تخطى إلى المحتوى

البرازيليون يستقبلون المونديال بمزاج "عكر"

البرازيليون يستقبلون المونديال بمزاج "عكر"

خليجية

رغم أنه لم يتبق سوى أقل من أسبوع على انطلاق بطولة كأس العالم يوم 12 يونيو إلا أن الأجواء في البرازيل لا تسودها الاحتفاليات المتوقعة. وخفتت أصداء انتعاشة اقتصادية أخرجت 40 مليون شخص من دائرة الفقر خلال العقد الماضي وعززت فرص فوز البرازيل باستضافة الحدث الكروي الأهم في العالم. وفي ظل معدلات التضخم المتنامية وارتفاع معدلات الجريمة تظاهر برازيليون خلال العام المنصرم احتجاجًا على إنفاق 11 مليار دولار على كأس العالم وفساد مزعوم أدى إلى زيادة تكاليف بناء الاستادات وغيرها من مشاريع البنية التحتية التي لم ينفذ بعضها قط. وخصصت البرامج الرياضية، التي تتناول خطط الفرق في اللعب وتكثر قبل بطولات كأس العالم، جزءا من وقتها لتقديم تقارير إخبارية بشأن الجنود وأفراد الشرطة المنتشرين في 12 مدينة برازيلية ستستضيف البطولة حتى لا تؤثر الاحتجاجات العمالية والمظاهرات والجريمة سلبا على كأس العالم. ويبدو فتور الحماس قبل انطلاق البطولة جليا في الطرقات والميادين والمقاهي. واختفى الأصفر والأخضر لونا علم البرازيل وساد الهدوء العديد من الأماكن العامة، رغم استعداد البلاد لاستضافة حدث رياضي اعتادت أن تحتفل به دون أن تستضيفه. وتقول ماريانا فاريا وهي مالكة متجر لبيع لوازم الاحتفالات في وسط ريو دي جانيرو "يشعر الناس بالاشمئزاز". وانخفضت مبيعات المتجر 40 في المائة عما وصلت إليه أثناء بطولة كأس العالم السابقة في جنوب إفريقيا. وتابعت "لا يريد أحد إنفاق المال على أمر يرونه مرتبطا بالإهدار والفساد." ويتناقض المزاج العام السيئ في البرازيل مع البطولة التي تستمر شهرا يرى فيه مشجعو كرة القدم في العالم ذروة الحماس والنشاط الرياضي. ومن الممكن أن ينتعش البرازيليون وتلتهب حماستهم إذا أبلى فريقهم بلاء حسنا في المباريات. وهذه هي المرة الأولى التي تتأهل فيها للبطولة كل المنتخبات التي سبق لها الفوز باللقب. وستشارك في البطولة كل الأسماء اللامعة في كرة القدم تقريبا مثل نيمار أمل البرازيل الشاب والأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يعتبر أفضل لاعبي عصره ومنافسه البرتغالي كريستيانو رونالدو. ويختلف المزاج السيئ عن معظم التوقعات منذ فوز البرازيل في القرعة باستضافة البطولة عام 2024. وعبر المنظمون آنذاك عن آمال في أن تكون الأجواء السائدة في البرازيل هي استعداد دولة نامية ومنتخبها الوطني لتعويض خسارة تاريخية أمام أوروجواي في المراحل النهائية لكأس العالم عام 1950 في استاد ماراكانا بريو دي جانيرو وهو نفس الاستاد الذي سيستضيف المباراة النهائية للبطولة هذا العام. وحثت رئيسة البرازيل ديلما روسيف البرازيليين على تنحية إحباطاتهم جانبا والترحيب بأكثر من 800 ألف زائر أجنبي سيأتون إلى البرازيل. وشهدت البرازيل مظاهرات حاشدة عرقلت بطولة كأس القارات التي استضافتها البلاد في يونيو من العام الماضي وموجة من الاحتجاجات المستمرة في العديد من المدن. وأمرت روسيف بإضافة 57 ألف جندي إلى قوات الشرطة ليقوموا بمهام تتراوح بين تأمين المناطق المحيطة بالاستادات إلى مرافقة حافلات الفرق. وقالت روسيف في كلمة بمطار ريو الدولي الأسبوع الماضي، رغم استمرار أعمال الإصلاحات فيه "إننا شعب سيستقبل السائح بالحب وليس بالعنف." وذكر مركز بيو للأبحاث ومقره واشنطن الأسبوع الماضي أن 72 في المائة من البرازيليين عبروا في مسح أجري مؤخرا عن شعور عام بالاستياء مقارنة بنسبتهم العام الماضي وهي 55 في المائة. وقال 61 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إنهم يعارضون استضافة كأس العالم. وبالنسبة لكثير من البرازيليين يرمز كأس العالم إلى الفجوة بين ما يعد به زعماء البرازيل وما يحققونه على الأرض سواء كان ذلك فيما يتعلق بالمدارس والمستشفيات الجيدة أو وفرة من الثروات النفطية البحرية التي اكتشفت في الوقت الذي فازت فيه البلاد بحق تنظيم البطولة، لكنها لم تثمر شيئا بسبب التكاليف الباهظة والبيروقراطية. واتسمت استعدادات كأس العالم في البرازيل بالبطء، حيث ما زال تركيب المقاعد في الاستاد الذي سيشهد افتتاح البطولة مستمرا. ودفع ذلك الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلى القول إن البرازيل بحاجة إلى "دفعة". ورغم هذا سعى بعض أبناء الطبقة الراقية في البرازيل إلى تشجيع الناس. وعلق ابيليو دينيز وهو صاحب سلسلة محلات شهيرة لافتة كتب عليها "يجب علينا الاستفادة من الاهتمام العالمي لإظهار عظمة البرازيل والفرص فيها وليس مشاكلنا."

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.