نظمت الرابطة العربية للعلوم بالنادي العلمي الكويتي على مسرح النادي المناظرة العلمية الثانية تحت عنوان «التعديل الجيني للكائنات.. بين المثالية وعدم التوازن» وذلك لنشر الحقائق والمعلومات العلمية حول هذه القضية العلمية المهمة.
وأقيمت المناظرة، بين فريقين أحدهما مؤيد وهم «طلبة كلية العلوم بجامعة الكويت»، والآخر معارض وهم «طلبة كلية الصيدلة بجامعة الكويت»، وذلك بحضور رئيس مجلس إدارة النادي العلمي الكويتي إياد الخرافي والأمين العام علي الجمعة، وانتهت المناظرة بعد ساعتين من الجدل العلمي حول جدوى التعديل الجيني للكائنات، بفوز الفريق المعارض لهذه القضية، وقام بتحكيم المناظرة الباحثة العلمية في إدارة التكنولوجيا الحيوية بمعهد الكويت للأبحاث العلمية سلوى المقاطع، وذلك بحضور حشد من الباحثين والشباب.
وقالت المقاطع في بيان تلقته القبس، ان المناظرة ناقشت التعديل الجيني للكائنات من الناحية العلمية البحتة، ومدى استفادة الإنسان منها وأيضاً ضررها على الإنسان، مشيرة إلى أن المناظرة قد هدفت إلى قياس مدى رد فعل المجتمع على هذه القضية ومدى تقبله لها.
وأضافت ان التعديل الجيني يعتبر من العلوم الحديثة التي بدأت منذ التسعينات، وما زالت بين مؤيد ومعارض، ونحن من خلال المناظرة فتحنا باب الحوار والنقاش للوصول إلى قناعات معينة في هذا الموضوع إما بالإيجاب أو الرفض، مضيفة أن هذا الموضوع الحيوي لم يتم حسمه علمياً إلى الآن، مع انه قد دخل في غذائنا، والدول العربية ليس بعيدة عنه إذ لدينا مواد معدلة جينياً ونقوم باستهلاكها يومياً، ولم يعلن عنها، مع انه من المفروض ان يتم الإعلان عنها حتى يكون الرأي الحكم للمستهلك إما أن يستخدمها أو يرفضها، وحسب الدراسات التي أجراها معهد الأبحاث أثبتت انه لدينا مواد معدلة جينياً ويستهلكها الإنسان يومياً.
معايير التنافس
وأشارت إلى ان معايير التنافس في المناظرة بين الفريقين الحكم فيها هو التزام كل فريق بالوقت لطرح حججه سواء المؤيدة أو المعارضة، وكذلك الأمانة العلمية ودقة المعلومات، وكذلك قوة الرأي وأسلوب العرض، مضيفة انه في التحكيم في هذا الموضوع لم يتم التطرق إلى الاعتقادات أو التشريعات الدينية لأنه موضوع علمي عالمي، والعالم متعدد الثقافات والأديان، لذا تتم مناقشة هذا الموضوع من خلال القنوات العلمية فقط.
من جانبه، قال نائب رئيس اللجنة الثقافية في الرابطة العربية للعلوم عبدالعزيز عصام السعيد، ان المناظرة العلمية التي تقيمها الرابطة عبارة عن ملتقى علمي شهري يطرح قضية علمية للمناقشة والبحث بين فريقين متعارضين في الرأي، احدهما مؤيد والآخر معارض، وكل فريق يتكون من 5 أعضاء من الرابطة لإبداء آرائهم في القضية المطروحة في وجود حكم للمناظرة متخصص في القضية المطروحة.
وعن نشاط الرابطة مستقبلاً، قال ان الرابطة ستقوم بطرح الموضوعات العلمية الجديدة المطروحة على الساحة العلمية في الكويت، خصوصاً ان الرابطة تكبر يوما بعد يوم، فقد بدأت بتنظيم سيرة عالم، ونظمت الشهر الماضي المناظرة العلمية الأولى التي تناولت المبيدات الحشرية بين مؤيد ومعارض، ولله الحمد نجحت الفكرة، فقد حضر المناظرة الأولى موجهون من وزارة التربية وأبدوا اعجابهم بفكرتها، وقالوا انهم سيقومون بتطبيقها في المدارس، خصوصاً أن المناظرات العلمية تجمع بين البحث العلمي وقوة الطرح.