيمات المتطرفة التي تهدد الامن والسلام الاقليمي والدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.