تخطى إلى المحتوى

البخيت: لا حاضنة حقيقية لـ في الأردن

  • بواسطة
البخيت: لا حاضنة حقيقية لـ (داعش) في الأردن

الوكيل – قال رئيس الوزراء الاسبق العين الدكتور معروف البخيت أنه لا وجود لحاضنة شعبية حقيقية في الاردن لما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام «داعش» رغم وجود بعض المتعاطفين.

وبين الدكتور البخيت في محاضرة في نادي الاردن ادارها الكاتب ناهض حتر أن هناك تضخيما إعلاميا ل «داعش» وأن الحديث عن عدم تأثره بالضربات التي تستهدف عناصره غير دقيق وهو متأثر بشكل كبير.

وأضاف في المحاضرة التي حضرها عدد من النخب السياسية والحزبية والعسكريين المتقاعدين أن داعش لا تشكل اي تهديد وجودي للأردن وأن خطرها تكتيكي بحت, مشيرا إلى ان القوات المسلحة الاردنية قادرة على التصدي لاي خطر وأنها على جهوزية عالية وأن الاردنيين يراهنون عليها دائما.

واعتبر أن ما يسمى ب «داعش» لا تستطيع خوض حرب حقيقية مع جيش نظامي لافتقارها للفنيات العسكرية رغم امتلاكها بعض الاسلحة التي حصلت عليها بعد انسحاب الجيش العراقي .

وبين البخيت أن الاردنيين يختلفون على كثير من المواضيع منها قانون الانتخاب والضريبة والاحزاب السياسية إلا أنه وفي هذه الاحوال التي تمر بها المنطقة فمطلوب من الجميع الوقوف في صف واحد مع الوطن ونبذ الاختلافات.

واعتبر أن تماسك الجبهة الداخلية في الوقت الحالي هو الخطوة الاهم مشيرا إلى أن المرحلة الحالية لا تحتمل الاختلاف حول أي قضية كانت, وأن تكاتف الجميع وكافة مكونات الطيف السياسي في الاردن ومن أهمها المتقاعدون العسكريون مهم جدا مطالبا إياهم بالبدء بعمل ملتقيات وحوارات وطنية مع الاحزاب والنقابات لتشكيل جبهة وطنية عريضه ومتماسكة.

وأشار أن هناك جملة من التوصيات التي من الممكن أن يأخذ بها صناع القرار في الوقت الحالي لمواجهة هذه الاخطار الاقليمية وتداعياتها على الاردن لتحصين الجبهة الداخلية والعبور بالوطن في هذه الاوقات الحرجة الى بر الامان.

وبين أن من أهم ما يمكن عمله في الوقت الراهن تحصين العشائر الحدودية الطرفية في الاردن ابتداء من منطقة معان وصولا الى المناطق الشرقيه الحدودية.

كما أكد على أهمية تقديم الهوية الاردنية الوطنية الموحدة كعنوان للدولة في مواجهة العنف على الاطار الاقليمي وتجاوز كل الهويات الفرعية.

وشدد الدكتور البخيت على أهمية اعتماد منهجية مختلفة في تنمية المحافظات تعمل على خلق فرص عمل سريعة للأردنيين لتسهم في حل مشكلتي الفقر والبطالة وتنمية هذه المحافظات وبالتالي التخفيف من المشاكل الاجتماعية المترتبة جراء الاوضاع الاقتصادية.

وأشار الى ضرورة القيام باصلاح الملف التعليمي على كافة المستويات ابتداء من المدرسة وحتى الكليات والجامعات.

وأكد البخيت ضرورة إعادة تأهيل وتطوير وتفعيل المؤسسات الدينية والخطابة بشكل خاص , والعودة للتأكيد على رسالة عمان ومضامينها وما تحمله من صورة معتدلة عن الاسلام الوسطي.

كما شدد على ضرورة تعزيز قدرات القوات المسلحة والاجهزة الامنية ورفدها بكل ما يلزم.

وعلى المستوى الاقليمي أشار أنه بالامكان أن يتقدم الاردن بمبادرة لتفعيل دور جامعة الدول العربية من خلال التركيز على فكرة العروبة والتي بحسب البخيت بدأت تتلاشى مؤخرا ولم تعد تذكر كما كانت في السابق.

واعتبر البخيت أن المبادرة تكون مقبولة من الاردن خاصة وأن خطاب الهاشميين معتدل يسمو على الخلافات المذهبية والطائفية والعرقية بالاضافة الى ما يتمتع به الاردن من سمعة طيبة بين الدول العربية لمواقفه المعتدلة وقيادته الحكيمة وقدرته الدبلوماسية على الحفاظ على العلاقات مع مختلف دول المنطقة.

وأشار أن الازمة العراقية حاليا لها آثارها على الوطن العربي ككل وأنه في حال تقسيم العراق لدول وكيانات صغيرة فإن تقسيم سوريا يصبح أمرا حتميا وهو ما لا يخدم الاردن ولا الدول العربية أوالمنطقة.

واعتبر أن ما يحصل في العراق حاليا هو نتاج لسياسات الحكومة العراقية السابقة التي عملت على تهميش السنة ومنع انخراطهم في القوات المسلحة, مبينا أن جوهر الازمة في العراق سياسي نتج عن نهج الحكومة السابقة الاقصائي التي ولدت حالة من الاحتقان وبالتالي خلقت حالة من التعاطف مع التيارات المتطرفة مثل «داعش» وغيرها عند ابناء العشائر السنية وغض الطرف عنهم.

وبين أنه وفي حال تعزيز قدرات أبناء العشائر السنية وادماجهم في المجتمع العراقي فهم قادرون على القضاء على كل التيارات المتطرفة التي ظهرت مؤخرا ومنها داعش مستشهدا بقدرة الصحوات التي تم تشكيلها في وقت سابق على القضاء على تنظيم القاعده في العراق.

وأوضح أن هناك 4 احتمالات لحل الازمة العراقية وهي إما بانجاز مصالحة وطنية شاملة ترضي كافة الاطياف العراقية ومن ضمنها السنة والتوافق على حكومة جامعة معتبرا أن هذا الحل الافضل للعراق والاردن ولمختلف الدول العربية.

والحل الثاني أن ينتصر الجيش العراقي في حربه على التطرف وهو ما استبعده البخيت, أما الحل الثالث يتمثل في أن تتفق المكونات العراقية السياسية على تقسيم العراق سلميا وهو ما استبعده ايضا البخيت بسبب عدم الاتفاق على الموارد الطبيعية خاصة في المناطق الحدودية بين المحافظات أو المناطق المختلطة سكانيا مثل بغداد وبعض المدن الاخرى.

وبين أن الاحتمال الرابع هو بقاء الاوضاع على ما هي عليه الان مع تنامي العنف, معتبرا أن جوهر حل الازمة العراقية هو باتفاق يحفظ وحدة العراق من خلال المصالحة.

واعتبر أن تقسيم العراق الى دويلات سيؤدي حكما الى تغيير خارطة المنطقة وأن له مضار على الاردن والوطن العربي بأكمله حتى مع وجود دولة سنية على الحدود الشرقية الاردنية.

وأشار البخيت أن قيام دولة عراقية سنية يعني سيطرة بعض القوى المتطرفة عليها بالاضافة الى تقسيم الهلال الشيعي الى نصفين وهو ما سيدفع بالنفوذ الايراني الى التمدد والذهاب الى الخليج العربي مستغلا وجود بعض الاقليات الشيعية.

وبين أن من تداعيات إقامة دولة سنية في العراق خسارة انبوب النفط العراقي للمملكة بالاضافة لبعض التأثيرات الاجتماعية وتشكيل عبء أمنى على الحدود الشرقية مع تمدد الجماعات المتطرفة في هذه الدولة السنية – في حال إقامتها- .

الراي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.