تخطى إلى المحتوى

البحث عن مقاتلة للأجواء الخليجية

البحث عن مقاتلة للأجواء الخليجية
خليجية،، ألقت عملية استيلاء قوات الحرس الثوري الإيرانية على طائرة التجسس من دون طيار الأميركية الأخيرة بظلالها على أمن دول الخليج. وبعد أن كان الأمر لا يتعدى حاجة لتجديد القوى الجوية لدول مجلس التعاون، باتت المسألة أكثر تعقيدا لتتحول إلى عملية تعزيز لدور القوة الجوية في درء المخاطر عن المنطقة التي قد يسببها تيار المد الجارف لما يطلق عليه الربيع العربي والتسلح النووي لكل من إسرائيل وربما إيران، مرورا بالتهديد الإرهابي القائم حتى هذه الساعة. إذا، هل تشهد أسلحة الجو الخليجية مبتغاها من طائرات القتال العتيدة؟ أم هل ستوحد جهودها للاستفادة الجماعية لحماية أجوائها كليا؟ وما هي أبرز طائرات القتال والنظم الجوية الفعالة التي قد تؤمن أجواء الخليج؟،،

تشير الاحصائيات في ميزان القوى العسكرية الى أن دول مجلس التعاون الخليجي لا تملك نتيجة للنقص في القوى البشرية إلا الاعتماد في عقيدتها العسكرية على القوة الجوية كأساس لقوتها العسكرية، واستنادا لمراكز استراتيجية عدة، فإن أي مواجهة قد تنجم مستقبلا في ما بين قوات دول مجلس التعاون الخليجي، أو ما يعرف بقوات درع الجزيرة أو ما شابهها، وبين قوة اقليمية كإيران وهو ما تشير معظم الاحتمالات اليه فإنه سيتعين عليها الاعتماد على تفوقها النوعي في قوتها الجوية مجتمعة كرهان لصد أي عدوان ريثما تتدخل قوة عسكرية عظمى كالولايات المتحدة كما هو عليه الآن الوضع، فيما يوجد حاليا ما يقرب من 15746 مقاتلة جوية في 160 دولة حول العالم، 1487 وحدة منها في منطقة الشرق الأوسط فقط، بينما يتوزع الباقي على بقية المناطق الأخرى في العالم.

حصاد معرض دبي

جاءت الدورة الثانية عشرة من معرض دبي 2024 الأخيرة لتزيح الستار عن تحول كبير في نوعية المقتنيات لدول المنطقة بالنسبة للطائرات والنظم المتعلقة بها؛ فقد احتدم الصراع ما بين الولايات المتحدة وبين أوروبا بل وحتى ما بين أوروبا وأوروبا وحدها، وصارت جميع الأطراف تتفنن في منافسة الأخرى بشكل شرس أشبه بقتال جوي عنيف، لا يخلو كل الأطراف فيه من الإصابات والخسائر، فيما انعدم التواجد الروسي بشكل لافت جدا بعد أن كان يهيمن على المعروضات. ولعل أبرز ما تمخض عن ذلك الصراع ما منيت به الرافال الفرنسية من نكسة أخرى لم تكن في حسبانها حينما لم تتمكن من إقناع الجانب الإماراتي من توقيع أول صفقة خارجية للطائرة، فدخل معها الصراع منافس عتيد لا يرحم هو المقاتلة الأوروبية المشتركة أو «يوروفايتر – تايفون» ليتطور الأمر إلى الزج بالمارد الاميركي بطرازين لبوينغ هما «إف – 15 إس إيه» و«إف – 18 إي إف بلوك 2» وكلاهما يتمتع بتقنيات متطورة وبصمة رادارية منخفضة «ستيلث» تكفل لها التسلل دون رصد.

المقاتلات الأوروبية

تتميز المقاتلات الأوروبية بطابعها المتشابه والفريد من نوعه، فهي تشترك في اعتماد الجناح المثلث لنماذجها، كالفرنسية الرافال والأوروبية المشتركة «التايفون» والسويدية «ساب – غريبن» وبالطبع بجنيحات الموازنة الامامية «الكنارد». وإذا ما أخذنا الرافال الفرنسية سنجد أن هذه المقاتلة تتمتع برشاقة وأنظمة تشويش عالية، فيما تفتقر للقوة الدافعة لمحركيها النفاثين من طراز «سنيكما – إم 88». في حين تتفوق «التايفون» على جميع الطرز الأوروبية في اشتمالها على محركين قويين وأنظمة تسليح متنوعة أكسبتها مصطلح swing role أي المهام المتعددة القابلة للتغيير ومثال على ذلك: يمكن لطائرة «التايفون» أن تحمل خلال طلعة قتالية أو دورية أسلحة متنوعة جو – جو وجو – أرض أو جو – سطح بحيث يمكنها مواجهة الأهداف الجوية كطائرة اعتراض وفي الوقت نفسه يمكن أن يوكل إليها مهمة قصف جوي أو هدف بحري أيضا وهذا ما تم اختباره ولو بمحدودية فوق ليبيا. في حين تتمتع طائرة «ساب – غريبن» السويدية بتكلفة تشغيل متدنية واقتصادية نظرا لتزويدها بمحرك واحد وقدرة اقلاع وهبوط قصيرة نسبيا.

العضلات الأميركية

عندما يتجه الحديث إلى الجانب الأميركي فإنه يتسم بدسم المعلومات المتعلقة بالمقاتلات الخاصة بها. فعلى أرض الواقع طرحت بوينغ نموذجين لطائرتين مجربتين في القتال، ولكن بحلة جديدة كليا وهما الطراز إف – 15 سايلنت إيغل، والطراز سوبر هورنيت بلوك 2. الأول هو نموذج معدل وحسن لأعظم طائرة قتال جوي في التاريخ لم تهزم يوما في معركة جوية وهي «إف – 15» وهي عبارة عن نموذج جديد تم تصميمه لتلبية تقنيات التخفي الفعالة من حيث التكلفة مع المرونة في مجموعة ضخمة ومتنوعة من الأسلحة المحمولة. وتشمل الخصائص تصميماً جديداً لخزانات الوقود التكيفية مما يسمح بنقل الأسلحة داخلياً. كما تعمل الذيول المائلة عامودياً على تحسين الكفاءة الايروديناميكية، وتوفير قوة دفع أكبر وخفض وزن هيكل الطائرة. وتحتوي هذه الطائرة أيضاً على نظام تحكم رقمي بالطيران، مما يزيد من موثوقية الطائرة ويقلل من وزن هيكلها، كما تحتوي على نظام قتال إلكتروني رقمي يعمل بالتنسيق مع رادار مصفوفة المسح الإلكتروني رايثيون. أما النموذج سوبر هورنيت بلوك 2 فهو نموذج مبني على أساس الإف – 18 الذائعة الصيت، وهي الطائرة القتالية متعددة المهام الأكثر تطوراً في الولايات المتحدة حالياً وزودت بمخازن أسلحة تجعلها خفية عن الرادار وبمضلل للصواريخ المعادية يمكن إطلاقه وقطره لمسافة 100 متر عن ذيل الطائرة. لكن الأهم في الطرازين هو قمرة القيادة المستقبلية التي احتوت على شاشات عرض كبيرة جدا حلت محل الشاشات الصغيرة والعدادات، وهي تعمل باللمس على غرار تقنية الآي بادن وقد أتيح لـ القبس تجربة تلك الشاشات عبر التحليق بمشبه الطيران الذي عرض في المعرض الدفاعي الأخير الذي أقيم في الكويتنو هي بالفعل ليس لها مثيل.

المقاتلة

الخليجية المشتركة

لا يزال مشروع طائرة إف – 35 أو المقاتلة الضاربة المشتركة يسيطر على سوق الطائرات الحربية، حيث بلغ الطلب عليها أكثر من 3000 طائرة، بينما بلغ اجمالي طلب السوق 6700 طائرة. هذا وكانت الولايات المتحدة واسرائيل قد وقعتا منذ مدة على صفقة تبلغ قيمتها 2.75 مليار دولار تحصل اسرائيل بموجبها على 20 طائرة أميركية من طراز اف 35 المعروفة بقدراتها على التخفي عن أعتى أنظمة الرادار الحالية، وتبرز أهميتها على أنها من الجيل الخامس، لكن ورغم ذلك لم تطرح هذه المقاتلة والتي في نظري تناسب جميع متطلبات أسلحة الجو لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث ان التهديدات مشتركة لتلك الدول، وبالتالي ستكون الأنسب والأكثر اقتصادية لها على المدى البعيد. لكن لاعتبارات سياسية بحتة لا تزال عملية اقتنائها من قبل دول المجلس بعيدة التحقيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.