وجاءت التظاهرة التي في مدينة عدن، تلبية لدعوة “لجنة التصعيد الثوري
للحراك الجنوبي” للتصدي لما وصفها بيان الدعوة بـ”تحويل الجنوب إلى ساحة صراعات طائفية ومذهبية، وإجهاض القضية الجنوبية. والتصدي للمؤامرات التي تحاك لمحاولة احتواء ثورة الجنوب التحررية من خلال ما يسمى بنقل السلطة في منظومة الاحتلال اليمني”.
وقال البيان الصادر عن الفعالية، إن “تطورات صراع مراكز وقوى الاحتلال وما آلت إليه لها انعكاساتها وتداعياتها على ثورة شعب الجنوب وقضيته العادلة , حيث أفضت إلى استغلال الفراغ السياسي و التنظيمي في ساحة ثورتنا من قبل ركائز وسلطات الاحتلال الأمنية والإدارية والعسكرية في جنوبنا المحتل , لتحدث حالة من الإرباك و الغموض, وتعدد الأفهام إزاء التعاطي مع المستجدات غير المتوقعة وغير المحسوبة”.
وحول اتخاذ الرئيس اليمني من مدينة عدن عاصمة مؤقتة للبلاد في ظل سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، اعتبر البيان إن “إعلان عاصمة دولة الجنوب عدن عاصمة بديلة لعاصمة الاحتلال صنعاء, وإعلان صنعاء عاصمة محتلة في مفارقة رهيبة تستخف بالعقل الجنوبي الجمعي، فإن المخاطر المحدقة بثورتنا السلمية التحررية وبقضية شعبنا أخذت منحى أشد خطورة لأن هذا الإجراء الإكراهي المتجاهل لحقيقة إن عدن وكل الجنوب تحت الاحتلال بالفعل له مخاطر أشد”.
ولم تشهد هذه الفعالية الزخم المعتاد الذي اعتادت عليه مدينة عدن خلال فعاليات سابقة شارك فيها مئات الآلاف من أبناء الجنوب، حيث لم تعلن بقية فصائل الحراك الجنوبي تأييدها لهذه الفعالية، إلى جانب تعاطف بعض الجنوبيين مع الرئيس اليمني، المنتمي إلى محافظة أبين الجنوبية.
وقال الصحافي المتخصص في شؤون الحراك الجنوبي، حسين حنشي، لـ”شبكة إرم” إن هناك عوامل عدة لظهور فعالية الحراك الأخيرة بمستوى دون الفعاليات السابقة، أبرزها ضعف غياب المناسبة الحقيقية، فالجنوبيون اعتادوا خلال الفعاليات السابقة الحشد في تواريخ وطنية معينة، إلى جانب ضعف الدافع لدى الشعب بعد 14 فعالية مركزية سابقة دون نتيجة وكذلك شعور الكثيرين أن هناك فصائل معينة تريد إحراج الرئيس هادي الذي رمم علاقته بالجنوبيين كثيرا.
من جانبه، علق الأمين العام للمجلس الأعلى للثورة الجنوبية على تراجع الزخم الجماهيري، بالقول إن “لخبطة الأوراق رمت بظلالها على مسألة التحضير للمليونية رافقه تحضير إعلامي ضعيف”.
ولفت إلى أن ذلك يأتي ليكشف جلياً مدى التخبط الذي يعيشه الحراك الجنوبي والذي أحدثه تواجد هادي بعدن منذ وصوله المفاجئ إليها قادما من صنعاء، إضافة إلى تواجد مئات المسلحين الجنوبيين كلجان شعبية والتي استقدمها هادي من محافظات أبين وشبوة بالإضافة إلى مدينة طور الباحة.