تخطى إلى المحتوى

الانتحار والإدمان والحقد "مثلث رعب" يسببه العنف ضد الأطفال

الانتحار والإدمان والحقد.. "مثلث رعب" يسببه العنف ضد الأطفال

خليجية

يوما بعد الآخر، تتزايد دائرة العنف ضد الأطفال وتسجل مدن المملكة حالات بذلك، تتحول بهؤلاء الأبرياء الصغار إلى مرضى نفسيين يسيطر العنف على سلوكياتهم، ولعل فيما تعرض له تلميذ جازان منذ أيام على يد محفظ القرآن عبرة في ذلك. عدد من الخبراء والمتخصصين حذروا من خطورة هذا العنف على انحراف الأطفال في سن مبكرة واتجاههم إلى سلوكيات تضر بهم وبالمجتمع، مؤكدين خلال حديثهم لـ"عاجل" أن هناك علاقة وثيقة بين العنف والاتجاه نحو الإدمان. احذروا الانتحار د. ماجد قنش الأهدل، استشاري السلوكيات الأسرية وتربية الأبناء، أكد لـ"عاجل" أن الأثر السلبي الذي ينعكس على نفسية الطفل في حال تعرضه للضرب من معلمه يظل معه لفترة طويلة ويتذكره بألم وحسرة، محذرًا من وصول الأمل معه إلى حقد على المعلم وربما يمتد هذا الحقد لجميع المعلمين. وشدد على أن العنف يحول الطفل إلى إنسان عدواني يحب الانتقام، لافتًا إلى أن هذا الأسلوب أحد الأخطاء التربوية التي تخلق آثارًا نفسية في شخصية الطالب وعلى نموه الجسدي والصحي. وأضاف محذرًا: "العنف لا يولد إلا العنف، ولكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، والطالب أحيانًا إذا لم يستطع التعبير عن مشاعره تجاه مصدر العدوان الحقيقي فيدفعه ذلك إلى العنف نحو الذات الانتحار أو إيذاء النفس بأي شكل كأسلوب للفت الانتباه أو للتعبير عن الرفض للأسلوب المتبع معه بطريقة غير مباشرة". معلم بدرجة جلاد وعن أسباب العنف لدى المعلمين، أكد "الأهدل" أن استخدام العقاب البدني أو النفسي يدل على شخصية عدوانية مليئة بالإحباطات وجوانب النقص، واستخدام العقاب البدني والنفسي واللفظي بكل أنواعه يعبر عن عجز الشخص القائم به وعدم قدرته على الوصول إلى أهدافه بالطرق الصحيحة، ما يجعله يسقط جوانب القصور لديه على الآخرين بتلك الطرق الفجة وغير الإنسانية. وأضاف: "لكن للأسف نجد أن معظم المعلمين ممن يعانون من ضغوط نفسية حياتية مختلفة، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو صحية أو سياسية، فهؤلاء لا يحكمون ضمائرهم في كيفية التعامل مع الطلاب وإنما يسقطون مشكلاتهم وضغوطهم المختلفة على الطلبة ويتعاملون معهم بأسلوب غير أخلاقي أو إنساني". وشدد على أن انشغال بعض المعلمين بمقاولات الدروس الخصوصية أصبح يغلب على مصلحة الطالب في المدرسة، وبالتالي يتحول المعلم من مربٍ إلى جلاد ومن قدوة إلى محنة، وذلك يؤدي إلى نشوء سلسلة من أفعال العنف بين الطرفين تمتد لتشمل الآخرين ليصبح هذا السلوك هو النموذج المعتاد. وطالب المعلمين بالاعتماد على عقاب اللوم والتأنيب بما يتناسب مع الفعل وليس العقاب البدني الذي يضر بشخصية الفرد ويحوله من فرد مسالم إلى عدواني، مركزًا على أهمية استصدار قانون أو قرار يجرم أو يحرم استخدام العنف البدني واللفظي في المدارس. فقدان الأمان النفسي في الوقت نفسه، رأى الدكتور سلطان بن موسى العويضة، أستاذ علم النفس جامعة الملك سعود، أن بث مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي عن مشاهد العنف يعد أمرًا مؤسفًا ويترك أثرًا سلبيًا في نفسية المتلقي سواء كان طفلا أو شابًا بالغًا. وأكد أن الصورة الطبيعية أن الأب يعد ملاذًا آمنًا وشجرة وارفة بالنسبة للطفل وكذلك الحال بالنسبة للمعلم، قائلا: "حين تهتز صورة الوالد أو المعلم من خلال عرض ما يخدشها فإن ذلك يؤدي إلى فقدان الأمان النفسي وهذا بدوره يجعل الطفل يغرق في أحلام اليقظة رغبة منه في تشذيب ما لحق بذهنه من خدش لصورتي الوالد والمعلم". مخالفة للشرائع السماوية بدوره،أكد الدكتور عبدالعزيز الرويلي، مستشار في الإرشاد النفسي والأسري، أن الاهتمام بتربية الأبناء يعد بمثابة البيئة أو البذرة وبقدر الرعاية والاهتمام والجهد والصبر الدؤوب بقدر ما نجني من ثمار الخير والفلاح والابتعاد عن العنف بشتى أنواعه. وأضاف: "ما شاهدنا من مقاطع مؤلمة عن العنف ضد الطفل ما هو إلا انتقاص من الحريات والحقوق التي كفلتها الشرائع السماوية للطفل، وقد يؤدي ذلك إلى نماذج سلبية تتركز في تعامل الطفل مع زملائه الآخرين".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.